نشرت صحيفة "الغارديان"دراسة، شرح فيها علماء الأحياء أهمية الحيوانات الصغيرة للتنوّع البيئيّ، وذلك بالتعاون مع "الصندوق العالميّ للطبيعة".
يؤكد الأمين الرئيسيّ للفقاريات في متحف التاريخ الطبيعي، الدكتور سيمون لودر، في حديثه لـ"الغارديان"، أنّ الحيوانات الصغيرة تفقد الحرارة بشكل سريع، وتكافح من أجل الحفاظ على درجة مناسبة حين يكون الجوّ بارداً. ونظراً إلى أنّ الكثير من نواحي الحياة على الأرض لا تزال مجهولة، يكتشف العلماء كائنات حيّة صغيرة جديدة كلّ عام، ممّا يعيد إلى الواجهة أهمية تعريف ما هي أصغر الحيوانات في العالم.
إليكم بعض الحيوانات الأصغر حجماً:
أصغر الزواحف: بروكسيا نانا نانو الحرباء
اكتُشف هذا النوع من الزواحف في العام 2021، ويبلغ طول ذكر نانا بروكسيا 20 ميلليمتراً فقط. تعيش هذه الحرباء في الغابات المطيرة في شمال مدغشقر. أمّا الإناث فهي أكبر حجماً، ويصل طولها إلى 30 ميلليمترا تقريباً. ويعتقد الباحثون بأنّ هذا الحيوان مهدّد بالانقراض، لا سيما أن المنطقة حيث يعيش تدهورت بشدّة بسبب إزالة الغابات.
وتشتهر مدغشقر بحيواناتها الصغيرة، بما في ذلك العديد من الضفادع الصغيرة وليمور مدام بيرث الفأر.
أصغر طائر: طائر النحل الطنّان - كوبا
يبلغ طول طائر النحل الطنّان (Mellisuga helenae) من 5 إلى 6 سنتيمترات فقط، ويعيش في الغابات الكثيفة في كوبا، ويصل حجم بيضه إلى حجم حبّة البن. يضرب جناحيه 80 مرة في الثانية، لكنّ فصيلته مهدّدة أيضاً بسبب تدمير الموائل في الجزيرة الكاريبيّة.
ويرى المنسّق العلميّ لمنظّمة "BirdLife International"، إيان بورفيلد، أنّ أعداد طنّان النحل تتراجع بمعدل 20-29 في المئة كلّ عقد بسبب فقدان نسبة كبيرة من الغابات وتدهورها. وقد اختفت هذه الطيور من العديد من المناطق التي كانت منتشرة فيها سابقاً. وهي على غرار الطيور الطنّانة الأخرى، تتغذّى على رحيق مجموعة من النباتات المزهّرة، وتؤدي دوراً بيئيّاً مهمّاً، لذا فإنّ تراجعها يثير القلق".
أصغر حشرة: دبّور طفيليّ
يُعتبر حجم الدبور الطفيليّ أصغر من بعض الكائنات الحيّة وحيدة الخليّة. ويبلغ طول الدبور الطفيليّ الأميركي نحو 0.139 ميلليمتراً.
تتطوّر أنثى دبور واحدة في البيضة المضيفة، وتأكل معظم محتوياتها برفقة الذكور الذين يفتقرون إلى الأجنحة، ولهم رؤوس بدائيّة، فضلاً عن أنّهم موجودون فقط لتخصيب الإناث.
أصغر الثديّيات: الذبابة الأتروريّة والخفّاش الطنّان
بالنسبة إلى الثدييات، من الصعب الفصل بين اثنين من المتنافسين الصغار. تزن الذبابة الأترورية، التي تعيش في أجزاء من أوراسيا وشمال أفريقيا، ما بين 1.2 و2.7 غراماً، وتتغذّى في الليل على اللافقاريات. حياتها قصيرة، ونادراً ما تنجو من شتائها الثاني، وفقاً لباولا جينكينز، كبيرة أمناء الثدييات في متحف التاريخ الطبيعي.
والثدييات الصغيرة الأخرى التي تعتبر الأصغر في العالم هي الخفافيش الطنّانة، التي تسمى أيضاً الخفافيش ذات الأنف الخنزيريّ، والتي تتواجد في مجموعتين معزولتين في تايلاند وميانمار. وهي تزن نحو غرامين، ويصل طول جناحيها إلى 145 ميلليمترًا، ويتراوح طول جسمها ما بين 29 و33 ميلليمترًا.
تلفت جينكينز إلى أنّ هذه الحيوانات تعيش في كهوف واسعة بالقرب من الأنهار، وتصطاد اللافقاريات في الجزء العلوي من الغابة باستخدام تحديد الموقع بالصدى أثناء الطيران، ويمكنها أيضاً التقاط الفريسة من أوراق الشجر.
أصغر الأسماك: فوتوكورينوس سبينيسيبس
تختلف الآراء بشأن لقب أصغر سمكة في العالم. وفقاً لموسوعة غينيس للأرقام القياسية، فإنّ ذكر" فوتوكورينوس سبينيسيبس"، الذي يبلغ طوله 6.2 ميلليمترات، هو نوع من أسماك أبو الشصّ التي تعيش في أعماق البحار، ويوجد في بحر الفيليبين.
ولكن نظرًا إلى أنّ أنثى "فوتوكورينوس سبينيسيبس" أكبر بعدّة مرات من الذكر، يقول باحثون آخرون إنّ اللقب ينتمي إلى "فوتوكورينوس سبينيسيب" من سومطرة، الذي يسبح في مستنقعات الخثّ، وينمو حتى 7.9 ميلليمترات عند البلوغ. ووصفت السمكة الإندونيسية الصغيرة علمياً في العام 2006 بأنها الأصغر حجماً، وهو ادّعاء سرعان ما شكّك فيه الباحثون الذين درسوا سمكة أبو الشصّ.
أصغر الفطريّات: بانتظار اكتشافها
بعد انتشار صورة للكائن "ميسينا سابسيانوسيفال" الصغير في تايوان العام الماضي، ادّعى البعض بأنه الأصغر في العالم، قبل أن يتّضح أن الأمر غير صحيح مع وجود ما يقدّر بنحو مليوني نوع من الفطريات بانتظار اكتشافها؛ فمن المحتمل أن يكون هناك العديد من الكائنات الحيّة المجهريّة بانتظار العثور عليها، كما تقول إستر جايا، كبيرة الباحثات في علم الفطريات في كيو غاردنز.
وتضيف جايا أنّ هذه الفطريات واحدة من أصغر الأنواع في العالم، وتؤدي دوراً في نظام إعادة التدوير المعقّد في الطبيعة، خصوصاً أنّها تعيش على الكائنات الحيّة المتحلّلة، ممّا يساعد على تنظيف غاباتنا من الكائنات غير المرغوب فيها.