أدّى عاما 2020 و2021 إلى ظهور مصطلح "الاستقالة الكبرى" التي انتشرت في أماكن العمل، مع تغيّرات رافقت جائحة كورونا.
في العام التالي أي 2022، برز مصطلح "الاستقالة الهادئة". أما هذا العام، فمع اختفاء الخط الفاصل بين وسائل التواصل الاجتماعي وثقافة العمل، كشف BBC عن مجموعة من المصطلحات الجديدة ترسخت وسيطرت في أماكن العمل عام 2023.
'Lazy girl job'
في أواخر شهر أيار، أشادت "التيك توكر" غابرييل جادج، بفوائد "وظيفة الفتاة الكسولة": مؤكدةً أنها جيّدة من ناحية الأجر ونسبة التوتر. في المقابل لاقت هذه الفرضية، التي تسمح بمجموعة صحّية من الأولويات والتوازن بين العمل والحياة، صدى على نطاق واسع.
وابتداءً من كانون الأول، حقق هاشتاغ #LazyGirlJob ما يقرب من 40 مليون مشاهدة على "تيك توك"، وعلى الرغم من أن المصطلح أوجد مكانه بين "اتجاهات الفتيات" لعام 2023، فقد أوضح العاملون أنه يمكن وصف وظيفة الفتاة الكسولة بشكل أكثر دقة، بأنها مجرد وظيفة جيّدة للجميع.
'Summer of strikes'
في شباط، نظم العاملون في مجال الصحة في المملكة المتحدة أكبر إضراب في تاريخ خدمة الصحة الوطنية (NHS). وفي الوقت نفسه، في الولايات المتحدة، غادر أكثر من 300 ألف عامل في مجالات الرعاية الصحية والترفيه وظائفهم خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2023 وحدها.
وابتداءً من 31 تشرين الأول، جرى أكثر من 350 إضراباً، شارك فيها ما يقرب من 492 ألف عامل - وهو أكبر قدر من النشاط العمالي المنظم منذ عام 2019.
وسرعان ما عُرفت هذه الحركة باسم "صيف الإضرابات"، وأدت بدورها إلى إبرام عقود غير مسبوقة مع نقابات العمال، بما في ذلك رابطة الكتاب الأميركية (WGA) واتحاد عمال السيارات المتحدين (UAW).
'Authentic'
في أواخر تشرين الثاني، اختارت دار نشر الكتب المرجعية "ميريام وبستر" كلمة "أصيلة" أو "Authentic" لتكون الكلمة الرسمية لهذا العام. ولا تركز تسمية كلمة العام بشكل صارم على مصطلحات مكان العمل.
وعلى نحو متزايد، يعبّر العمال عن شخصيتهم الفردية، ويتبادلون الخبرات مع زملائهم، ويطبّعون القضايا المتعلقة بالصحة العقلية، ويعززون بيئة عمل أكثر حميمية وأصالة.
'Bare minimum Mondays'
في العام الماضي، قدمت "التيك توكر" ماريسا جو مايز علاجاً للعودة إلى العمل بعد عطلة نهاية الأسبوع. فبدلاً من التعمق في المهام بشكل مباشر، اقترحت مايز على الموظفين اعتماد "الحد~ الأدنى من أيام الاثنين"، والتعامل مع اليوم الأول من الأسبوع باعتباره عودة تدريجية.
وارتفعت شعبية هذا المصطلح هذا العام، مع أكثر من ثلاثة ملايين عملية بحث على "تيك توك". ويعكس المصطلح مزاجاً جديداً تجاه العمل.
"Coffee badging"
أظهرت بيانات من استطلاع أجرته شركة "Owl Labs" لمؤتمرات الفيديو في شهر حزيران أن حوالي 58 في المئة من الموظفين يعترفون بالذهاب إلى المكتب ومن ثمّ تناول قهوتهم الصباحية، ليغادروا في ما بعد العمل للذهاب الى المنزل لبقيّة اليوم.
'Hush trips'
العديد من الموظفين الذين يعملون عن بعد يقومون بما يُسمّى "رحلات صامتة" لتحقيق أقصى قدر من التوازن بين العمل والحياة.
وتتضمّن هذه العطلات السريّة العمل من مكان بعيد دون إبلاغ مشرفك أو فريقك. ويعترف حوالي 44 في المئة من العاملين من الجيل الجديد بهذه الممارسة، وفقاً لاستطلاع أجرته شركة "ResumeBuilder" في آب.
'The Big Stay'
بحسب بعض الاقتصاديين، فإن الاستقالة الكبرى التي ميّزت السنوات الثلاث الماضية من تنقل القوى العاملة قد انتهت. والآن، تشير البيانات إلى ظاهرة "الإقامة الكبيرة"، حيث يبقى العمّال في أماكنهم بسبب المخاوف من عدم الاستقرار الاقتصادي.
ومع ذلك، فإن العمال الذين يبقون في وظائف لا تناسبهم يصبحون منعزلين، وأقل إنتاجية، وأكثر عرضةً للمعاناة من أجل الحفاظ على صحتهم العقلية والجسدية.
'Personality hire'
قد يعطي أصحاب العمل الأذكياء الأولوية للمرشحين للوظائف ذوي المواقف الإيجابية والودية، لكن موظفي الجيل الجديد يأخذون الأمور خطوة إلى الأمام، ويتدفقون على "تيك توك" لتمجيد فوائد كونهم "موظفين شخصيين".
وفي بيئة العمل عن بعد، يمكن للموظف الذي يتمتع بالذكاء العاطفي وأن يعزز التواصل، مما يمكن أن يزيد الإنتاجية بين الفرق، ويسهم في الشعور بالتواصل الاجتماعي.
'Rolling recession'
يحدث "الركود المتداول"، أو "الركود التكيّفي المتداول"، حين يؤثر الانكماش الاقتصادي فقط على قطاعات معينة من الاقتصاد في وقت واحد.
على سبيل المثال، على الرغم من أن تسريح العمال في مجال التكنولوجيا هيمن على خلال النصف الأول من العام، فإن قطاعات أخرى، بما في ذلك صناعات السيارات والتصنيع، بدأت تتأثر.
ومن ناحية أخرى، لا تزال قطاعات العمل التي تهيمن عليها النساء مثل التعليم، والتمريض، والضيافة – تتحمل وطأة خسارة الوظائف، دون قدر كبير من الضجة إلى حد كبير.
وبينما يعمل الاقتصاديون على تجنب فقدان الوظائف، قد يكون من الصعب تحديد الركود المستمر، ويسهم في حالة عامة من عدم اليقين بين الخبراء الذين يشعرون بالحيرة من الاتجاهات الاقتصادية الأخيرة.
“Worktok”
تشترك العديد من هذه المصطلحات في شيء واحد على الأقل: أنها نشأت أو انتشرت على #WorkTok، جانب "تيك توك" المخصص لثقافة مكان العمل.
وحصل الهاشتاغ على ما لا يقل عن 2.3 مليار مشاهدة. ويقول بعض الخبراء إن صعودها كان متوقعاً، لأنه خلق مكاناً تشتد الحاجة إليه لـ"حديث طبيعي" فقده العديد من العمال، وخاصة الشباب، في عصر العمل عن بعد.
مع حصول المزيد من البالغين على أخبارهم من "تيك توك"، ومع ظهور مجتمعات بأكملها حول مواضيع متخصصة، بما في ذلك العمل، من المرجح أن تستعد المنصّة لتقديم الجولة التالية من المصطلحات النهائية لمكان العمل في عام 2024.