النهار

بالصور- بين إيران والحجارة الكريمة قصة حب قديمة
المصدر: أ ف ب
بالصور- بين إيران والحجارة الكريمة قصة حب قديمة
حجارة كريمة معروضة في متجر بالسوق القديمة في مدينة شهر راي جنوب طهران (8 ك2 2024، أ ف ب).
A+   A-
أراد قاسم أصغري مضاعفة ثواب صلاته أثناء وجوده في مقام شيعي في طهران، ولكي يتحقق له ذلك، اشترى خاتماً مرصّعاً بحجر كريم.

كان الشاب الإيراني الثلاثيني يعرف ما يريد، وهو خاتم من الفضة بحجر من العقيق الأصفر نُقشَت عليه آيات إسلامية.

وقال أصغري لوكالة فرانس برس خلال تجوله في ممرات بازار بالقرب من مرقد شاه عبد العظيم في جنوب العاصمة إن "الصلاة بخاتم يحمل حجراً كريماً تعادل سبعين صلاة، أي أن فرص تًحقُق الأدعية تتضاعف 70 مرة".

للأحجار الكريمة مكانة كبيرة في تقاليد الإيرانيين كما عند قاسم أصغري، وغالباً ما تزيّن أصابع الشخصيات البارزة من رجال دين أو سياسيين أو مسؤولين في الإدارات العامة، إذ يؤمن الشيعة، رجالاً ونساءً، بأن لهذه المجوهرات دلالات دينية وفوائد، منها أنها تؤمن الحماية الإلهية لمن يتختم بها وتحرسه من كل سوء وتنفي عنه الفقر.

ويقول حسن صميمي، وهو صانع جواهر يبلغ 52 عاماً ويعمل في تشكيل الحجارة في ورشته الصغيرة في جنوب طهران: "من النادر جداً أن تجد شخصاً يضع خاتماً بحجر كريم فقط لجماله".

ويستقبل صميمي زبونة تُدعى مريم راحت تتأمل مجموعة الخواتم المرصعة بالعقيق والفيروز والتوباز واللازورد والزمرد.

وتقول هذه المعلّمة البالغة 50 عاماً إن "هذه الأحجار تجعلني أشعر بالارتياح". وفي نهاية المطاف، وقع اختيارها على مجموعة فيروزية تتكون من خاتم وقرطين وسوار.
 
أ ف ب
- الفيروز والعقيق -
يبيع حسن سميمي بشكل أساسي الفيروز والعقيق، وهي الأحجار التي تحظى بالمكانة الأكبر لدى الإيرانيين.

ويُستخرَج الفيروز (واسمه الأصلي بالفارسية "بيروزه" أي يعني "النصر") منذ آلاف السنين، أي قبل الإسلام، في ما كان يُعرف ببلاد فارس، وتُعدّ إيران موطناً لأحد أقدم المناجم في العالم.

وقد ألهم لونه الأزرق الفاتح المائل إلى الأخضر الفنانين لقرون عدة، وهو حاضر بكثافة في زخرفة المزارات والمقامات المقدسة في إيران.

ويوضح حسن صميمي أن "السعر يرتفع  كلما كان اللون الفيروزي أكثر نعومة وزرقة"، مشيراً إلى أن الحجارة المستخرجة في منطقة نيشابور في شرق إيران هي الأغلى ثمناً.

أما حميد رشيدي، وهو خبير آخر في الأحجار الكريمة، فيوضح أن سعر الفيروز يمكن أن يصل إلى أربعة مليارات ريال (ما بين 6000 و7000 دولار).

ويؤمن كثر من الإيرانيين بأن وضع الأحجار الكريمة يجلب النعم والثروة، ونقلت مصادر العقيدة الإسلامية أقوالاً من مثل "ما افتقرت يد تختمت بالفيروز"، أو "من تختم بالفيروز لم يفتقر كفه". بالإضافة إلى ذلك، يعتقد البعض أنه "يحسّن البصر ويهدئ الأعصاب".

كذلك يحظى العقيق، وخصوصاً النوع المعروف بـ"اليماني" (من اليمن)، بتقدير خاص "لأن الأئمة ينصحون به"، على ما يلاحظ حميد رشيدي.

وكثيراً ما شوهد كبار المسؤولين الإيرانيين، من بينهم المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، وهم يرتدون خواتم العقيق.

كذلك درج المرشد الأعلى على مر السنين، على إهداء  مسؤولين بارزين خواتم، عربون تقدير لهم، مثل القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري اللواء قاسم سليماني.

وساعد خاتمه في التعرف على رفاته بعد مقتله عام 2020 في غارة أميركية في بغداد. ومنذ ذلك الحين تم إعلان الجوهرة "تراثاً ثقافياً" و"ثروة وطنية".

ولا يزال الاهتمام بالأحجار الكريمة كبيراً في إيران رغم الصعوبات الاقتصادية المرتبطة بالتضخم الذي يبلغ نحو 50 في المئة، والتراجع الحاد في سعر الريال مقابل الدولار في السنوات الأخيرة.

ويقول حسن صميمي "لقد تحسنت سوق الأحجار الكريمة"، مستشهداً على ذلك بتزايد عدد مصنعي الخواتم.

لكنه يدرك مع ذلك أن الشباب أقل انجذاباً للعقيق والفيروز، و"يميلون إلى شراء الياقوت أو الزمرد أو الأحجار المرتبطة بيوم مولدهم، إذ يرون أنها على الموضة أكثر".
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium