النهار

بعد الاستقالة والاستعداد لفرصة جديدة... وظائف تُلغى وتصدم الراغبين فيها
المصدر: "النهار"
بعد الاستقالة والاستعداد لفرصة جديدة... وظائف تُلغى وتصدم الراغبين فيها
تعبيرية (شاترستوك).
A+   A-
كانت جوينيز سبيلر متحمّسة لبدء وظيفة جديدة بصفتها مسؤولة عن تسليم المشاريع لشركة رعاية صحيّة في 6 حزيران. وعندما اختتمت وظيفتها القديمة يوم الجمعة، أرسلت بريداً إلكترونياً لشركتها الجديدة لتأكيد موعد بدئها في يوم الإثنين. لكنّها بعد ساعات، تلقّت بريداً إلكترونيّاً آخر؛ كان لدى الشركة بعض الخدمات اللوجستيّة للعمل على نهايتها، لذلك ستبدأ سبيلر فعليًا يوم الثلثاء. ثمّ تأجّل للأربعاء، ثم للخميس.

ويوم الجمعة، تلقّت سبيلر مكالمة هاتفية. بسبب تخفيضات الميزانية، تمّ إلغاء الوظيفة التي لم تبدأها بعد.

توضح لـCNBC Make It: "قيل لي إنّهم كانوا يحاولون إيجاد وظيفة لي في قسم مختلف، لكنها أيضاً نهاية سنتهم المالية، لذا فهم يستغرقون وقتاً طويلاً للعودة إليّ"، وأشارت بالقول: "تركتُ وظيفة، وأنا أفكر في أنني ذاهبة إلى أخرى، لذلك لم أكن مستعدّة مالياً لما هو مقبل".

لم تكن العودة إلى مكان عملها القديم، الذي تقول إنّه "سامّ" ولديه معدّل دوران مرتفع، خياراً مريحاً، لكنها كانت بحاجة إلى دفع تكاليف إصلاح السيارة والعناية بابنها البالغ من العمر 4 سنوات.

وبعد أن استغرقت بضعة أيّام لمعالجة عرض العمل الذي تمّ إلغاؤه، أطلقت سبيلر حسابها على موقع LinkedIn للتقدّم للوظائف، وشاهدت المزيد من الأخبار عن تسريح الشركات الكبرى للعمال واستعادة العروض. وشرحت: "لم أكن أدرك أنّ الأمر كان سائداً إلى أن حدث لي".

تُظهر أحدث بيانات وزارة العمل أنّ سوق العمل في الولايات المتحدة لا يزال ضيّقاً، وأنّ العمّال يتمتعون بقدرة تفاوضية أكبر من أيّ وقت مضى. فقد ارتفعت فرص العمل ومعدّلات الإقلاع عن العمل في العام الماضي، بينما تراجعت البطالة. واعتباراً من نيسان، كان هناك نحو فرصتين شاغرتين لكلّ عامل يُريد واحدة.

لكنّه خلال الأسابيع القليلة الماضية، بدأ العديد من أرباب العمل في التدافع لتشديد ميزانياتهم بسبب ارتفاع التضخم والركود الذي يلوح في الأفق، وبسبب التقلبات في سوق العملات المشفرة.

وقال عمالقة التكنولوجيا مثل Uber وMeta إنهم سيقلّصون التوظيف، بينما أجرى آخرون، بمن في ذلك Robinhood وPeloton وCarvanaعمليات تسريح للعمال.
وبعد أسابيع من الإعلان عن تجميد التوظيف الخاص بها، قامت شركة Coinbase للصرافة المشفّرة بتسريح 18 في المئة من قوّتها العاملة، وبدأت بسحب عروض العمل. ألغت شركات أخرى بمن في ذلك Twitter وRedfin العروض في الأسابيع الأخيرة.

ومعظم هذه التخفيضات في عدد الموظفين البارزين تأتي من شركات التكنولوجيا فائقة النمو التي تركز على إلغاء الوظائف المهنية المبكرة، وفق ما يقولSid Upadhyay، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة التوظيف WizeHire.

