تستمرّ الزحمة وطوابير الذلّ أمام الأفران في لبنان بحثاً عن ربطة أو ربطتين من الخبز، ممّا يُخلّف إشكالات عدّة بين المواطنين الممتعضين من الأزمة غير المبرّرة، والذين ناشدوا الجهات المعنيّة لأكثر من مرّة التدخّل لمعالجة الأزمة.
في السياق، أفاد مراسل "النهار" بأن "المشهد في أفران "المولان دور" - فرع جعيتا لم يختلف عن باقي الأفران من حيث الإقبال الكثيف، وطوابير الانتظار التي استمرّت لأكثر من ساعة ونصف الساعة".
أمّا في الشمال، فقد أُفيد عن وقوع إشكال بين المواطنين المنتظرين أمام أفران "الريداني" في منطقة البداوي - طرابلس، ممّا أدّى إلى وقوع 3 إصابات، وسط تبادل إطلاق نار.
الأسبوع الماضي، قدّم عضو "اللقاء الديموقراطي" الوزير السابق وائل أبو فاعور إلى النائب العام المالي القاضي علي إبراهيم تقريراً مفصّلاً، يتضمّن تفاصيل وأسماء مافيا الطحين، التي تتعلّق بشبكة تتولّى ما وصفه بالسطو على الطحين المدعوم، وتضمّ بحسب المعلومات المدير العام لمكتب الحبوب والشمندر السكري في وزارة الاقتصاد جرجس برباري، ورئيس دائرة الإنتاج في المديرية حسن حمود، والمسؤول عن توزيع قسائم الطحين محمد الزعتري، فيما أشار التقرير إلى شبهات حول تورّط السيد كريم سلام، شقيق الوزير أمين سلام ومستشاره، في هذه الشبكة.
وبالرغم من تسلّمه تقريراً يتضمن كلّ التفاصيل الخاصّة بما أصبح يُعرف بمافيا الطحين، لم يقدِم القضاء حتى على اتّخاذ أيّ خطوة عمليّة، في وقت علمت "النهار" بأن النيابة العامّة الماليّة مستمرّة في تحقيقاتها.
وفي الأيام الماضية، أحالَ الوزير سلام على النيابةِ العامة المالية إخباراً موثقاً بالأرقامِ والأدلة يظهر ما يصفه "بجشعَ محتكري لقمةِ العيش"، طالباً التحركَ السريعَ لمحاسبتِهم "حتى يكونوا عبرةً لكلِّ من يتجرّأ على الاستثمارِ في وجع اللبنانيين"، وذلك بعد تجاوزاتِ بعضِ أصحابِ الأفران وقيامِهم ببيعِ الطحينِ المدعومِ المخصّصِ للخبزِ العربي في السوقِ السوداء بأثمانٍ مضاعفةٍ، إضافةً إلى إدخالِ محسّناتٍ عليهِ لاستعمالِه في صناعةِ الحلوياتِ والكعكِ والخبز الإفرنجي، بما يدرُّ عليهم أرباحاً مضاعفة، مسجّلينَ بذلك هدراً للمالِ العام.