النهار

كان انهيار بنك "سيليكون فالي" سريعاً وقاسياً، وترك تساؤلات عديدة لارتباط عملياته الوثيق بـ"سيليكون فالي" والشركات الناشئة.

يذكر تقرير نشرته "بلومبرغ" أنّ مجلس الاحتياطي الفيديرالي الأميركي ووزارة الخزانة والمؤسسة الفيديرالية، تحرّكت خوفاً من أن تُصيب العدوى صناعة التكنولوجيا، وللتأمين على الودائع بسرعة، خلال عطلة نهاية الأسبوع، بهدف دعم الثقة بالنظام المصرفيّ الأميركي.

إليك ما نعرفه الآن عن ثاني أكبر فشل لبنك أميركي في التاريخ:

كيف انهار بنك "سيليكون فالي"؟

في 8 آذار، أعلنت الشركة الأم للبنك، SVB Financial Group، أنّها باعت 21 مليار دولار من أوراق محفظتها المالية بخسارة 1.8 مليار دولار، وستبيع 2.25 مليار دولار من الأسهم الجديدة لدعم مواردها المالية، ما أثار الفزع بين أصحاب رؤوس الأموال المغامرين البارزين مثل بيتر ثيل، الذي أمر العملاء بسحب أموالهم من البنك.

بعد يومين فقط، تمّ التخلّي عن الجهود المبذولة لجمع أسهم جديدة أو العثور على مشترٍ، ووُضع SVB تحت الحراسة القضائيّة، ما أدّى إلى إثارة توتّر في القطاع المصرفي.

ماذا يعني للمودعين انهيار SVB؟

مع تعرّض النظام المالي للتدقيق، تعهّدت الولايات المتحدة بتوفير الحماية الكاملة لأموال جميع المودعين في SVB، في محاولة لوقف التدفّقات على المؤسسات المالية الأخرى.

وقالت الحكومة إنّ العملاء سيكونون قادرين على الوصول إلى أموالهم في 13 آذار، وإنّ مسدّدي الضرائب لن يكونوا مسؤولين عن أيّ خسائر متراكمة نتيجة للإجراء.

هل ستنتشر العدوى بين البنوك الأخرى؟

في أعقاب انهيار SVB، تراجعت الأسهم لدى عدد من المقرضين الإقليميين الآخرين، وسط مخاوف من العدوى، فيما حذّر مسؤول كبير في وزارة الخزانة من أنّ البنوك الأخرى كانت في مواقف مماثلة لـSVB.

بالإضافة إلى تعهّده بحماية أموال المودعين، أعلن الاحتياطي الفيدرالي يوم الأحد عن برنامج إقراض طارئ لمنح البنوك التي تعاني من ضغوط نقديّة شروطاً أسهل على القروض القصيرة الأجل.

ماذا حدث لـ "سيلفرغيت" و"سيغنتشر"؟

بينما كان بنك SVB ينهار الأسبوع الماضي، كان بنكان آخران يكافحان من أجل البقاء. كان كلٌّ من Silvergate Capital Corp وSignature Bank ضحيّتين في النهاية لعلاقاتهما مع عالم التشفير.

وأعلنت شركة Silvergate أنّها ستنهي عملياتها، والتصفية، بعدما أدّى انهيار صناعة التشفير (أشعله سقوط FTX) إلى استنفاد القوة المالية للبنك، وتسبّب بتراجع الأسهم. وأغلق المنظّمون Signature في ولاية نيويورك يوم الأحد، بعد تدفّق كبير من الودائع إلى الخارج يوم الجمعة. وسيكون للمودعين هناك نفس الحماية مثل تلك الموجودة في SVB.

ماذا يحدث لـSVB الآن؟

بعدما أصبح هذا الانهيار هو الثاني إثر أكبر انهيار لبنك "واشنطن ميوتشوال"، خلال الأزمة المالية العالمية في عام 2008، طرحت شركة Federal Deposit Insurance Corp أصول SVB للمزاد. وكان من المقرَّر أن ينتهي المزاد يوم الأحد، لكن لم يُعرف بعد ما إن كان هناك أيّ مزايدين.

ماذا سيفعل الاحتياطي الفيدرالي بعد ذلك؟

بعد أقلّ من أسبوع من فتح رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول الباب أمام تسريع وتيرة زيادات أسعار الفائدة، يراهن المستثمرون الآن على أنّ الصدمات التي يتعرّض لها النظام المالي ستُنذر برفع سعر الفائدة أقلّ ممّا كان متوقّعاً، حيث يوازن الاحتياطي الفيدرالي المخاوف بشأن الضغوط المالية مع رغبته في خفض التضخّم.

ما تأثير انهيار SVB في الخارج؟

قد تعطي التأكيدات الحكومية القطاع المصرفي الأميركي بعض المجال للتنفس، لكن الانتباه يتحوّل إلى الساحة العالمية للبنك. وأشارت سلطات المملكة المتحدة إلى أنّها ستقدّم دعماً فورياً للمودعين للسماح للشركات بدفع رواتب موظفيها والوفاء بالتزامات التدفق النقدي، من دون تقديم مزيد من التفاصيل.

وكان المشروع المشترك لـSVB في الصين، SPD Silicon Valley Bank Co، يسعى أيضاً إلى تهدئة العملاء المحليين من خلال تذكيرهم بأن العمليات كانت مستقلّة ومستقرّة.

كيف تفاعلت الأسواق العالمية مع التحركات الأميركية؟

ارتفعت العقود الآجلة للأسهم الأميركية بأكثر من 1 في المئة، وارتفعت سندات الخزانة وسط أنباء تفيد بأنّ الولايات المتحدة ستدعم المودعين والقطاع المصرفي. وبينما انخفض الدولار، تعزّز الين، وارتفع الذهب، إذ سعى المستثمرون إلى الملاذ الآمن من الاضطرابات.