يشارك 19 صناعيًّا لبنانيًّا من ضمن الجناح اللبناني في معرض الغذاء الدولي سيال، الذي يقام في العاصمة الفرنسية بين 15 و19 تشرين الأوّل الجاري.
وسيحضر هذا المعرض الى جانب سفير لبنان في فرنسا، كلّ من وزراء الصناعة والاقتصاد والتجارة والزراعة والمدراء العامين لهذه الوزارات، فضلًا عن عدد كبير من الصناعيين والمعنيين بالإنتاج، ومن الخبراء ورجال الأعمال.
وهذه السنة، تولّت جمعية التجارة العادلة في لبنان Fair Trade Lebanon تنظيم الجناح اللبناني في معرض سيال باريس 2022، بالتعاون مع جمعية الصناعيين اللبنانيين/نقابة أصحاب الصناعات الغذائية، ومؤسسة رينيه معوض، و"المعهد العالي للأعمال" في بيروت ESA Business School.
ويندرج هذا الجناح من ضمن برنامج BIEEL المخصّص لدعم الصادرات الغذائية اللبنانية والذي تنفّذه جمعية التجارة العادلة في لبنان بتمويل من "مبادرة الشراكة الأميركيّة الشرق أوسطية للتنمية US MEPI.
ومن المتوقّع أن يزور هذا المعرض ثلاثمئة ألف شخص، وأن تشارك فيه 119 دولة و7200 عارض من عشرات الدول. وقد تحقّقت عمليات تجارية في محطّته الأخيرة عام 2018، قدّرت قيمتها بـ 4 مليارات و480 مليون دولار أميركيّ.
الجدير ذكره أنّ هذا المعرض لم ينظّم عام 2020 بسبب تفشّي فيروس كورونا، ما يفسّر سبب المشاركة الكبيرة فيه هذه السنة، والفرص التي سيمنحها للمشاركين، لجهة الاطّلاع على الابتكارات الجديدة في عالم الغذاء، ومتطلبات الأسواق العالمية، وفرص التعارف وتبادل المعلومات والخبرات بين العدد الكبير من المشاركين، ويوفّر إمكانية عقد اتفاقيات تجارية في التصدير والاستيراد.
رئيس جمعية التجارة العادلة في لبنان سمير عبد الملك قال "انّ تنظيم الجناح اللبناني في معرض سيال في باريس لهذه السنة يأتي في سياق نشاطات الجمعية، منذ تأسيسها سنة 2006، لوضع لبنان على خارطة الدول المنتجة والمصدّرة للصناعات الغذائية".
وأكّد لـ"النهار" أنّ إبراز لبنان كدولة مصنّعة للمنتوجات الغذائية من شأنه أن يعود بالفائدة الكبيرة وطنيًّا عبر زيادة البيع والحصول على مداخيل تعيد شيئًا من التوازن الى ميزان مدفوعاتنا المختلّ اختلالًا كبيرًا، وأن تخلق فرص عمل خاصّة أمام أجيالنا الشابّة لتحقيق طموحاتها وابتكاراتها وأحلامها، وخصوصًا تأمين إمكانية صمودها والبقاء في لبنان بدلًا من "تصديرها" الى الخارج .
وإذ اعتبر أنّ "الأزمات تخلق الفرص"، أشار عبد الملك الى أنّ المجتمع اللبناني يعجّ بالطاقات الشابة المتعطشة لخدمة وطنها على رغم كلّ الظروف الصعبة، ومن مخطّط تيئيسهم وقتل معنوياتهم تمهيدًا إمّا لإخضاعهم أو لتهجيرهم.
وقال "انّنا في لحظة تاريخية لاستعادة الحلم اللبناني في إعادة بناء مؤسسات الدولة اللبنانية، وإعادة التوازن بين كافة قطاعات المجتمع، من القطاع العام الى القطاع الخاص الى كافة طاقات المجتمع، في سبيل العيش بكرامة وحرية وتكافؤ الفرص.
هذا وقد بلغت الصادرات الصناعية عام 2021 نحو مليار و700 مليون دولار، وقد ارتفعت صادرات الصناعات الغذائية من 600 مليون دولار عام 2019 الى 920 مليون دولار عام 2021، وقد تصل الى مليار دولار نهاية العام الجاري، إذا حُلّت المشكلة مع المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين".
رئيس نقابة أصحاب الصناعات الغذائية المهندس منير البساط أوضح أنّ زوّار معرض "سيال" يأتون بحثًا عن فرص العمل والإفادة والاستفادة المهنية المتخصّصة، وهم كثيرون ومن دول كثيرة.
وقال لـ"النهار" انّ الجناح اللبناني يشكّل أوّل اطلالة رسمية منظّمة بعد 3 سنوات وبعد كلّ ما شهده لبنان من أزمات، فكيف إذا كان هذا الجناح شاملًا وإذا كانت لمعظم الشركات المشاركة فيه أسواقها في أوروبا.
واشار الى أن عددًا قليلًا من هذه الشركات يشارك للمرّة الأولى في "سيال"، وهو يتطلّع الى فتح أسواق جديدة في الغرب كذلك في الكثير من الدول.
وأضاف البساط: "المشاركات اللبنانية في المعارض كانت تلقى سابقًا نوعًا من الدعم من المؤسسة العامة لتشجيع الاستثمار (إيدال)، وأحيانًا عبر الوكالة الأميركية للتنمية أو الاتّحاد الأوروبيّ، ومع ذلك كان الصناعيون يتحمّلون جزءًا كبيرًا من تكاليف المشاركة... واليوم تتحمّل جمعية التجارة العادلة Fair Trade نصف كلفة هذه المشاركة من خلال مشاركتها مع US MEPI في مشروع BIEEL لتشجيع الصادرات اللبنانية".
وأوضح أنّ السلع اللبنانية موجودة خاصة في السوبرماركات في أوروبا في الأسواق الإتنيّة Ethnic Market التي لا تبيع المنتجات الوطنية الأوروبية، وأنّ جهود جمعية التجارة العادلة تتركّز خصوصًا من خلال المشاركة في "سيال" على إدخال الإنتاج اللبناني الى المؤسسات التجارية الوطنية في أوروبا، والتي تبيع السلع الوطنية الأوروبية".
ولفت الى أنّه ونتيجة لذلك سيتوافر زيت الزيتون مع البهارات والعسل وسواها من الإنتاج اللبناني جنبًا الى جنب مع السلع الأوروبية والوطنية في هذه المؤسسات التجارية في الدول الأوروبية.
وأكّد البساط أنّ "أولى نقاط القوة في قطاع الصناعات الغذائية تكمن في قدرته على التصدير، حيث أصبح المطبخ اللبناني مطبخًا عالميًّا على غرار المطبخين الفرنسي والإيطالي... ومجرّد فتح مطبخ لبنانيّ في أيّ بلد كان، سينطلق معه عمل الصناعات الغذائيّة".