النهار

"لا تعني لا"... ريو دي جانيرو تسعى إلى جعل كرنفالها أكثر أماناً للنساء
المصدر: أ ف ب
"لا تعني لا"... ريو دي جانيرو تسعى إلى جعل كرنفالها أكثر أماناً للنساء
راقصون من مدرسة Gavioes da Fiel Samba يؤدون عروضهم خلال الليلة الثانية من الكرنفال في سامبادروم في ساو باولو (11 شباط 2024، أ ف ب).
A+   A-
في ريو دي جانيرو، أطلقت توصيات للنساء لتجنّب التعرض للتحرش أو الاعتداء خلال الكرنفال، بعدما ازدادت تلك الحوادث خلال السنوات الأخيرة أثناء هذا المهرجان السنوي.

انطلق كرنفال ريو دي جانيرو رسميا الجمعة بمواكبه الاحتفالية التقليدية عبر المدينة البرازيلية التي تجتذب في بعض الأحيان ما يصل إلى مئات آلاف الأشخاص الذين يأتون للرقص والضحك وشرب الكحول.

لكن دراسة استقصائية أجراها معهد لوكوموتيفا للبحوث في كانون الثاني شارك فيها 1500 شخص، أظهرت أن نصف النساء اللواتي استجوبن في إطارها (50%) كن ضحايا لاعتداء خلال نسخ سابقة من الكرنفال.

وأعربت سبع من كل عشر برازيليات (73%) عن خشيتهن من التعرض لتحرش جنسي خلال الاحتفالات.

وأرجعت المتخصصة في سلامة المرأة إيريكا باسيس السبب في ذلك إلى عنصرين هما الكحول والذكورية.

وشرحت باييس وهي أيضا بطلة عالمية في الفنون القتالية المختلطة لوكالة فرانس برس "يعتقد الرجال أن لديهم الحق والسلطة على أجساد النساء".

أنشأت باييس برنامج "إمبوديراداس" (متحرّرات) التابع لحكومة الولاية التي كثفت جهودها لتوفير معلومات حول السلوكيات التي يجب اتباعها والمواقف التي يجب تجنبها وما يجب فعله في حال التعرض لتحرش أو اعتداء.

وقالت "الوعي هو الأداة الرئيسية لحماية النساء اليوم حتى يعرفن أنه يمكن أن يصبحن ضحايا للعنف وأن لديهن من يلجأن إليه للحصول على المساعدة".

- "لا تعني لا" -
أقرت البرازيل في كانون الأول قانون "لا تعني لا" الذي أنشئ بموجبه بروتوكول إلزامي يطبَّق في أماكن الترفيه لحماية ضحايا الاعتداء والتشجيع على تقديم شكاوى والحفاظ على أدلة محتملة.

واستُوحي هذا القانون من بروتوكول "نو كاليم" (لن نصمت) في كاتالونيا والذي مكّن من محاكمة لاعب كرة القدم البرازيلي داني ألفيش بعد اتهامه باغتصاب امرأة في ملهى ليلي في برشلونة، وهو أمر ينفيه.

وقالت جويس تريندادي من أمانة المرأة في ولاية ريو دي جانيرو ورئيسة حملة "كارنافال+سيغورو" (كرنفال وأمان) "لننشر معلومات حيوية ونعزز فكرة أنه بعد أن تقول المرأة لا، يصبح الأمر تحرشا".

هذا العام، ستكون هناك نقاط مساعدة للنساء في سامبادروم وفي شارع إنتيندينتي ماغالهايس، وهي طريق رئيسية أخرى للموكب، كما نشرت رموز "كيو آر" (رمز الاستجابة السريعة) في العديد من الأماكن العامة بأربع لغات مع معلومات حول طريقة العثور على مساعدة.

وسيكون أعضاء من "إمبوديراداس" حاضرين أيضا في بعض الحافلات والترام ومترو الأنفاق التي قد تكون مزدحمة جدا أثناء الكرنفال لتقديم نصائح للراكبات من بينها: إذا أردتن الشرب، فافعلن ذلك بوجود أصدقاء حولكن.

- "لا تعكس خطورة وضع النساء" -
أمام مستشفى نيزي دا سيلفيرا للطب النفسي في شمال ريو دي جانيرو، يضع موكب "لوكورا سوبوربانا" اللمسات النهائية وتبلغ الإثارة ذروتها.

وبين مئات المحتفلين المجتمعين، وزّعت حوالى عشر نساء يرتدين اللون الأرجواني والترتر من حملة "كارنافال+سيغورو" ملصقات ومراوح تحمل شعارات "احترموا الفتيات" و"لا تعني لا".

لكن كثيرات يعتبرن أن ذلك لا يكفي.

وقالت دانييل ريبيرو التي تشارك في الموكب "الحملات ما زالت لا تعكس خطورة وضع النساء في الكرنفال" مضيفة "إنه أفضل من لا شيء، لكنني أعتقد أنه لا يحل المشكلة"، معربة عن رغبتها في زيادة عدد الأماكن التي يمكن الإبلاغ فيها عن التعرض لانتهاك وفرض عقوبات أشد على المعتدين.

وختمت بالقول إن على الرجال "إيجاد طريقة أخرى للتصرف في الكرنفال".
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium