النهار

سيرة والدي ترودو... سياسيّ شهير وعارضة في مجلّات الـ"بلاي بوي"
روزيت فاضل
المصدر: "النهار"
سيرة والدي ترودو... سياسيّ شهير وعارضة في مجلّات الـ"بلاي بوي"
الرئيس جاستن ترودو وزوجته صوفي.
A+   A-
بعد إعلان طلاقه من زوجته صوفي غريغوار، المذيعة في تلفزيون مونتريال، بعد زواج استمرّ 18 عاماً، يستعيد رئيس وزراء كندا جوستان ترودو، الوسيم جدّاً والديناميّ جدّاً تجربة طلاق والديه بيار اليوت ترودو والشابة مارغريت سنكليز، التي أغراها منصب والد ترودو ونفوذه في ذلك الوقت. 
 


وفي التفاصيل، ذاع صيت والد رئيس وزراء كندا الحالي جاستن ترودو، وعُرف بالمثقف الجاف وصاحب الإدارة الصلبة، الذي طالما عاش حياة تدور في فلكه الخاص مع ميله الفاضح لممارسة رياضة قيادة السيارات الرياضية على أنواعها.

قاد ترودو الأب كندا لمدّة خمسة عشر عاماً بدءاً من العام 1971، مساهماً في انخراط بلاده في متطلبات القرن العشرين من خلال تعزيز نظم الحداثة فيها، ولاسيّما في تحديث قوانين مهمة أبرزها تشريع الطلاق والإجهاض، وإلغاء تجريم المثلية الجنسية، إضافة إلى تألّقه في توطيد العلاقات مع الصين وكوبا ولاسيّما في أوج الحرب الباردة القائمة في حينها.
 
بعد علاقة سرية مع المغنية برباره سترايسند، شكّل زواج بيار من مارغريت في 4 آذار 1971 صدمة كبيرة للمعجبات بشخصية رئيس وزراء كندا، الذي شغل منصبه في ولاية أولى من العام 1968 إلى العام 1979، وولاية ثانية ممتدة من العام 1980 إلى العام 1984 مع معلومة مهمة أنّ زوجته الشابة مارغريت، والدها من الوسط السياسي، ابنة وزير سابق جميلة سمراء من الساحل الغربي في كندا، عجزت عن التأقلم مع تداعيات الحياة السياسية في حينها وفشلت في دورها كزوجة رئيس الوزراء، ما جعلها تشعر أنّها أسيرة حياة صعبة جداً.


من هي مارغريت، التي رزقت من زوجها بثلاثة أولاد جاستن، ألكسندر وساشا؟ هي مارغريت، التي عانت من ثنائية القطب، أمضت معظم حياتها في النوادي الليلية. انفصلت عن زوجها في العام 1977، بعد أن حصل الأخير على حضانة أولاده مع تمسّكه بأن يرافقه جاستن في زياراته الرسمية، ومنها محطات خاصة واحدة باركه فيها البابا الراحل يوحنا بولس الثاني، والثانية حضر فيها جنازة رئيس الاتحاد السوفياتي في حينها ليونيد بريجنيف، فيما المحطة الثالثة برز فيها من خلال رفع الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون نخباً مسبقاً لترودو الابن قائلاً: "إلى رئيس الوزراء المستقبلي".
 

"ستوديو 54"
في العودة إلى حياة مارغريت في أوتاوا، فقد فرضت حياة اللهو التي اعتمدتها في يومياتها إلى أن يحظّر الأب على أولاده مشاهدة التلفزيون في محاولة منه لتفادي التقارير الإخبارية لمغامرات مارغريت، التي وقعت في أسر عدسات المصورين، وهي تغادر النوادي الليلية، ولاسيّما الديسكو الشهير Studio54 في نيويورك، وهي في أحضان ميك جاغر، مغني "رولينغ ستونز"، أو حتى خلال مواكبتهم لعلاقة حبّ جمعتها مع جاك نيكلسون.
 
أدمنت مارغريت على الماريجوانا. لكنّ الصدمة الكبرى لترودو الابن ظهرت عندما اكتشف في فناء الكلية اليسوعية الشهيرة "جان دي بريبوف"، في مونتريال، صورة والدته على الصفحة الأولى من مجلة "بلاي بوي".

اتهمت وسائل الإعلام مارغريت بالتخلّي عن أطفالها. في الواقع، بعد الاكتئاب والبقاء في مستشفيات الأمراض النفسية، شخّص الأطباء مرضها النفسي بأنّه يدور في فلك الاضطراب الثنائي القطب.

بعيداً عن هذه الفضيحة، قُبل جاستن في جامعة ماكغيل، وحصل على شهادة في الأدب الإنكليزي، واختار السفر لتفادي واقع والديه والعودة إلى وطنه بعد عام ليستقرّ في فانكوفر.
في هذا الوقت، عاشت والدته مارغريت متنقلة بين عشاقها ومنهم وارن بيتي، ليونارد كوهين، جاك نيكلسون، السناتور تيد كينيدي (شقيق جون كنيدي) وآخرين، فيما واصل والده، وبعد منح الزوجين الطلاق رسمياً في العام 1984 حياته الخاصة مع الممثلة كيم كاترال، التي ظهرت في دور سامانثا في مسلسل "الجنس والمدينة".

هذا الواقع المتشرذم دفع جاستن الصغير إلى اعتماد الحلول الوسط في حياته. وبحث في نهاية مرحلة المراهقة عن طريقه. وتردّد بين الدراسات الأدبية والعلوم. كان طالباً في مدرسة البوليتكنيك في مونتريال.

جمع بين تراكم خبراته وامتهان وظائف غريبة في جميع أنحاء البلاد بدءاً من مدرّب على التزلج على الجليد، فنادل، وصولاً إلى حارس ملهى ليلي، فممثل مسلسل تلفزيوني، مروراً بمدّرس لغة فرنسية فممثل مسرحي.

في وداع والده
 

 
في العام 2000 ، شارك في جنازة والده في كاتدرائية نوتردام في مونتريال وجوه سياسية عدّة منها الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر والرئيس الكوبي فيدل كاسترو. ألقى جاستن خطاباً حساساً مهّد إلى سؤال فرض نفسه في هذه المناسبة: "ماذا لو فرض نفسه على الساحة السياسية؟"

في العام 2013، تولّى مقاليد الحزب الليبرالي مثل والده من قبله. "لا أعتقد أنّ جاستن لديه أيّ قناعات أيديولوجية قوية، بخلاف حقيقة أنّه صادق جدّاً في التعاطف مع الناس والجماعات. أعتقد أنه قرّر الانخراط في السياسة عندما رأى أنّ هناك حاجة إلى تحوّل الأجيال في الحزب الليبرالي"، يقول الصحافي جوناثان كاي الذي ساعد ترودو في كتابة سيرته الذاتية.

[email protected]
Twitter:@rosettefadel

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium