احتفلت وزارة الصحة العامة، وسفارة اليابان في لبنان ومكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع في عمان – UNOPS باستكمال تركيب أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية (PV) في مستشفى رفيق الحريري الجامعي في بيروت، وتأهيل وتجهيز وحدة التعقيم المركزي في المستشفى وذلك بتمويل من حكومة اليابان وتنفيذ مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع. أقيم هذا الحفل برعاية وزير الصحة العامة الدكتور فراس الأبيض وحضور سعادة سفير اليابان في لبنان السيد تاكيشي أوكوبو، رئيس اللجنة الصحية النيابية النائب الدكتور بلال عبدالله، مدير عام وزارة الصحة العامة السيد فادي سنان، مدير الأمم المتحدة لخدمات المشاريع في الأردن، السيد محمد عثمان أكرم، رئيس دائرة المستشفيات والمستوصفات في وزارة الصحة العامة، الأستاذ هشام فواز، رئيس مجلس إدارة – مدير عام مستشفى رفيق الحريري الجامعي الدكتور جلال الناطور، ورئيس المصلحة الطبية – رئيس الجسم الطبي في مستشفى رفيق الحريري الجامعي الدكتور جهاد سعادة.
بدأ الحفل الذي قدمته الإعلامية بترا أبو حيدر بالنشيديْن الوطنيين اللبناني والياباني.
ثم استهل الحفل بعرض تقديمي شرح خلاله الأستاذ هشام فواز، رئيس دائرة المستشفيات والمستوصفات في وزارة الصحة العامة، عن أهمية المشاريع المشتركة بين الوزارة ومكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع والتي وصلت قيمتها الاجمالية إلى ثلاثة ملايين دولار أميركي بتمويل من دولة اليابان الصديقة. كما أشار إلى أن الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يمر بها لبنان خلقت تحديات إضافية أمام القطاع الصحي من هجرة الموارد البشرية مروراً بغلاء المحروقات وصولاً وليس إنتهاءً بتدهور سعر صرف العملة، مؤكداً إيمان الوزارة بالشراكة المستدامة بين المنظمات الدولية، الجهات المانحة والدول الصديقة وذلك بهدف تطبيق النظم والسياسات الصحية طويلة الأمد المرتكزة على مشاريع مستدامة تخدم جميع المقيمين على الأراضي اللبنانية.
بدوره شكر فواز دعم الدولة اليابانية الدائم للقطاع الصحي في لبنان، مشدداً على أهمية وضرورة استمرار دعم المستشفيات الحكومية من جميع الشركاء خصوصاً أن تجربة جائحة كورونا أثبتت بالدليل القاطع أن هذه المستشفيات هي خط الدفاع الأول لحماية جميع اللبنانيين والمقيمين بمواجهة الأزمات الصحية.
وتحدث الدكتور جهاد سعادة، رئيس المصلحة الطبية ورئيس الجسم الطبي في مستشفى رفيق الحريري الجامعي في الحفل قائلاً: "إن هذه الهبات الكريمة من حكومة اليابان ومكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع في عمان - UNOPS، وفي هذه الظروف التي يمر بها الحقل الطبي عموماً ومستشفى رفيق الحريري الجامعي خصوصاً، تساهم وبقوة بوقف انهيار هذه المؤسسات، حيث أصبحت الخدمات الطبية مرهقة على المواطن والمستشفيات على حد سواء. فتزويد المستشفى بألواح توليد كهرباء بالطاقة الشمسية سيزود الشبكة الكهربائية للمستشفى بطاقة إضافية توفر من مصروف المحروقات.
وكذلك تأهيل وتجديد وحدة التعقيم المركزي وتجهيزها بآلات حديثة ومتطورة سيحد من مشكلة العدوى بالجراثيم داخل المستشفى، وهو عنصر أساسي للاهتمام بصحة المريض". كما شكر الدكتور سعادة وزارة الصحة العامة، وخص بالشكر معالي وزير الصحة العامة الدكتور فراس الأبيض، لسعيه الدائم إلى تطوير النظام الصحي الاستشفائي رغم ما تعانيه البلاد من صعوبات مالية وأزمات إقتصادية. وقال محمد عثمان أكرم، مدير الأمم المتحدة لخدمات المشاريع في الأردن "هذه المبادرة هي شهادة على الشراكة القوية بين حكومة لبنان وحكومة اليابان ومكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع في دعم القطاع الصحي في لبنان من خلال تعزيز الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية المنقذة للحياة".