قد تكون هناك أيضاً مشكلة تختمر لدى أصحاب العمل الآخرين المرتبطين ارتباطاً وثيقاً بالظروف الاقتصادية، كما هو الحال في قطاعي الرهن العقاري والقطاع المالي.

ويشير أوبادياي إلى أنّ الانتقال من التوظيف السريع إلى إلغاء العروض، بسبب تقلّبات السوق الدراماتيكية، "غير معتاد للغاية. لقد تغيّرت البيئة الاقتصادية الأوسع كثيراً: تمّ تحفيز الشركات التقنية للنمو بأيّ ثمن، وفي غضون أسابيع، انتقلنا إلى عالم نركّز فيه على المرونة".

من جهته، اعتقد ماركيل تورنر جيلكريست (35 عاماً)، من لوس أنجلوس، أنه وجد فرصة مع شركة التجارة الاجتماعية في نيسان. وبعد بضعة أيام، وصل عرض إلى بريده الخاص.

استغرق عطلة نهاية الأسبوع للتفكير في الأمر. في يوم الإثنين، أرسل بريداً إلكترونياً يحتوي على بعض الأسئلة حول تفاصيل الوظيفة، وأخبر: "ثمّ لم أسمع من المؤسس المشارك لبضعة أيّام، وهو أمر غريب، لأنّ التواصل إلى ذلك الحين كان رائعاً".

بعد بضعة أيّام، تلقّى مكالمة من الرئيس التنفيذي، الذي ألغى عرض العمل، موضحاً أنّ الشركة تمّ تمويلها إلى حدّ كبير من قبل مستثمري التشفير الذين كانت أصولهم الرقمية تفقد قيمتها يوماً بعد يوم. يتذكر تيرنر جيلكريست قوله: "نحن نعيد النظر في ما يحدث في سوق العملات الرقمية الذي اتّخذ منعطفاً مؤسفاً، ونتيجة لذلك، لا نعتقد أنّه من الجيّد زيادة عدد الموظفين في هذا الوقت".

وأوضح: "لقد سمعت عن إلغاء العروض"، مشيراً إلى أنّ عمليات التحقق من الخلفيّة أو المراجع المهنية لا تنجح أحياناً، لكن هذا لم يحدث لي من قبل أبداً".

إلى حدّ ما، يعتبر نفسه محظوظاً فقد "كان من الممكن أن يتمّ تسريحي خلال ثلاثة أشهر، وسيكون ذلك أسوأ"، كما يقول. إذا كان هناك أي شيء، فقد علّمته التجربة أن يكون أكثر حذراً في المقابلات. يقول إنّه يميل أكثر إلى السؤال عن معدّلات الاحتفاظ بالشركة، ويعتقد أنه يجب تسجيل أخبار العروض الملغاة أو تسريح العمال في مجالس التوظيف، ويعتقد أنّه يجب على كبار القادة أن يكونوا أكثر صراحة بشأن الصحة المالية لمنظمتهم.

وهنا قصة أخرى، كان من المقرر أن تبدأ جينيفر بيل، البالغة من العمر 27 عاماً، العمل في منصب مديرة العمليات في شركة "وول مارت" في لويزفيل بولاية كنتاكي، ولكنها في غضون أيّام من قبول العرض تلقت مكالمة تفيد بإلغاء هذا الدور. تقول: "إنّه أمر لا يصدق. بدأت بعد ذلك بالتقدم للوظائف".

قال متحدث باسم "وول مارت" إنّ الشركة لا تلغي حالياً الوظائف المفتوحة أو تلغي عروض العمل، ورفض طلب "CNBC Make It" لمزيد من التعليق على شؤون الموظفين. بالرغم من التجربة، تقول بيل إنّها لا تزال على اتصال بمدير التوظيف في "وول مارت"، وستتخذ منصباً آخر في الشركة، إذا عرضت عليها.

وتقول بيل إنها لن تعود إلى صاحب عملها السابق حتى لو طُلب إليها ذلك.

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium