هزّت الهجمات التي شنّها الحوثيون على السفن في البحر الأحمر التجارة العالمية بالفعل. ويمكن أن يكون هناك المزيد من الاضطرابات والزيادات في الأسعار لشحنات البضائع والوقود.
وقد أوقفت العديد من خطوط الشحن الرئيسية وناقلات النفط خدماتها عبر البحر الأحمر، بعد تعرّض أكثر من اثنتي عشرة سفينة للهجوم منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في أوائل تشرين الأول.
وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، إنّ القوات الأميركية، إلى جانب المملكة المتحدة والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشيل وإسبانيا، ستشكل قوة جديدة لحماية السفن في المنطقة.
وقالت شركات الشحن العالمية MSC وMaersk وHapag Lloyd وCMA CGM وYang Ming Marine Transport وEvergreen، إنها ستقوم بتحويل جميع الرحلات المُجدوَلة على الفور لضمان سلامة البحارة والسفن. وتمثّل هذه الناقلات البحرية مجتمعة نحو 60 في المئة من التجارة العالمية.
وقالت شركة Evergreen إنّها ستتوقف مؤقتاً عن قبول أي شحنة متجهة إلى إسرائيل، وستعلّق خدمة الشحن إليها. كما توقفت شركة Orient Overseas Container Line (OOCL)، وهي جزء من مجموعة COSCO Shipping Group المملوكة للصين، عن قبول البضائع الإسرائيلية، بحجة مشاكل تشغيلية.
قرابة 30 في المئة من الواردات الإسرائيلية تأتي عبر البحر الأحمر على سفن الحاويات التي يتم حجزها مقدماً لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر للمنتجات الاستهلاكية أو غيرها. ما يعني أنّه إذا تم تمديد الفترة الآن، فإن المنتجات التي تبلغ مدة صلاحيتها شهرين إلى ثلاثة أشهر، ستنتهي هذه الصلاحية. وقال يوني إساكوف، عضو اللجنة التنفيذية لغرفة الشحن الإسرائيلية: "لن يكون الاستيراد من الشرق الأقصى مفيدًا، وسيحتاج المستوردون إلى زيادة المخزون بسبب حالة عدم اليقين، وسيخسر الآخرون أسواقهم لأن الوقت المناسب للوصول إلى السوق ليس تنافسياً".
وقالت عملاق النفط BP إنها ستوقف أيضاً نشاط الشحن في البحر الأحمر مع استمرار الحوثيين المتمركزين في اليمن في هجماتهم. وأضافت لـ CNBC أنّ "سلامة وأمن موظفينا والعاملين بالنيابة عنا هي أولوية BP.
واعتبرت أنّ "في ضوء الوضع الأمني المتدهور للشحن في البحر الأحمر، قررت شركة بريتيش بتروليوم إيقاف جميع عمليات النقل عبر البحر الأحمر مؤقتاً. سنبقي هذا التوقف الاحترازي قيد المراجعة المستمرة، مع مراعاة الظروف التي تتطور في المنطقة".
كما أعلنت مجموعة ناقلات النفط "فرونت لاين" أيضاً إنها تتجنب البحر الأحمر.
وقالت شركة "شيفرون" لـ CNBC إنها ستواصل تقييم سلامة الطرق في البحر الأحمر وفي جميع أنحاء الشرق الأوسط بشكل فعال واتخاذ القرارات بناءً على آخر التطورات.
وقد أدت الهجمات بالفعل إلى ارتفاع تكاليف الشحن عبر المحيطات. وقد ارتفعت أسعار الشحن عبر الساحل الشرقي بنسبة 5 في المئة لتصل إلى 2497 دولاراً للحاوية مقاس 40 قدماً، وفقاً لشركة Freightos. ويمكن أن تزيد تكلفتها مع تجنّب الشركات الكبرى قناة السويس، التي تغذي البحر الأحمر، وتختار بدلاً من ذلك المرور بأفريقيا للوصول إلى المحيط الهندي. ويؤدي تحوّل المسار هذا إلى إضافة ما يصل إلى 14 يوماً إلى طريق الشحن، ما يتسبب بارتفاع تكاليف الوقود. وبما أن السفن تستغرق وقتاً أطول للوصول إلى وجهاتها، فإنّ الحل البديل يؤدي إلى "أزمة في سعة السفينة"، ويصبح التأخير في تسليم الحاويات والسلع أمراً لا مفر منه.
ويمثّل شحن الحاويات ما يقرب من ثلث إجمالي الشحن العالمي، بحيث تصل القيمة التقديرية للبضائع المنقولة إلى تريليون دولار، وفقاً لمايكل ألدويل، نائب الرئيس التنفيذي للخدمات اللوجستية البحرية في شركةKuehne+Nagel. وقال ألدويل: "تبحر حوالي 19 ألف سفينة عبر قناة السويس سنوياً. من المتوقَّع أن يستوعب الوقت الطويل الذي يقضيه على المياه 20 في المئة من قدرة الأسطول العالمي، ما يؤدي إلى تأخيرات محتمَلة في توافر موارد الشحن. وسيكون هناك أيضاً تأخير في إعادة الحاويات الفارغة إلى آسيا، الأمر الذي سيؤدي إلى تفاقم مشاكل سلسلة التوريد".
كما تقوم شركات التأمين أيضاً بتعديل خدماتها، ما قد يؤدي إلى ارتفاع التكاليف التي تنتقل إلى شركات الشحن والمستهلكين. وقد قالت لجنة الحرب المشتركة (JWC)، التي تضم أعضاء نقابيين من رابطة سوق "لويدز" وممثلين عن سوق شركات التأمين في لندن، إنها توسع منطقة المخاطر العالية إلى 18 درجة شمالاً من 15 درجة. فقد تم توسيع منطقة البحر الأحمر المدرَجة بمقدار 3 درجات شمالاً لتأخذ في الاعتبار نطاق الصواريخ من اليمن. ويؤثر قرار توسيع المنطقة عالية المخاطر على اعتبارات شركات التأمين بشأن أقساط التأمين.
ومن المرجح أيضاً أن تؤدي تغييرات المسار إلى الإضرار بالاقتصاد المصري الذي يعاني، وعانى من تضرر السياحة بسبب الحرب بين إسرائيل وحماس.