النهار

مطعم يصر على تقديم السوشي في كراماتورسك... رغم أنف الحرب
المصدر: "النهار"
مطعم يصر على تقديم السوشي في كراماتورسك... رغم أنف الحرب
ايغور بيسوخ.
A+   A-
لا يزال المطعم الذي يعمل فيه ايغور بيسوخ يقدّم السوشي لزبائنه في شرق أوكرانيا، على بعد حوالى عشرين كيلومتراً فقط من خطّ المواجهة مع القوات الروسية في منطقة دونباس التي تحاول موسكو السيطرة عليها بالكامل.

يُشغّل بيسوخ (23 عامًا) الموسيقى لمحاولة طمس صوت صفارات الإنذار، لكنه لم يتمكّن من حجب صوت صاروخ سقط وسط كراماتورسك الجمعة الماضي، وتحديدًا في ساحة السلام قرب مبنى البلدية والمركز الثقافي ومطعم السوشي الذي يعمل فيه. ومطعم "ووكا" هو أحد آخر المطاعم التي لا تزال تعمل في كراماتورسك.

عند سماعهم دوي الانفجار، هرع موظفو "ووكا" إلى ملجأ.

خرجوا منه بعد عشرين دقيقة لمعاينة الأضرار، فوجدوا جميع النوافذ والأبواب قد تحطّمت رغم تحصينها بألواح خشب.

سارعوا الى التنظيف واستمروا في إعداد طلبيات السوشي في انتظار تسليمها.
 
 
لم تُسفر الضربة عن أي قتلى، لكنها تسببت بتدمير نوافذ مبان مجاورة.

ويقول بيسوخ "الصوت كان قويًا. لم نكن نتوقّعه. بالطبع كنت خائفًا".

لم تكن العودة إلى العمل في اليوم التالي سهلة، بحسب قوله، لكن "الحرب تبقى حربًا، ويجب تقديم وجبة الغداء في موعدها"، مكرراً بذلك مقولة شهيرة وهو يبتسم.

يعمل بيسوخ في مطعم "ووكا" منذ سنوات. والزبائن الأساسيون حاليًا هم الجنود المتمركزون في كراماتورسك أو أولئك العائدون من جبهة القتال.

وتشهد المدينة الأوكرانية التي كان يسكنها نحو 150 ألف نسمة قبل الحرب، تهديدات مستمرة بالقصف.

أودى قصف على فندق في 7 تموز الجاري بشخص. وقُتل أكثر من 50 شخصًا في نيسان الماضي إثر تعرّض محطة قطارات للقصف.

تحدثت وكالة فرانس برس مع موظفي المطعم قبيل قصف الجمعة الماضي، ثمّ عادت السبت لتفقد المكان بعد تنظيفه.

أعيد تركيب الألواح الخشب الواقية وتراكمت الطلبات على المنضدة أمام الزجاج الذي كان بيسوخ يعمل خلفه.

يقوم بترتيب ولفّ وتقطيع نحو مئة قطعة سوشي يوميًا في المطعم الذي لم يُغلق أبوابه يومًا منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط الماضي.
 
 
ويعمل حاليًا سبعة موظفين في مطعم "ووكا" الذي افتُتح في 2016، بعدما كان 28 شخصًا يعملون فيه قبل بداية الحرب.

ويقول بيسوخ الذي عمل في مطاعم في كييف وساحل بحر آزوف قبل أن يعود إلى مسقطه كراماتورسك، "العمل طبيعي، حتى في ظلّ هذا الوضع".

وعمّا إذا قد فكّر بالالتحاق بالجيش، يقول "ما الفائدة؟ لا خبرة لديّ، لن أنفعهم".

ويضيف الشاب الذي يحلم بتأسيس مطعم خاص به "هنا، أساعد بطريقة ما".

يقدّم "ووكا" حاليا بين 10 و30 وجبة يوميًا، لكن لا يُسمح للزبائن بتناول الوجبة في الداخل، لأسباب أمنية.


الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium