تفتح الإمارات العربية المتحدة هذه المرّة أبوابها أمام المنتجات الغذائية اللبنانية التي لم تفقد جودتها ومعاييرها برغم تداعيات الانهيار.
وفي معرض أبوظبي الدولي للأغذية، ينبثق النور من ثقب في جدار الظلمة ليشرع الأبواب أمام فسحة أمل يرسم معالمها القطاع الخاص في لبنان. بعدما بسطت الأزمة اللبنانية نتائجها على مجمل القطاعات لم يفقد المنتج اللبناني مركزه في لائحة التصنيفات العالمية.
ما زال القطاع الخاص هو السبيل الوحيد لانتشال لبنان من أزماته المتراكمة. ويجهد القيِّمون عليه لفتح أسواق جديدة تمدّ البلاد بمؤونة ترمم جزءاً من الاقتصاد المتهالك.
وتحت رعاية الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، ينطلق معرض أبوظبي الدولي للأغذية 2022 الذي يُعدّ أحد أضخم الفعاليات المتخصصة في قطاع الأغذية والمشروبات والضيافة على مستوى المنطقة خلال الفترة من 6 إلى 8 كانون الأول الجاري.
هي المرة الأولى التي تستضيف فيها إمارة أبوظبي هذا المعرض، ويؤكد سفير لبنان لدى الإمارات فؤاد شهاب دندن أهمية هذا المعرض الذي يستضيف أغلب مصنّعي الأغذية في العالم ويقول في حديثه لـ"النهار": "لقد كنا محظوظين في مشاركتنا هذا العام، وفي جناح لبنان 15 شركة لبنانية متميزة بمنتجاتها ذات المواصفات عالمية وهي فرصة كي تسوّق منتجاتها في الأسواق الخارجية".
وبعد النجاح المتقدّم الذي حققه في نسخته الأخيرة، يوفر المعرض المساحة الجامعة لكل مشترٍ ومهتهم في قطاع الأغذية في العالم، ويسعى كي يكون منصّة لقاء توفر فرص الاستثمار وتعزز نموّ الأعمال، ليواصل البناء على نجاحاته السابقة.
ويوضح السفير دندن أن هذا المعرض "يوفر ما نحن بأمسّ الحاجة إليه من أسواق خارجية وجديدة كي نصدّر منتجاتنا". ويضيف: "لبنان معروف بصناعته الغذائية وبمطبخه والتكنولوجيا المتقدمة المعتمدة في هذا النوع من الصناعات، وهذا ليس بجديد على البلاد. هذه المنصّة ذات أهمية كبرى لناحية التبادل التجاري".
وتؤمن السفارة بحسب السفير اللبناني كافة الأمور التي تسهّل على الشركات نقل منتجاتها إلى المعرض عن طريق السفارة وذلك بغية إعفائها من الجمارك والرسوم وهي بالتأكيد منتجات للعرض وليست للبيع وهي خطوة اعتُمدت لحث الشركات على المشاركة.
ويهتم المعرض بكافة أنواع الإنتاج الغذائي من المصنوعات المعلبة إلى المنتجات الزراعية وغيرها، إلى جانب منتجات من كافة دول العالم، وهو دعوة لكافة الصناعيين حتى غير المشاركين لحضور هذه الفعالية العالمية.
ويؤكد السفير اللبناني فؤاد شهاب دندن أن هذا الحدث هو فرصة كي نعرض ما هو جميل عن لبنان وكي نبث روحاً إيجابية مختلفة عمّا يشاع اليوم في الخارج ويلمسه المواطن في الداخل من صعاب.
وكانت المشاركة اللبنانية في نسخة عام 2022، بمبادرة من جمعية Qoot التي تُعنى بدعم مصنّعي الغذاء اللبنانيين وهي جمعية منضوية تحت جمعيةBERYTECH إلى جانب دعم من الحكومة الهولندية. وهذه الجهات أخذت على عاتقها التنظيم والتواصل مع الشركات المشاركة. وتلقفت السفارة اللبنانية في الإمارات المبادرة لتسهيل أمور الشركات المشاركة وكي ترعى الجناح اللبناني بصفة رسمية.
ويشيد مدير جمعية Qoot مارك بو زيدان بمعرض أبوظبي الدولي للأغذية 2022 لناحية الأهمية ومكانته على الساحة العالمية وخاصة لناحية تخصّصه بالمواد الغذائية الفاخرة. ويؤكد أن المنتجات اللبنانية تتميز بهذه القيمة المضافة. وهي ليست المبادرة الأولى بل سبقتها مشاركة مماثلة في معرض الأغذية الفاخرة في هولندا وفي روزنامة أنشطة العام المقبل مشاركات أخرى قيد الدراسة.
اختيرت الشركات وفق لائحة من المعايير المعتمدة، ويضيف بو زيدان: "نحن نبحث دائماً عن شركات قادرة على تصدير منتجاتها وتتوافق مع شروط الأسواق العربية والعالمية".
الهدف الأساسي من المشاركة بحسب بو زيدان هو الإضاءة على المنتج اللبناني والتشبيك بين المصنِّع اللبناني والأسواق العالمية ولا سيما العربية وخاصة الإماراتية منها، التي تعدّ أهم المستوردين للمنتجات اللبنانية على أمل زيادة عدد الأسواق والتقدم أكثر.