بدأت دبي العام الجديد بإلغاء ضريبة الـ 30 في المئة على مبيعات الكحول، كما ألغت رسوم تراخيص المشروبات الكحولية (البالغة 70 دولاراً سنوياً) لتصبح مجانية، في خطوة واضحة لتعزيز مكانتها كمركز رئيسي للأعمال والسياحة في الشرق الأوسط والخليج، ولفترة تجريبية لمدة عام واحد، بحسب "بلومبيرغ".
وفيما تُعتبر السياحة من أهم الركائز الأساسية لاقتصاد دبي، إلّا أنّها موجَّهة في الغالب نحو قطاع الرفاهية. بالتالي، فإنّ الخطوة الجديدة من شأنها أن تجعل دبي في وضع أفضل لتلبية احتياجات قطاعات أوسع من سوق السياحة.
ورأى تيم كوردون، رئيس العمليات في مجموعة فنادق "راديسون" في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، أنّ هذه الخطوة "إيجابية للغاية"، بالنسبة إلى المطاعم والفنادق، فـ" فعندما تنظر إلى قائمة النبيذ، يبدو جلياً التباين في الأسعار".
وفي تقرير نشرته "فاينانشال تايمز"، أوردت كبيرة الاقتصاديين في بنك أبو ظبي التجاري مونيكا مالك أنّه من المفترض أن يدعم قرار دبي "قطاعي السياحة والضيافة بعد التعافي القوي من وباء" كورونا. كما أنّ الخطوة ستلقى ترحيباً من قِبل العديد من غالبية السكان، الذين هم من المغتربين.
ويوضح التقرير أنّ دبي تمكّنت على مدى عقود من جذب المزيد من السياح والعمال المغتربين الأثرياء أكثر من منافسيها الإقليميين بفضل تسامح السكان المسلمين المحليين مع أسلوب الحياة الأكثر ليبرالية في المدينة. لكن السياح يشكون بانتظام من التكلفة الباهظة للمطاعم المرخصة، والتي تميل إلى رفع أسعار المشروبات الكحولية. وقد تمكّنت المدينة من العودة إلى السياحة بقوة بعد الوباء، مع استقطاب سكان جدد من خلال العمل على الحدّ من فيروس كورونا مع الحفاظ على الاقتصاد مفتوحاً نسبياً.
15 دولاراً لكأس الجعة
وبحسب "بلومبيرغ"، تتوافر المشروبات الكحولية في دبي على نطاق واسع، لكن يمكن أن يصل سعر كأس البيرة (الجعة) مقاس نصف ليتر، إلى أكثر من 15 دولاراً في المطاعم. أما أسعار زجاجات النبيذ، فتبدأ من 100 دولار وربما أكثر.
كذلك، أعلنت واحدة من الشركتين الوحيدتين الموزعتين للمشروبات الكحولية في دبي، "ميريتايم آند ميركانتايل إنترناشيونال"، عن هذه الخطوة الجديدة عبر إعلانات أشارت إلى أنّ هذه الرحلات الطويلة (إلى الإمارات الأخرى لتناول جعة أرخص) قد انتهت. أمّا شركة التوزيع الأخرى "أفريكان آند إيسترن"، فقالت إنها خفضت الأسعار بالفعل لتعكس إلغاء ضريبة المبيعات، بحسب ما ذكرت في منشور على منصة "إنستغرام".
وأفادت كلتا الشركتين أنّ تراخيص الكحول التي كانت تكلّف الفرد نحو 70 دولاراً سنوياً، أصبحت مجانية الآن، مع الاستمرار بفرض ضريبة القيمة المضافة البالغة 5 في المئة على مبيعات الكحول. لكن ستظل هناك حاجة إلى التراخيص المذكورة، لأن دولة الإمارات تقيّد بيع الكحول إلى المسلمين.
مجاراة المراكز السياحية الأخرى
وقد حصل قطاع المطاعم المزدهر في الإمارة في الآونة الأخيرة على دفعة من "دليل ميشلان" الذي منح 11 مطعماً نجمة "ميشلان".
وعلى الرغم من أنّ الضرائب على مبيعات المشروبات الكحولية كانت مصدراً مهماً لإيرادات حكومة دبي، إلّا أنّ تأثير خفضها يمكن تعويضه بضريبة اتحادية على الشركات بنسبة 9 في المئة.
المزيد من الأجانب
استفادت قطاعات رئيسية مثل السياحة والعقارات، من الانتعاش الاقتصادي السريع الذي حققته دبي في فترة ما بعد الوباء، وهو ما سيساعد على الأرجح في تعويض بعض النقص في الإيرادات الناجمة عن بيع الكحول، على ما تفيد "بلومبيرغ".
ويشكّل الأجانب أكثر من 80 في المئة من سكان الإمارات البالغ عددهم 10 ملايين نسمة، فيما تُعدّ دبي أكبر المدن من حيث الكثافة السكانية. وتخطّط حكومة البلاد لجذب ملايين آخرين في العقود المقبلة، إذ اتخذت السلطات مجموعة من الإجراءات الهادفة إلى التخفيف من القيود الاجتماعية.
تويتر
فيسبوك
يوتيوب
انستغرام
مسنجر
واتساب
بريد إلكتروني
الطباعة
