أشار بنك "عوده" في التقرير الأسبوعي، إلى أنه "على الرغم من الأزمة السياسية غير المسبوقة التي ترزح تحتها البلاد مع إحكام قبضة الفراغ على المستوى الرئاسي، وفي ظل التقاعس المستمر في تطبيق الإصلاحات الملحة والمطلوبة من قبل صندوق النقد الدولي، شهدت الأسواق المالية اللبنانية هذا الأسبوع تحركات هامشية في سعر صرف الدولار في السوق الموازية، بينما سجّلت سوق الأسهم تراجعاً طفيفاً في الأسعار وظلت أسعار سندات اليوروبوندز اللبنانية عند أحد أدنى مستوياتها التاريخية".
في التفاصيل، سجّل سعر صرف الدولار في السوق السوداء تراجعاً هامشياً هذا الأسبوع ليبلغ 94000 ل.ل.-94200 ل.ل. مقابل 97000 ل.ل.-97200 ل.ل. في نهاية الأسبوع الفائت، علماً أنّ سعر الصرف ظل مستقراً في محيط 97000 ل.ل. منذ بداية شهر نيسان 2023 في ظل استمرار الضخ المكثف للدولار النقدي من قبل مصرف لبنان عبر منصة "صيرفة"، إذ بلغ متوسط حجم التداول اليومي عبر المنصة زهاء 87 مليون دولار في نيسان 2023 بالمقارنة مع متوسط حجم يومي بنحو 48 مليون دولار في آذار 2023. أما على صعيد سوق الأسهم، فقد واصلت الأسعار مسلكها التنازلي للأسبوع الثاني على التوالي كما يستدل من خلال تراجع مؤشر الأسعار بنسبة 3.0% نتيجة عمليات جني للأرباح على أسهم "سوليدير" ، بينما زادت أحجام التداول بنسبة 36% أسبوعياً. وفي ما يخص سوق سندات اليوروبوندز، ظلت أسعار سندات الدين الحكومية عند مستوياتها الدنيا حيث بلغت 5.875 سنتاً للدولار الواحد في ظل انسداد الأفق السياسي وغياب النشاط التشريعي لإقرار الإصلاحات ووضع البلاد على سكة التعافي.
الأسواق
في سوق النقد: بلغ معدل الفائدة من يوم إلى يوم في سوق النقد 10% هذا الأسبوع بالمقارنة مع 20% في الأسبوع السابق، كما تراجعت كلفة الكاش بالليرة من 3%-5% إلى 1.5%-2.5%. هذا وقد أظهرت آخر الإحصاءات النقدية الصادرة عن مصرف لبنان للأسبوع المنتهي في 20 نيسان 2023 أنّ الودائع المصرفية المقيمة تقلصت بقيمة 1818 مليار ليرة. ويعزى هذا التقلص إلى انخفاض الودائع المصرفية المقيمة بالعملات الأجنبية بمقدار 1248 مليار ليرة أسبوعياً (أي ما يعادل 83 مليون دولار وفق سعر الصرف الرسمي البالغ 15000 ل.ل.)، كما تراجعت الودائع المصرفية المقيمة بالليرة بمقدار 570 مليار ليرة وسط تراجع في الودائع تحت الطلب بالليرة بقيمة 265 مليار ليرة وتقلص في الودائع الادخارية بالليرة بقيمة 305 مليار ليرة،. في هذا السياق، سجّلت الكتلة النقدية بمفهومها الواسع (م4) تقلصاً أسبوعياً مقداره 2592 مليار ليرة نتيجة انخفاض حجم النقد المتداول بمقدار 416 مليار ليرة في ظل استمرار التدخل الكثيف لمصرف لبنان بائعاً للدولار النقدي عبر منصة "صيرفة".
في سوق سندات الخزينة: أظهرت النتائج الاولية للمناقصات بتاريخ 4 أيار 2023 أن مصرف لبنان سمح للمصارف الاكتتاب بكامل طروحاتها في فئة الستة أشهر (بمردود 4.00%) وفئة السنتين (بمردود 5.00%) وفئة العشر سنوات (بمردود 7.00%). من ناحية أخرى، أظهرت نتائج المناقصات بتاريخ 27 نيسان 2023 اكتتابات بقيمة 423 مليار ليرة، توزعت بين 63 مليار ليرة في فئة الثلاثة أشهر (بمردود 3.50%) و360 مليار ليرة في فئة السنة (بمردود 4.50%). في المقابل، بلغت الاستحقاقات زهاء 271 مليار ليرة، ما أسفر عن فائض اسمي أسبوعي بقيمة 152 مليار ليرة. على المستوى التراكمي، بلغ مجموع الاكتتابات خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام 2023 زهاء 3630 مليار ليرة، اكتتب بها مصرف لبنان بالكامل، بحيث استحوذت فئة السنتين على 28.7% منه، تلتها فئة السنة بنسبة 26.1%، ففئة الستة أشهر بنسبة 25.0%، وفئة الثلاثة أشهر بنسبة 14.7%، وفئة الثلاث سنوات بنسبة 5.5%، بينما نالت بقيمة الاستحقاقات 0.02% من المجموع. في المقابل، ظهرت استحقاقات بقيمة 4213 مليار ليرة، ما أسفر عن عجز اسمي بقيمة 583 مليار ليرة في الأشهر الأربعة الأولى من العام 2023.