واعتبر عثمان أن هذا الدعم سيساعد المستشفيات المستهدفة على توفير الخدمات الصحية اللازمة لأكثر من 570.000 من النساء والفتيات والرجال والفتيان المستضعفين، بما في ذلك اللاجئون السوريون الذين سيستفيدون من المشروع سنوياً.
ثم تحدث ممثل وزير الصحة العامة الأستاذ فادي سنان، مدير عام وزارة الصحة العامة مشيراً إلى "أن التعاون بين الوزارة ودولة اليابان ليس جديداً، فلقد ساهمت اليابان سابقاً وفي أكثر من مناسبة بعدد من الهبات الكريمة التي تجاوزت ملايين الدولارات لصالح المستشفيات الحكومية. كما شكر الاستاذ فادي سنان دولة اليابان ومنطمة UNOPS وجميع المنظمات الدولية لوقوفها الدائم إلى جانب لبنان، خصوصاً في ظل الظروف التي يمر بها حالياً، مشدداً على ضرورة استكمال المشاريع المستدامة كمشاريع الطاقة الشمسية، والتي توفر سنوياً كميات كبيرة من مادة المازوت عن كاهل المستشفيات الحكومية.
وقال سفير اليابان في لبنان السيد تاكيشي أوكوبو أنه "من خلال هذه المساعدة، تهدف اليابان إلى الإستجابة للتهديدات الناشئة، مثل نقص الإمدادات الأساسية، وارتفاع الأسعار، وقبل كل هذا انقطاع التيار الكهربائي، ما يدفع المستشفيات في جميع أنحاء البلاد بشكل خطير إلى الاقتراب من نقطة الانهيار. تعتقد اليابان أن الطاقة المتجددة يمكن أن تعزز قدرة المستشفيات على ردع المخاطر الجسيمة الناشئة عن انقطاع التيار الكهربائي على توفير الخدمات الصحية والطبية. ستبقى الحكومة اليابانية نصيراً قوياً لاعتماد حلول الطاقة المتجددة في جميع أنحاء البلاد، وهي على استعداد لدعم لبنان لتحقيق النمو المستدام".
وختم رئيس اللجنة الصحية النيابية النائب الدكتور بلال عبدالله بكلمة شكر فيها دولة اليابان الصديقة لوقوفها الدائم بجانب لبنان. وأشار إلى "أننا جميعاً في لبنان استخلصنا العبر والدروس من الأزمة الاقتصادية التي يمر بها البلد، وفي مقدمتها ضرورة دعم المستشفيات الحكومية بشكل أكبر من السابق". كما أكد حرصه الكامل على دعم كل التشريعات التي من شأنها تحسين أوضاع موظفي المستشفيات الحكومية من أطباء وممرضين وعاملين، مشيداً بالتضحيات الكبيرة التي قاموا بها قبل وخلال وبعد جائحة كورونا.
يساهم هذا المشروع في توفير الطاقة المستدامة والمعدات الضرورية للمستشفى من أجل تحسين القدرات التشغيلية لتوفير خدمات صحية نوعية وأساسية. وتوفير حل الطاقة المتجددة الذي تم تركيبه حديثاً بإضافة قدرة 384 كيلوواط، الأمر الذي سيوفر على المستشفى أكثر من 160 ألف دولار أميركي سنوياً، وسط الارتفاع الكبير في أسعار الوقود والنقص الخطير في الكهرباء في البلاد، ويضمن إمداد الكهرباء المستدام والمساعدة في تخفيف الاعتماد على مولدات الديزل. علاوة على ذلك، ستساعد إعادة تأهيل قسم التعقيم المركزي في المستشفى المجهز حديثاً بتوفير رعاية صحية متطورة للفئات السكانية الضعيفة التي تحتاج إلى خدمات صحية أساسية. وكانت حكومة اليابان ومكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع في عمان – UNOPS قد قاما بتأمين احتياجات ضرورية أخرى من خلال التبرع بالإمدادات الطبية لوحدة العناية المركزة من أجل ضمان التشغيل المستمر للمستشفى، بالأخص لعلاج مرضى الكورونا.