في حين تشهد مناطق كثيرة في العالم كرنفالات ومهرجانات، يضع أكثر من عشرين حرفياً داخل استوديو في شمال ألبانيا لمساتهم الاخيرة على مجموعة من الأقنعة الأنيقة التي يشتهر بها كرنفال البندقية، لاستخدامها في حفلات راقصة وأفلام وحفلات شوارع.
كل عام، ينتج "فينيس آرت ماسك فاكتوري" ("مصنع البندقية للأقنعة الفنية") في مدينة شكودر الألبانية أكثر من 20 ألف قناع مصنوع يدوياً، بما في ذلك 1700 قطعة فريدة أنتجها هذا العام وحده، ليستخدمها المحتفلون بالكرنفالات، من ريو دي جانيرو إلى طوكيو.
العدد الأكبر من الأقنعة المصنوعة هذا الموسم نُقل عبر البحر الأدرياتيكي إلى مدينة البندقية الإيطالية، حيث يُخصص كرنفال هذا العام لماركو بولو - أحد أكثر سكان المدينة شهرة مع احتفالات بمناسبة مرور 700 عام على وفاته.
ويقول إدموند أنغوني، المالك وكبير الفنانين في "فينيس آرت ماسك فاكتوري"، لوكالة فرانس برس "بالريش أو الدانتيل أو كريستال سواروفسكي، صُنعت أقنعة البندقية هذا العام لتجذب كل الأنظار بأناقتها المتلألئة".
ويمتلك أنغوني أيضاً ثمانية متاجر في البندقية حيث تباع إبداعاته، من أزياء وأقنعة مذهبة وفساتين فاخرة، بمبلغ يصل إلى 5000 يورو (5350 دولاراً) لكل منها.
ومن القطع الأكثر شعبية هذا العام، أقنعة الحيوانات الكبيرة المستوحاة من أعمال الرسام النمساوي غوستاف كليمت والفنان التشيكي ألفونس موتشا.
ويُنحت كل نموذج جديد أولاً داخل قوالب من الطين، ثم يتم تنعيمه بطبقات من الورق المعجون.
وتتضمن العملية ما يقرب من اثنتي عشرة مرحلة، وقد يستغرق الأمر أسابيع لإكمال قطعة واحدة.
ويقول ييسي زيكو الذي يعمل في الاستوديو منذ افتتاحه قبل 27 عاما "كل قناع له قصته الخاصة، وروحه الخاصة، وغموضه وسحره. وفوق كل شيء، كل قناع هو عمل فني".
أ ف ب
منذ فتح أبوابه في عام 1997، أنتج استوديو أنغوني مئات الآلاف من الأقنعة، بينها تلك التي وُضعت في فيلم الإثارة الشهير للمخرج ستانلي كوبريك "أيز وايد شات" ("Eyes Wide Shut")، من بطولة نيكول كيدمان وتوم كروز.
وقال أنغوني لوكالة فرانس برس "من الأبسط إلى الأكثر فخامة، سواء كان كبيرا أو صغيرا، كل قناع يمثّل عملاً فنياً فريداً من نوعه".
إلى جانب أقنعة "أرليكينو" و"بولتشينيلا" الكلاسيكية التي تعود بنا إلى مدينة البندقية القديمة، تزدان القطع الجديدة بوجوه مارلين مونرو ومايكل جاكسون، بالإضافة إلى شخصيات من مسلسل "لا كاسا دي بابيل" الذي حقق نجاحاً كبيراً على نتفليكس.
وتستقطب صالة العرض في المصنع الزوار الفضوليين بأعداد كبيرة.
وقالت آنا ليزا مانسياني، وهي زبونة من إيطاليا، أثناء شرائها قناعاً لنفسها ولزوجها "أنا في هذا المكان الجميل للغاية، المليء بالأقنعة"، و"الاختيار مهمة صعبة".