في سوق القطع: سجّلت السوق السوداء لتداول العملات تراجعاً هامشياً في سعر صرف الدولار هذا الأسبوع، حيث بلغ 94000 ل.ل.-94200 ل.ل. يوم الجمعة بالمقارنة مع 97000 ل.ل.-97200 ل.ل. في نهاية الأسبوع السابق، في ظل استمرار التدخل المكثّف لمصرف لبنان بائعاً للدولار النقدي عبر منصة "صيرفة". إذ بلغ متوسط حجم التداول اليومي على منصة "صيرفة" هذا الأسبوع زهاء 143.3 مليون دولار بالمقارنة مع متوسط يومي بقيمة 94.9 مليون دولار في الأسبوع السابق. توازياً، خفّض قليلاً مصرف لبنان سعر صرف الدولار عبر المنصة من 86500 ل.ل. في نهاية الأسبوع السابق إلى 86300 ل.ل، ما أدى إلى تقلص الفارق بين سعر صرف الدولار في السوق السوداء وسعر منصة "صيرفة" من 10500 ل.ل. في نهاية الأسبوع السابق إلى زهاء 7800 ل.ل. في نهاية هذا الأسبوع. هذا الأسبوع. من ناحية أخرى، أظهرت ميزانية مصرف لبنان نصف الشهرية الأخيرة المنتهية في 30 نيسان 2023 أن الموجودات الخارجية لدى المركزي تراجعت بقيمة 40 مليون دولار خلال النصف الثاني من الشهر لتبلغ زهاء 14.4 مليار دولار. عليه، تقدّر الاحتياطيات الصافية من النقد الأجنبي لدى مصرف لبنان بأقل من 9.5 مليار دولار حتى نهاية نيسان 2023، وذلك بعد استثناء محفظة مصرف لبنان من سندات اليوروبوندز.
في سوق الأسهم: واصلت سوق الأسهم مسلكها التنازلي للأسبوع الثاني على التوالي، كما يستدل من خلال تراجع مؤشر الأسعار بنسبة 3.0%، وسط عمليات جني للأرباح على أسهم "سوليدير" بعد أن كانت قد راكمت زيادات لافتة في الأسعار نسبتها 46% منذ بداية العام 2023 في ظل مساعي المتعاملين لإضافة أسهم "سوليدير" إلى محافظهم تحوّطاً للأزمات المتزاحمة وللتدهور اللافت في سعر صرف الليرة في السوق السوداء منذ بداية العام ولتجنب أي اقتطاع على رساميلهم. في هذا السياق، انخفضت أسعار أسهم "سوليدير أ" بنسبة 4.1% إلى 85.45 دولار. وأقفلت أسهم "سوليدير ب" على تراجع نسبته 3.6% إلى 85.05 دولار. في المقابل، قفزت أسعار أسهم "هولسيم لبنان" بنسبة 9.5% أسبوعياً إلى 46.08 دولار. وظلت أسعار أسهم "بنك لبنان والمهجر العادية" مستقرة عند 2.55 دولار. وعلى صعيد أحجام التداول، بلغت قيمة التداول الاسمية هذا الأسبوع زهاء 6.0 مليون دولار مقابل 4.4 مليون دولار في الأسبوع السابق، أي بزيادة نسبتها 35.6%. في هذا السياق، يجدر الذكر أن أحجام التداول في بورصة بيروت زادت بنسبة 70.9% سنوياً خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام 2023 لتبلغ 139 مليون دولار، في حين ارتفعت القيمة الترسملية بنسبة 79.5% بين نيسان 2022 ونيسان 2023. عليه، بلغ معدل دوران الأسهم، المحتسب على أساس قيمة التداول السنوي إلى الرسملة السوقية، نسبة قدرها 2.1% في الأشهر الأربعة الأولى من العام 2023، مقابل معدل دوران نسبته 2.2% في الأشهر الأربعة الأولى من العام 2022.
سوق سندات اليوروبوندز: ظلت أسعار سندات اليوروبوندز اللبنانية مستقرة عند ما دون الـ6 سنت للدولار الواحد هذا الأسبوع، حيث بلغت 5.875 سنتاً للدولار الواحد يوم الجمعة، وسط مراوحة في العمل التشريعي وفراغ رئاسي متمادٍ بينما العمل الحكومي مقتصراً على تصريف الأعمال وتناول الأمور الطارئة في جلسات مجلس الوزراء. في هذا السياق، بقيت التوقعات بنسب الاسترداد خجولة. يجدر الذكر أن بنك الاستثمار العالمي Goldman Sachs كان قد توقع في آخر دراسة له حول سندات اليوروبوندز اللبنانية بأنّه في حتى في حال تم التوصل إلى إبرام برنامج شامل مع صندوق النقد الدولي في العام 2023، فإن استدامة الدين تتطلب اقتطاعاً لسندات اليوروبوندز بنحو 80%.