النهار

"رواية مخيفة"... ذهب للتحقيق بمتلازمة "هافانا" فعاد مصاباً بها
المصدر: "النهار"
"رواية مخيفة"... ذهب للتحقيق بمتلازمة "هافانا" فعاد مصاباً بها
من مقابلة الطبيب الأميركي.
A+   A-
أعلن طبيب وكالة المخابرات المركزية "سي آي أيه"، بول أندروز (وهو اسم مستعار يستخدمه للتحدّث بشكل علني)، إصابته بمتلازمة "هافانا" أثناء توجّهه إلى كوبا للتحقيق في المرض الذي أصاب بشكل غامض ديبلوماسيين ومسؤولين أميركيين.
 
وأشارت شبكة "سي إن إن" الإخبارية أن الطبيب المذكور كان من أوائل الذين سافروا إلى كوبا عام 2017 للتحقيق في المرض.
 
ففي ربيع العام 2017، سافر أندروز إلى كوبا للتحقيق بعد نحو شهرين من علمه بالحالات الأولى دون أن يكون قلقاً على سلامته، لكن في الليلة الأولى له، ذهب للنوم عند الساعة 11:30 مساءً في غرفته الفندقية، وقبل الخامسة صباحاً بقليل، استيقظ أندروز على ألم شديد في أذنه اليمنى وغثيان وصداع. 
 
ثم بدأ بسماع صوت طقطقة مزعج، وهي جميعها أعراض سبق وأن أبلغ الضحايا السابقون عنها في بداية ظهور المرض.
 
 لم يسمع أندروز هذا الصوت سابقاً إلّا في المقاطع الصوتية، حيث كان يعتقد في بادئ الأمر أنه يحلم.
 
يتذكر أندروز قائلا: "هذا لا يمكن أن يحدث. جلست على حافة السرير لمدة دقيقة وكانت الأعراض تزداد سوءا... أنا حقا غير مصدق وبدأت أفكر هل هذا حلم".
 
وبحلول الساعة 6 صباحاً، قرّر طبيب الوكالة المخابرات الأميركية أن يحزم أمتعته ويغادر الغرفة، بعدما لم تهدأ الأعراض أبدا. ومع ذلك، وجد نفسه بالكاد يستطيع حزم أمتعته. يقول إنه ذهب لدورة المياه "أربع أو خمس مرات على الأقل" للتأكد من أنه يحمل فرشاة أسنانه.
 
وفي طريقه لمقابلة زملائه في كافتيريا الفندق، لم يستطع معرفة ما إذا كان من المفترض أن يدفع أو يسحب الأبواب. وأدرك أن توازنه كان "بعيد المنال".
 
لاحقا، قال أندروز إنه كان في حالة من الضبابية: يشعر بالغثيان والارتباك ويعاني في أداء المهام البسيطة مثل عد النقود وعرض بطاقة هويته لموظفي الأمن.
 
عندما عاد إلى الولايات المتحدة، اتصل بنفس الطبيب في فلوريدا الذي كان يعمل معه للتحقيق مع الضحايا الأصليين، وأخبره أنه بحاجة إلى المساعدة.
 
وسجّل الأطباء في فلوريدا سلسلة من الأعراض التي أظهرت أن الضحايا كانوا يعانون من إصابة في الدماغ تؤثر على توازنهم، من بين تأثيرات أخرى. 
 
وظهرت المتلازمة لأول مرة في عام 2016 عندما أصيب عشرات الديبلوماسيين في السفارة الأميركية لدى كوبا، وهو سر تسمية هذه الأعراض بـ "متلازمة هافانا".
 
ومتلازمة هافانا، هي مرض يسبب أعراضاً مثل الصداع النصفي والدوار وارتباك الذاكرة. ويُعتقد أن نحو 200 ديبلوماسي أميركي ومسؤول سابق، وأفراد عائلاتهم في الخارج أصيبوا بالمرض.
 
ولا تزال هذه الحوادث الصحية مصدرا للغموض والجدل داخل مجتمع الاستخبارات الأميركية.
 
في شباط الماضي، أفاد تقرير استخباراتي بأن بعض الأعراض الطبية لمتلازمة هافانا، ناجمة على الأغلب نتيجة التعرض لنبضات الطاقة الكهرومغناطيسية والموجات فوق الصوتية، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال".
 
وذكر التقرير أن الإصابات الطبية "حقيقة ومقنعة، ولا يمكن تفسيرها بالعوامل الصحية أو البيئية أو النفسية العادية".
 
وقال إن "الطاقة الكهرومغناطيسية النبضية، لا سيما في نطاق الترددات الراديوية، تشرح بشكل معقول الخصائص الأساسية للأعراض التي تم الإبلاغ عنها".
 
وحدد الخبراء في التقرير الجديد 4 أعراض أساسية للمتلازمة هي: الضغط في أذن واحدة أو جانب واحد من الرأس؛ أعراض شبه متزامنة مثل الدوار وفقدان التوازن وآلام الأذن، بالإضافة إلى الشعور بأن الظاهرة موضعية أو قادمة من اتجاه معين.
 
ووجد الخبراء أن "الجمع بين الأعراض الأربعة أمر غير معتاد بشكل واضح ولم يتم الإبلاغ عنه من قبل في الأبحاث والأدبيات الطبية".
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium