النهار

من هم الأوليغارشيون في روسيا وهل يمكنهم التأثير على بوتين؟
المصدر: النهار
من هم الأوليغارشيون في روسيا وهل يمكنهم التأثير على بوتين؟
A+   A-
ترجمة عن "بلومبرغ"
 
يُستخدم مصطلح الأوليغارشيين ويُربط بالقلة من الأثرياء الروس. ولشرحه وفهم تأثير الأثرياء الروس على الرئيس الروسي، فندّت "بلومبرغ" نقاطاً هامة:
 
يوجد في الكثير من البلدان قادة أعمال فاحشو الثراء يحظون بنفوذ سياسي. وأخذت روسيا الأمر إلى مستوى مختلف، بحيث أصبح الرجال الأثرياء الذين استفادوا من تحوّل الاقتصاد والمجتمع في روسيا، في عهد الرئيس بوريس يلتسين، يُعرفون باسم الأوليغارشية.
 
وعلى الرغم من أنّه يُطلق على المليارديرات الروس هذه الأيام كلمة الأوليغارشية، إلّا أّن دورهم في المجتمع قد تغيّر في عهد الرئيس فلاديمير بوتين، وبقي ربط هذا المصطلح بهم وسيلة لمعاقبة الحكومة الروسية على عمليتها العسكرية في أوكرانيا.

من هم الأوليغارشية؟

تضمّنت الأوليغارشية الروسية الأصلية بعض رواد الأعمال الأوائل، منذ أن خفّف ميخائيل غورباتشوف قيود سيطرة الحزب الشيوعي في أواخر الثمانينيات. وحقّقوا ثروات في التسعينيات عندما تحوّلت روسيا، تحت حكم يلتسين، من عاصمة الاتحاد السوفياتي إلى دولة بدائية للرأسمالية. وسارعت حكومة يلتسين بهذه العملية، من خلال خصخصة أصول الدولة بتخفيضات كبيرة، إلى وضع ثروة هائلة في أيدي قلة مختارة.
 
وقد أبرم بعضهم بعد ذلك صفقة لاستخدام ثرواتهم وأصولهم الإعلامية لمساعدة يلتسين على هزيمة الحزب الشيوعي الناشئ من أجل الانتصار في الانتخابات في عام 1996. وحصل الأوليغارشيون على أصول مملوكة للدولة مقابل أموال الدولة. والأهم من ذلك أن هؤلاء القلة مارسوا نفوذهم على إدارة يلتسين، مؤثرين على السياسة، وفي بعض الحالات خدموا في مناصب حكومية رسمية.

ماذا حدث لتلك المجموعة؟

قلة ما زالت ناشطة في مجال الأعمال التجارية، مثل فلاديمير بوتانين، أغنى فرد في روسيا وأكبر منتِج في العالم للنيكل والبلاديوم المكرَّر، وميخائيل فريدمان وبيتر أفين، الذي أصبح مصرفه التجاري، "ألفا بنك"، من الأعمال الأساسية لمجموعة "ألفا"، وهي شركة قابضة تمتلك اليوم حصصاً في الاتصالات السلكية واللاسلكية والتجزئة. لكن أداء الآخرين كان أقل بكثير بعد أن خلف بوتين يلتسين في عام 2000. 

ما هي مشكلة بوتين مع الأوليغارشية؟

كان الشعب الروسي يحتقر الأوليغارشيين الأوائل على نطاق واسع، ووعدهم بوتين بأنّهم "سيتوقفون عن الوجود كطبقة". وقد أثار اثنان منهم غضب بوتين لأنّ أعمالهما الإعلامية كانت ناقدة له. في عام 2000، وضع بوتين قانوناً يسمح لكبار رجال الأعمال بالبقاء كعمالقة في الصناعة، لكن كان عليهم البقاء خارج السياسة. 

من هم القلة اليوم؟
ازدهر بعض الروس، الذين راكموا الثروة في عهد يلتسين، أكثر في عهد بوتين. ومن بينهم أصحاب المليارات المشهورون أوليغ ديريباسكا، ورومان أبراموفيتش، وأليشر عثمانوف، وفيكتور فيكسيلبيرج، وميخائيل بروخوروف، وفاجيت أليكبيروف. 
 
في كتاب "شعب بوتين: كيف استعاد جهاز المخابرات السوفياتية روسيا ثم استولى على الغرب" (2020)، تشير كاثرين بيلتون إلى أنّ "طبقة جديدة من الأوليغارشيين، جميعهم شركاء بوتين المرتبطين بالمخابرات الروسية من سانت بطرسبرغ"، والذين نصّبهم بوتين على رأس القطاعات الاستراتيجية للاقتصاد في عملية أصبحت تُعرف باسم"Kremlin Inc" . فقبل الدخول في السياسة، كان بوتين ضابط استخبارات مع KGB، الشرطة السرية الروسية السابقة ووكالة المخابرات، وكان هؤلاء الأشخاص أصدقاءه.
 
هل يمكنهم التأثير على بوتين؟
من المرجح أن تترك العقوبات على الأثرياء الروس أثرها على بوتين. لكن المليارديرات الذين عوقبوا يقولون إن تأثيرهم ضئيل على بوتين. ففريدمان، الذي يمتلك حصة في أحد أكبر البنوك في روسيا، أكّد أنه لم يلتق ببوتين بشكل فردي. 

هل كل المليارديرات الروس هم من القلة الحاكمة؟

في حين أن العديد من أصحاب المليارات في البلاد يمتلكون اليخوت الفاخرة والعقارات الفارهة التي أصبحت مرتبطة بأسلوب حياة الأوليغارشية، لم تتم معاقبة العديد منهم من قِبل الحكومات الغربية حتى الآن. أمّا بالنسبة إلى مستوى الثروة وسلطة القطاع الخاص وعلاقات الكرملين التي تجعل من الملياردير عضواً في الأوليغارشية، فهذا موضع بحث.
 
 

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium