النهار

في بانكوك... قاعات تدريس "نظيفة" لمساعدة التلامذة في مواجهة تلوث الهواء
المصدر: أ ف ب
في بانكوك... قاعات تدريس "نظيفة" لمساعدة التلامذة في مواجهة تلوث الهواء
تلاميذ داخل فصل دراسي مزود بوحدة تكييف هواء لتنقية الهواء تُعرف باسم "الغرفة النظيفة" في مدرسة سوانلومبيني في بانكوك (22 ك2 2024، أ ف ب).
A+   A-
في وسط بانكوك، تقدّم قاعة تدريس عُدّلت خصيصاً لمكافحة تلوث الهواء ملاذاً لتلامذة المدارس العامة الذين تُركوا لمصيرهم في مواجهة المستوى المرتفع من تلوث الهواء الذي يهدد صحتهم.

وتؤكد جيرابورن سوكبراسيرد، التي تقدّم حصص تدريس لأطفال معظمهم دون سن الرابعة، في غرفة مجهزة بمكيفات مع مرشحات لتنقية الهواء، أن "هذا يُحدث فرقاً كبيراً".

لكن عندما يكون من الضروري تهوية الغرفة، "يعود التلوّث إلى الداخل"، بحسب المدرّسة البالغة 51 عاما.

في مدرسة سوان لومفيني الابتدائية، توفّر راية في الفناء معلومات عن جودة الهواء كل يوم. وتقول المدرّسة "الأسبوع الماضي، كان المؤشر عند اللونين الأحمر والبرتقالي"، أي أسوأ فئتين.

خلال الأشهر الأولى من العام، تشهد بانكوك موجات شديدة من تلوث الهواء، غالباً ما تكون ممزوجة بدرجات حرارة خانقة.

وفي ذروة الأزمات، تُعدّ المدينة الكبرى التي يبلغ عدد سكانها 12 مليون نسمة من أكثر مدن العالم تلوّثاً، إذ تسجل مستويات من الجسيمات الدقيقة المعروفة بـ"بي ام 2,5" (PM2,5) أعلى بكثير من العتبات التي توصي بها منظمة الصحة العالمية.
 
أ ف ب
- أربع مدارس -
وفي الفترة بين كانون الثاني وشباط 2024، احتاج حوالى 910 آلاف شخص إلى علاج طبي بسبب الهواء الفاسد، وفق الإحصاءات الرسمية. ولا تميّز الأرقام التأثير على الأطفال، وهي فئة معرّضة للخطر بشكل خاص.

ويُعتبر حرق القش والانبعاثات الجوية المتأتية من المصانع، وانبعاثات المركبات، الأسباب الرئيسية للسحابة السامة التي تتخطى حدود العاصمة.

وفي ظل الحاجة إلى التحرك بسرعة، وعدت الحكومة بسن تشريعات لتحسين نوعية الهواء.

في غضون ذلك، تضم مدرسة سوان لومفيني الواقعة بين متنزه وطريق حيوي، منذ تشرين الثاني الماضي "غرفة نظيفة" مجهزة بمكيفات مع فلتر لتنقية الهواء، في إطار دراسة لجامعة شولالونغكورن في بانكوك.

ويتيح البرنامج، الذي يخص حوالى 50 طفلاً موزعين على أربع مدارس، للمعلمين والطلاب معرفة مستوى تعرّضهم للتلوث في الوقت الفعلي، عبر أجهزة استشعار.

ويوضح مدير مدرسة سوان لومفيني، سوفاتبونغ أنوتشيتسوبابان أن "التلوث يضعف الطلاب".

ويضيف "إذا كان الأطفال بصحة جيدة أثناء دراستهم، فسيكونون قادرين على خدمة المجتمع في المستقبل".

وبينما يستفيد تلاميذ المدارس الخاصة الراقية في بانكوك من أجهزة لتنقية الهواء وتكييفه، فإن الكثير من الأطفال في المدارس العامة محرومون منها.

- "حل أولي" -
يقول تيراتشاي أمنويلوجاروين، الأستاذ المشارك في جامعة فاياو الذي يدرس القضايا المتعلقة بتلوث الهواء إن "الأطفال يتأثرون بتلوث الهواء أكثر من البالغين".

ويوضح أنهم يتنفسون بشكل أسرع من البالغين، وبالتالي يستنشقون المزيد من الملوّثات، ما قد يضر بنموهم.

ويلفت إلى أن الغرف النظيفة في المدارس يمكن أن تكون وسيلة فعالة لتوفير "مساحة آمنة للأطفال". لكن "هذا ليس سوى حل أولي للمشكلة"، بحسب أمنوايلوجاروين.

في مدرسة سوان لومفيني، لا ينعم جميع الأطفال بفرصة التعلّم في قاعات تحمي من تلوث الهواء، إذ جهزت الغرف المفتوحة على الخارج ببساطة بمروحة.

ويوضح رجل الأعمال بونليوا بوريهارن، خلال ذهابه إلى المدرسة لاصطحاب ابنته البالغة ثماني سنوات، والتي تدرس في غرفة عادية "في بعض الصباحات، عندما أستيقظ، ألاحظ على الفور أن الضباب ليس عادياً".

ويضيف "أحاول دائماً أن أجعلها تضع كمامة "، إذ إنّ "هذا هو الشيء الوحيد الذي يمكنني القيام به".
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium