بات اللجوء إلى السياحة الريفيّة متنفَّساً للبنانيين، مقيمين ومغتربين. ففي حين ضاقت السبل باللبناني للترفيه كما كانت الحال "أيام العزّ"، وجد بالسياحة الريفيّة ملاذاً يموّه فيه ويفيد غيره من أبناء موطنه بالمنتج في الأرياف.
في هذا الإطار، تعاونت كلّ من Tourleb و Slow food Beirut ودرب الكرم وJawhar وSnounou وArometric cedars لإقامة رحلة ما يمكن تسميته بـ "سياحة المونة والريف"، وهي جزء من السياحة الداخلية التي يتعرّف الناس من خلالها على المونة عبر عرض طريقة تصنيعها والتجوّل لدى أصحاب الخبرة في المزارع بين المنتجين في الأرياف، وعيش تجربة فريدة في أحضان الطبيعة، تحرّك جزءاً من الاقتصاد المحلّي.
وفيما تحرّك السياحة الداخلية جانياً لا يُستهان به من قطاعات الإنتاج المحلّي، كانت رحلة Follow the scent، مخصَّصة في يومها الأوّل للتعرّف على تصنيع العطور والزيوت من الطبيعة، وفي يومها الثاني لتصنيع المونة.
خلال رحلة من هذه الرحلات، يمكن أن يعتاش من 3 إلى 5 عائلات. ويتحرّك قطاع السياحة الريفية عبر التعاون مثلاً مع بيت من بيوت الضيافة وإقامة نشاطات السياحة الريفية، إلى جانب شراء الزوار من منتجات مختلفة في كلّ محطة أو مكان يتجوّلون ويمرّون فيه.
"النشاط جذب الزائرين اللبنانيين من مقيمين ومغتربين الذين شعروا بحاجتهم إلى الهروب نحو الطبيعة والعودة إلى الجذور، ولوهلة، أحسّوا بأنّهم سافروا خارج لبنان وخنقته"، تقول مديرة وإحدى شركاء وكالة Tourleb للسياحة، ندى روفايل لـ "النهار". وتضيف أنّ الزائرين الذين انضمّوا إلى هذه الرحلة، رغبوا لو "طالت أكثر لمدى تعطّشهم للخروج من الكآبة".
ومن هذه النشاطات، كان تجوّل بين فرن قديم ومزرعة في صغبين ومخمرة، والتعرّف على طريقة تحضير الأطباق والمونة التقليدية من أيدي سيدات ريفيّات، وتصنيع الأجبان والألبان اليدوية وتصنيع البوظة العربية بحليب الماعز، وغداء وعشاء في أماكن ريفية.
وفي اليوم الثاني، كانت المحطة في شمسطار، حيث تعلّم الزائرون قطف الورد لتصنيع ماء الورد والزيوت الأساسية، وحضروا ورشة عمل لتصنيع الزيوت وكيفية استخدامها، وتابعوا في محطة ثقافية تاريخية عن معالم في المنطقة.
وتؤكّد روفايل أنّ هذه النشاطات تضمن استمرارية المؤسسة والمنتجين والعائلات الريفية على حدّ سواء، "فهؤلاء الأشخاص ينتظرون تسليط الضوء عليهم وعلى منتجاتهم في هذه الظروف الصعبة".