النهار

تمثال امرأة سوداء يثير الجدل… كيف يحكم المجتمع على الإنسان؟
المصدر: "النهار"
تمثال امرأة سوداء يثير الجدل… كيف يحكم المجتمع على الإنسان؟
تمثال في هولندا.
A+   A-
وسط ساحة "دي لا غار"، أحد أكثر الأماكن ازدحامًا في روتردام، هولندا، يتربّع تمثال جديد لامرأة شابة سوداء تضع يديها في جيبي سروالها الفضفاض مرتديةً حذاء رياضياً. وسرعان ما أصبح التمثال موقعاً مشهوراً مقصوداً لالتقاط صورة تذكارية الى جانب هذه الصورة غير النمطية عن المرأة. وأشعل التمثال الجدل حول ما إذا كان يجب رفع تمثال لأحد أنجز شيئاً في حياته وترك بصمة في المجتمع، أم فقط بناء على لونه وعرقه. وانقسمت الآراء بين المحافظين، والداعين الى الحفاظ على خصوصية المجتمع "الكوزموبوليتي" من جهة أخرى. 
 
وبحسب صحيفة "لو موند" الفرنسية، قدّمت هذا التمثال البرونزي الجمعية الخيرية "دروم أون دراد" (حلم وفعل)، اذ ابتكره النحات البريطاني توماس ج. برايس بهدف فسح المجال أمام الفئات المهمّشة، خصوصاً النساء السود. وفي سلسلته الفنية "كلّ رجل" و"كلّ امرأة"، التي انطلقت في المملكة المتحدة، يركزّ برايس على الشخصيات المجهولة والمعاصرة بهدف انتقاد ومعارضة التماثيل السائدة في لندن المكونّة من جنود حرب واستعماريين.


 
وكان العديد من السياسيين تكهنوا بأن هذا التمثال الموجود أمام مدخل المحطة الرئيسية سيشعل الجدل، من بين هؤلاء عمدة "روتردام الاشتراكي الديمقراطي" أحمد أبو طالب، ووزير الدولة الديمقراطي الليبرالي للثقافة جوناي أوسلو الذي اعتبر أنّه "ولّد نقاشاً هدفه ثقافي". لكن ما لم يكن في الحسبان هو الجدلية الممزوجة بالحماس لحراك "حياة السود مهمّة" في بلد شهد فترات استعمارية طويلة.

تمثال "عادي ومملّ"
تجمّع مئات السكان حول التمثال خلال الافتتاح، وقالت حينها مراسلة القناة "بي أن أن فيرا" الهولندية، إن "هذه اللحظة سيكتبها التاريخ". لكن في اليوم التالي، كتبت صحافية في "إن آر سي اليومية" أنّ هذا التمثال "مبتذل ومملّ"، متسائلةً: "هل كان من الضروري تكريس تمثال لشخصية لم تُنجز أي شيء مميّز"، داعيةً إلى مجتمع يحكم على الجميع بناءً على أفعالهم بدلاً من شكلهم أو هويتهم.
وسرعان ما انتشرت المسألة على مواقع التواصل الاجتماعي، وانقسمت الآراء بين التنديد والتعليقات العنصرية من جهة، والتشجيع من جهة أخرى، بذريعة أنّ معظم التماثيل تمثل أشخاصاً "لم يُنجزوا أي شيء".
 

اقرأ في النهار Premium