توافَدَت آلاف الكلاب، برفقة أصحابها، إلى برمنغهام وسط إنكلترا، الخميس، للمشاركة في معرض "كرافتس" Crufts الشهير للكلاب الذي يجذب كل سنة زواراً من مختلف أنحاء العالم، ويتوّج الأحد بانتخاب أجمل كلب أصيل.
تهزّ بيكرسفيلد، وهي أنثى كلب من نوع كولي تبلغ ثلاث سنوات، ذيلها وتدور على نغمات مقطوعة موسيقية شعبية، وتمر تحت ساقي صاحبتها، قبل أن تستلقي على بطنها أمام ثلاثة قضاة بوجوه صارمة.
ومثلها، يتنافس أكثر من 18 ألف كلب على مدار أربعة أيام في فعاليات متعددة تُعرض فيها جميع السلالات، خلال هذا الحدث الذي ينظمه "كينيل كلوب" ("نادي الكلاب").
أ ف ب
ويُتوج أحد هذه الحيوانات الأحد بلقب "Best in Show" ("أفضل كلب في المعرض")، وهي أبرز مكافآت الحدث، وغالباً ما تكون تتويجاً لسنوات طويلة من العمل بين الكلب وصاحبه. وفي العام الماضي، مُنحت الجائزة المرموقة إلى كلب من نوع لاغوتو رومانيولو من كرواتيا.
قالت لوسي كريك، مالكة بيكرسفيلد، إنها سعيدة بأداء كلبتها التي تخوض أولى تجاربها في معرض "كرافتس".
وقالت بحماس "كنت أظن أنها ستشعر بالتوتر مع كل هذه النظرات والكاميرات عليها، لكنها ظلت مسترخية. لقد كانت استثنائية".
بالإضافة إلى فئة تسمى "هيلوورك"، وهو حدث راقص تنافست فيه بيكرسفيلد، تتوزع المنافسة بين الكلاب خصوصاً على فئات عدة تشمل خفة الحركة أو الترويض أو سباقات التقاط خلف كرات التنس.
هذا الحدث، الذي يدين باسمه لمبدعه تشارلز كرافتس الذي نظمه لأول مرة في عام 1891، اجتذب العام الماضي حوالى 150 ألف زائر، بحسب "كينيل كلوب" الذي يدير اتحادات في بلدان عدة.
وفي بلد يهتم شعبه بشدة بالكلاب، يرتدي الحدث أهمية كبيرة، إذ يُبث حدث تتويج "أفضل كلب في المعرض" مباشرة على القناة العامة الرابعة.
- حلم -
وقال بعض أصحاب الكلاب لوكالة فرانس برس إنهم جاؤوا من إيطاليا وهولندا وألمانيا وسويسرا خصيصاً للمشاركة في الحدث.
من بين هؤلاء، يانيك أوبارار الذي قاد سيارته من العاصمة السويسرية برن ليشرف على مشاركة كلبته "أورورا"، وهي من سلالة كيشوند التي تتميز بخطمها المدبب ووبرها المظلل باللون الرمادي الذي يذكّر بالذئاب.
ويوضح لوكالة فرانس برس "لطالما كان المجيء إلى معرض كرافتس حلماً"، مضيفاً "أورورا كلب عائلي رائع. إنه جيد مع الأطفال (...) أردت أن أريه للعالم".
وفي نقطة أبعد قليلاً، تُظهر الكلبة البوليسية "ليلي" مهاراتها في العثور على قطعة من لعبة مخبأة بين عبوات زجاجية.
وقد أسس مالكها، جيمي باوند، شركة لتدريب الكلاب البوليسية، للكشف على سبيل المثال عن الأمراض لدى البشر بفضل البصمة الشمية التي تتركها الأمراض على اللعاب.
لكن هذا الملتقى الواسع لمحبي الكلاب يُعد أيضاً معرضاً تجارياً ضخماً، إذ يضم منصات متعددة لبيع الكعك المخصص لهذه الحيوانات وبيوتها وسلالها وبطانياتها، أو حتى الألعاب الخاصة بها.
في الساحة الرئيسية، تنتظر لوسي بجانب كلبتها "بيكرسفيلد" ببعض التوتر نتائج المسابقة... وقد حلت في المركز الثالث هذه المرة.
تقول لوسي "سنواصل التدريب والتحسين"، واعدة بالعودة إلى الحدث في العام المقبل.