الأجنحة ذات اللون الأزرق الفاتح لفراشة الذيل، والفراء الناعم لنحلة باتاغونيا العملاقة، ولطخات الخنفساء المطلية بالزيت، هي بعض التفاصيل التي التقطها المصوّر البريطاني ليفون بيس في كتاب جديد يوثق تدهور الحشرات، وفق ما أوردت الـ"CNN".
وصدر في 22 تشرين الثاني، "منقرض ومهدّدة بالانقراض: حشرات في خطر". هو تعاون بين Biss والمتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي (AMNH)، ويضمّ صوراً لـ40 نوعاً من الحشرات المعرّضة للخطر أو المهدّدة بالانقراض أو المنقرضة بالفعل.
وأمضى بيس عامين في تصوير الحشرات، والتقط كلّ التّفاصيل غير العادية من خيوط الشّعر إلى الانعكاس على الجناح. تمّ إنشاء كلّ صورة فردية من أكثر من 10000 صورة تمّ التقاطها باستخدام جهاز مخصّص وعدسات مجهريّة، ثمّ تم تجميعها معاً، ممّا ينتج منه لقطة واحدة مركّزة تماماً، وتحتوي على تفاصيل دقيقة عادةً ما تكون غير مرئيّة للعين البشريّة.
يأمل في أن يسمح وضوح الصّور للمشاهد برؤية الحشرات في ضوء جديد، ممّا يلهم الاحترام للمخلوقات الصغيرة التي غالباً ما يُنظر إليها على أنّها تهيج - تلوح برفع كتفيها أو مضغوطة بظهر كتاب.
وقال: "آمل أن يتمكّن الناس من النّظر إلى إحدى صوري، وأن يتعجّبوا من مدى جمال هذا الشيء. انظروا إلى الهندسة التي أوجدتها الطّبيعة في داخل هذه الحشرات! إنّها تعمل بشكل جميل".
الحشرات في أزمة
مهمّة رجل واحد لتصوير 20000 نوع من الحشرات، سواء الخنافس أو النحل أو الفراشات، ضرورية لبقاء الكوكب. بعضها عبارة عن ملقّحات، تساعد في إنتاج الفواكه والخضراوات، والبعض الآخر عبارة عن محلّلات، وإعادة تدوير للنّباتات والموادّ الحيوانيّة في التربة. ويُشكّل العديد منها قاعدة سلاسل الغذاء التي تدعم النّظم البيئيّة الطبيعيّة.
ولكن على مستوى العالم، فإنّ أكثر من 40 في المئة من أنواع الحشرات في حالة تدهور، وثلثها مهدّد بالانقراض، بمعدل انقراض أسرع بثماني مرات من الثديّات والطيور والزواحف، وفقًا لمراجعة علميّة في العام 2019، نُشرت في مجلة Biological Conservation.
ويقول التقرير إنّ الأغلبية مهدّدة من جرّاء الأعمال البشرية، مثل الممارسات الزراعيّة المكثّفة والتوسّع الحضريّ، ممّا أدّى إلى خسارة فادحة في الموائل، والتلوّث من المبيدات الحشريّة والأسمدة. العوامل البيولوجية مثل مسبّبات الأمراض والأنواع التي تمّ إدخالها، وتغيّر المناخ هي أيضاً محرّكات رئيسيّة.
يأمل بيس في أن يرفع كتاب "منقرضة ومهدّدة بالانقراض" الوعي بأزمة تدهور الحشرات وتأثيرها على البشر.
وقال: "على الرّغم من أن الحشرات صغيرة، فإنّها أكثر الحيوانات أو المخلوقات اكتظاظًا بالسكان؛ وإذا فقدناها، فسيكون هناك تأثير كبير على الطريقة التي نعيش بها".