أوضح القيمون على المؤتمر الدولي الثاني حول تغير المناخ أنّه "تمّ تسليط الضوء على الدور الرائد لقبرص في معالجة أزمة المناخ في المؤتمر الدولي الثاني حول تغير المناخ في شرق البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط، والذي انعقد بنجاح في بافوس في 13 و14 تشرين الأول 2021 في غضون إطار مبادرة الحكومة القبرصية لتنسيق إجراءات تغير المناخ في شرق البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط".
وتابع البيان: "حضر المؤتمر كبار علماء البيئة بالإضافة إلى مسؤولين من قبرص واليونان والاتحاد الأوروبي ودول الشرق الأوسط. واستعرض صانعو السياسات البارزون والعلماء من جميع أنحاء العالم مظاهر أزمة المناخ في المنطقة، وناقشوا الأولويات والعناصر الرئيسية للخطة الاستراتيجية للحدّ من تغير المناخ والتكيف معه".
وأشار إلى أنّه "تمّ توفير أساس المناقشة من خلال النتائج التي انبثقت عن المرحلة الأولى من المبادرة، وهي مجموعة من الدراسات العلمية والتقنية الاقتصادية الشاملة التي أدّت إلى توصيات تتعلّق بالسياسات لتنظر فيها حكومات المنطقة. على مدى العامَين الماضيَين، تمّ تطوير الدراسات من خلال مساهمات أكثر من 220 خبيراً بشكل أساسي من المنطقة، وتمّ تنظيمها في 13 فريق عمل علمي بتنسيق من معهد قبرص".
وقال إنّه "قد نتج عن فرق العمل إطار عمل السياسات والتدابير الخاصة بأزمة المناخ في شرق البحر الأبيض المتوسط ومنطقة الشرق الأوسط" ، والذي يتكوّن من ست ركائز مدعومة بشكل متبادل:
- التنمية المستدامة الخضراء والابتكار: يمكن أن يسير الحدّ من انبعاثات الغاز جنباً إلى جنب مع التنمية، ممّا يؤدّي إلى فرص أفضل للعمل، طالما أنّ الابتكار يركّز على معالجة أزمة المناخ.
- خدمات المناخ: لدعم القرارات وتقييم المخاطر وإدارة الأزمات والفرص.
- شبكة المراقبة: لرصد أزمة المناخ وفعالية الإجراءات.
- التعليم والنشر: المعلومات والتدريب والتعليم للشباب والموظفين والمنظمات والحكومات في المجالات المتعلّقة بإدارة الأزمات.
- التنوّع البيولوجي: شبكة من المناطق المحمية في شرق البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط سيتمّ دمجها مع فرص عمل أفضل، من دون التدخّل أو تدمير أشكال الحياة الأخرى الضرورية للتوازن البيولوجي العالمي والصحة.
- البحوث والتكنولوجيا: لسدّ الثغرات في المعرفة العلمية، وفهم أفضل لأزمة المناخ، واختيار ودعم أفضل للقرارات.
ومن المتوقَّع الانتهاء من خطّة العمل هذه باجتماع وزاري سينعقد في شباط المقبل، والتصديق عليها سيكون من خلال اجتماع لقادة الدول في خريف عام 2022. وسيتمّ تقديم الاستنتاجات والنتائج التفصيلية للمؤتمر في قمّة المناخ في غلاسكو في تشرين الثاني".
وقد أُلقِيَت في المؤتمر خطابات ومحاضرات من قبل كل من: رئيس جمهورية قبرص نيكوس أناستاسيادس، رئيس الوزراء الأسبق، ورئيس المجلس الدستوري الفرنسي لوران فابيوس، الأمير الحسن بن طلال من الأردن، رئيس شبكة الأمم المتحدة لحلول التنمية المستدامة لأوروبا جيفري ساكس، مفوض الاتحاد الأوروبي للبيئة والمحيطات ومصايد الأسماك فيرجينيوس سينكيفيوس، ورئيس المعهد القبرصي، مستشار رئيس جمهورية قبرص والمبعوث الخاص المعني بتغير المناخ كوستاس بابانيكولاس".
وذكر رئيس جمهورية قبرص في خطابه أنّ هذه مبادرة مهمة من قبل الحكومة ينسّقها علمياً معهد قبرص، حيث أنّ منطقتنا مُصنّفة على أنّها "بقعة ساخنة لتغيّر المناخ" على مستوى العالم، لأنّها معرّضة بشكل خاص لتأثيراته السلبية، وبلداننا تشهد بالفعل تحدّيات خطيرة.
"إذا فشلنا في اتخاذ إجراء، فإنّ التأثير على الصحة العامة والنظم البيئية والزراعة والسياحة والمواردّ المائية سيكون غير مسبوق. ومن ثمّ، إذا لم نحدّ من آثار تغيّر المناخ فإنّ الضغط على حكوماتنا سيزداد بشكل كبير، لأنّ مواطنينا سيطالبون بحقّ بظروف صحّية ومعيشية أفضل، وتحسين جودة الهواء وبيئة نظيفة ". وأشار إلى أنّ النتائج التي توصّلت إليها فرق العمل، إلى جانب التوصيات المتعلّقة بالسياسة التي تقدّمها، ستكون أدوات لا تُقدَّر بثمن لعمل نقاط الاتصال الوطنية لكل بلد أثناء تطوير خطة العمل الإقليمية.
وأضاف أيضًا أنّه بالإضافة إلى جهود الحكومة لتعزيز التعاون في معالجة تغيّر المناخ على المستوى الإقليمي، فإنّها مُصمّمة على اتخاذ جميع التدابير اللازمة على المستوى الوطني لتحقيق أهداف اتفاقية باريس والأهداف الطموحة التي حدّدها الاتحاد الأوروبي.
وأكَّد رئيس وزراء فرنسا السابق ورئيس المجلس الدستوري الفرنسي لوران فابيوس في كلمته أن العلماء لديهم الحلول العلمية لتحسين الوضع الحالي.