اشترى ماثيو كيث، أولى دُمى باربي، التي يمتلكها في السبعينيات، من مصروفه الخاص، وكان يخفيها عن والديه خشية اعتراضهم باعتبارها ليست لعبة للذكور.
واليوم، تمتلئ أرفف داخل منزله في لوس أنجلس بعرائس باربي تُقدَّر قيمتها بحوالي 20 ألف دولار. ويتابع أكثر من 70 ألفاً حساباً للمدرس بالمرحلة المتوسطة على "إنستغرام" تحت اسم (دولز أون ذا برين) "دُمى في العقل"، بينهم نحو 15 ألفاً بدأوا متابعته خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وزادت شعبية الهواية، التي كانت تُمارَس عادة في الخفاء، مؤخّراً بسبب حملة الدعاية التي أحاطت بفيلم "باربي" الذي بدأ عرضه أمس الجمعة وسط ترقب من الجماهير. وفي متاجر الأغراض المستعملة، أصبح العثور على عرائس باربي القديمة كنزاً وارتفعت أسعارها بشدّة في سوق المقتنيات وغرق مثمّنو التحف والأنتيكات في مكالمات من هواة الجمع الجُدد.
ورحّب كيث (55 عاماً) بهذا الحماس.
وقال في مقابلة: "أشعر بالسعادة وأتطلّع أن يُحرِّك ذلك المياه الراكدة وأن تُقبَل (فكرة) أنّ باربي للجميع"، وأضاف أنّه لا يزال الكثيرون من الصبية يتعرضون لضغوط حتى لا يلعبوا بالعرائس.
ومن المتوقع أن يُحقّق فيلم (باربي) أرباحاً تصل إلى مئة مليون دولار في دور السينما بالولايات المتحدة خلال عطلة نهاية الأسبوع الأولى لطرحه. ويتطلّع العاملون في قطاع التجزئة حول العالم للاستفادة من الضجة المثارة حوله لتحقيق أرباح من خلال تقديم عروض ومنتجات مستوحاة من باربي بما يشمل أجنحة الفنادق وسلع مثل فرش الأسنان والملابس.
لكن ليس كل جامعي الدمية الشهيرة القدامى سعداء مثل كيث بالاهتمام الجديد بجمع عرائس باربي. فعلى منتدى ترفيهي بشبكة (ريديت)، اشتكى البعض من ارتفاع سعر الدمية بسبب المشترين الأثرياء الجدد الذين زاد اهتمامهم بها قبل صدور الفيلم.
وكتب أحد المستخدمين على المنتدى: "توقفت بشكل كبير عن جمع الدمى نفسها وفضّلت بدلاً منذ ذلك الاستثمار في الملابس والإكسسوارات".
وأضاف: "ما بدأ كهواية يمكن تحمل تكاليفها أصبح باهظ الثمن ولا يمكن الاستمرار فيه".
وقالت مارل ديفيدسون، وهي من بائعي عرائس باربي المخضرمين وتقيم في فلوريدا، إنّ الأسعار قفزت نحو 25 في المئة في الشهور الماضية. ويزور موقعها الإلكتروني (مارل بي دوت كوم) حوالي ثلاثة آلاف شخص يوميا، أي ثلاثة أمثال المعدل المعتاد، وكثيرون منهم ممن بدأوا تكوين مجموعاتهم.
وأضافت: "لم أرَ مثل هذا الاهتمام من قبل. إنه يجلب الكثير من البالغين الجدد إلى عالم اقتناء باربي".
ويبلغ سعر الدُمى بهدف الاقتناء عادة حوالي مئة دولار بينما تتراوح أسعار الدمى العادية من 10 إلى 30 دولاراً. ويباع أوّل نموذج لباربي، والذي صدر عام 1959، بآلاف الدولارات.
وقالت لوري فيرديرامي، وهي مؤرِّخة للأعمال الفنية وشخصية إعلامية تمتلك 25 عاماً من الخبرة في تثمين التحف، إنّ الفيلم رفع الطلب على تثمين الدمية باربي 60 في المئة خلال الشهر الماضي، متجاوزا دمى أخرى تتمتع عادة بشعبية أكبر.
وأضافت: "رأيتُ دُمى نادرة جدّاً ورائعة لتثمينها ربما لم نكُن لنراها لولا الفيلم".
وجاءت معظم تلك الدُمى من أشخاص لديهم خبرة محدودة أو دون خبرة على الإطلاق في هواية جمع الدمى مثل شخص اشترى دمية باربي من متجر للأغراض المستعملة اتضح أن قيمتها تفوق عشرة آلاف دولار. وعثرت أخرى على دمية ظلت في منزل والدتها لسنوات وتبين أن قيمتها 8500 ألف دولار.
وذكر كيث، جامع الدمى من لوس أنجلس: "أشعر أنّ باربي حسّنت وضعي المالي على الرغم من أنني أنفقت الكثير من الأموال عليها منذ عام 1991".