الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

طفرة ولادات للسلاحف البحريّة على السواحل التركيّة... التعايش مع كاريتا كاريتا ممكن (صور)

المصدر: أ ف ب
سلاحف صغيرة أنقذها متطوعو مركز ديكافوك للحفاظ على الحياة البحرية في مانافغات (14 تموز 2024، أ ف ب).
سلاحف صغيرة أنقذها متطوعو مركز ديكافوك للحفاظ على الحياة البحرية في مانافغات (14 تموز 2024، أ ف ب).
A+ A-
تضاعفَ عدد أعشاش السلاحف البحرية هذه السنة على السواحل التركية، في دليل على أن إجراءات الحماية تؤتي ثمارها رغم المخاطر.

بتدخل أحياناً من متطوعين يساعدون في كسر أصدافها، تدخل صغار السلاحف الحياة بتحدّ أول: الوصول إلى المياه عند شاطئ تركي على البحر الأبيض المتوسط.

هذه الرحلة غير مضمونة النتائج، إذ إنّ صغيراً واحداً فقط من كل ألف يعيش حتى سن البلوغ ثم يعود بعد 25 عاماً إلى الرمال حيث وُلد ليضع بيضه.

وازداد عدد الأعشاش هذا العام على السواحل التركية ليصل إلى 700 في بلدة مانافغات (جنوب) في شرق أنطاليا وحدها.

تراقب مجموعة من المتطوعين هذا الشريط الساحلي، وهو موقع سياحي يبلغ طوله 10 كيلومترات عند سفح جبل، يشتهر برماله الذهبية ومياهه الصافية، وهو أيضاً منطقة تكاثر لسلاحف "كاريتا كاريتا" Caretta caretta، المعروفة باسم السلاحف ضخمة الرأس.

وأُدرجت هذه الزواحف البحرية في القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض الصادرة عن الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.

وتقول رئيسة ومؤسسة مركز الحفاظ على البيئة البحرية سحر أكيول لوكالة فرانس برس "يبلغ متوسط تقديراتنا لهذا العام حوالى 60 ألف بيضة، 30 ألفاً منها ستخرج منها زواحف صغيرة. وستعود 30 منها فقط إلى هنا خلال سنوات".
 
أ ف ب
- ضوء أحمر ولافتات -
يضمّ الساحل الجنوبي لتركيا 21 منطقة تعشيش رسمية، حيث يُمنع ارتياد معظم الشواطئ من الثامنة مساءً حتى الثامنة صباحاً لمنح السلاحف الحرية، لكن مانافغات ليست واحدة منها.

ويأتي هنا عمل الطلاب المتطوعين الأتراك والأجانب الذين يحدّدون الأعشاش ويزنّرونها بالعصي ويجمعون النفايات على الشاطئ، من أجل حماية البيض من السبّاحين. وفي الليل، يجري المتطوعون دوريات ويحفرون أعشاشاً لمساعدة بعض السلاحف الصغيرة على كسر أصدافها والوصول إلى البحر.

وتدعم السلطات المحلية هذه المبادرات: فقد وضع رئيس بلدية مانافغات مصابيح حمراء في الشوارع على طول الطرق الساحلية.

كذلك زُرعت لافتات على الشاطئ بأربع لغات للتذكير بأن القانون يعاقب بغرامة تناهز 390 ألف ليرة تركية (حوالي 11800 دولار) عن أي ضرر يلحق بالأعشاش.

ويوضح رئيس البلدية نيازي نيفي كارا أنه "نسعى للحصول على مشورة العلماء والمدافعين عن البيئة بشأن ما يجب علينا فعله لحماية السلاحف، ونطبّق نصائحهم"، مشيرا الى ان "من مسؤوليتنا أن نتعلم كيف نعيش في وئام مع الطبيعة".

وترحّب سحر أكيول بهذا التغيير في العقلية. وتقول "يخشى بعض السكان من إغلاق الشاطئ، لكن التعايش بين الناس وسلاحف +كاريتا كاريتا+ ممكن".

تؤكد سونغول سيرت (33 عاماً)، أثناء نزهة مع عائلتها "بما أننا نعرف مكانهلا بفضل اللافتات، فإننا نبذل قصارى جهدنا لعدم التعدي على مساحة عيشها".

- تغير مناخي -
تعيش سلاحف "كاريتا كاريتا"، التي يتراوح وزنها من 90 إلى 180 كيلوغراماً، حتى عمر 80 عاماً.

ويشدد البروفسور محمد جنكيز ديفال، من جامعة أكدنيز في أنطاليا، على أن "عدد البيض وعمليات الفقس قد يبدو مرتفعاً، لكن عدد السلاحف القادرة على العودة لوضع بيضها بعد 25 عاما محدود للغاية، ولهذا السبب فهي في خطر".

وتتركز أعداد هذه السلاحف البحرية بشكل رئيسي في المناطق شبه الاستوائية والمعتدلة في المحيط الأطلسي والهادئ والهندي، بالإضافة إلى البحر الأبيض المتوسط.

يعتبر الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة أن وضع سلاحف "كاريتا كاريتا" في البحر المتوسط هو "الأقل إثارة للقلق"، لكن الأنواع تظل معرضة للخطر على مستوى العالم.

ويشكل تغير المناخ أيضاً تهديداً، إذ إنّ جنس السلاحف حديثة الولادة يتحدد من خلال درجة حرارة الرمال: فالبرودة تشجع على ولادة الذكور، والحرارة تزيد احتمالات ولادة الإناث.

يوضح ديفال أنّ "متوسط درجة حرارة الأعشاش يراوح بين 32 و33 درجة مئوية اعتباراً من تموز، ما يعني أن معظم الصغار هي من الإناث".

ويحذر من أنه "إذا استمر هذا الاتجاه، في غضون 30 إلى 40 عاماً، ستكون الإناث هي الأغلبية ولكن لن يكون هناك شركاء ذكور للإنجاب، وهذا الخطر الأكبر".

تتحدث سحر أكيول، التي كرّست حياتها للحفاظ على السلاحف وتحلم بإقامة مركز لرعاية السلاحف المصابة، عن "نظرة (السلاحف) عندما تصل إلى الماء"، قائلة "ستظنون أنني مجنونة، ولكن أقسم أنها تبدو وكأنها تعبّر عن امتنانها".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم