ميشال حلاق
تجدّد الحديث بشأن إعادة الحياة إلى خط أنابيب الغاز لتغذية معمل التوليد الحراريّ في منطقة دير عمار (بين مدينتَي طرابلس والمنية) عبر سوريا، وفق الاتّفاق الذي تمّ مع جمهوريّة مصر العربيّة لإمداد لبنان بالغاز الضروري لإنتاج الطاقة الكهربائيّة.
وكانت محطة الربط الرئيسيّة بين سوريا ولبنان عند نقطة العبودية الحدوديّة قد شهدت في الآونة الأخيرة أعمال صيانة تلتها عمليات تنظيف لخطّ الغاز، واستُقدمت للغاية مضخّتَين كبيرتَين رُبطتا بأنبوب الغاز، وتمّت عملية ضغط الأنبوب بنجاح، وأُعلنت تبعاً لذلك جاهزيّته لاستقبال الغاز المصريّ في أيّ وقت.
يُشار إلى أنّ السلطات اللبنانيّة عملت خلال فترات متلاحقة بالتعاون مع إدارة منشآت نفط طرابلس على إزالة التعدّيات كافّة من حرم مسار الخطّ من العبودية عند الضفّة اللبنانيّة لمجرى النهر الكبير حتى مصفاة النفط في دير عمار - طرابلس، مروراً بسهل عكار.
ويبلغ طول خط أنابيب الغاز "الـ24 إنشاً" 31.5 كيلومتراً ممتدّاً على أعماق متفاوتة تحت الأرض تتراوح بين مترَين و5 أمتار.
وثمّة خطّ ثانٍ هو خطّ الـ"10 إنشات"، وطوله 1500 متر، يمتدّ من مصفاة النفط في البداوي إلى معمل دير عمار الكهربائيّ؛ إلى جانب 16 محطّة ربط صغيرة تمّ تركيبها على طول الخطّ في حال وقوع أيّ عطل تقنيّ.
يبقى السؤال المطروح بإلحاح اليوم، في ظلّ انقطاع دائم للتيار الكهربائيّ، خاصة في محافظة عكار التي تزوّد بالتيار فقط بحدود السّاعتين كلّ 24 ساعة: لماذا لم تعمد وزارة الطاقة التي استعادت ملكيّة محطة التوليد الكهرومائيّة من شركة كهرباء البارد، بعد انتهاء مدّة عقد الاستثمار والتشغيل، إلى البدء بصيانة هذه المحطة وتشغيل التوربينات المعطّلة، وتجهيزها بتوربينات جديدة قادرة على إنتاج ما يزيد عن الـ18ميغاوات يوميّاً، خصوصاً أنّ تكلفة الصيانة وإعادة التجهيز والتكوير وتعزيل البحيرات على سدّ نهر البارد زهيدة، قياساً بالتكاليف التي تُدفع لتأمين الفيول والغاز؟
(محطة الغاز في العبودية).
(محطة التوليد الكهرومائية على مجرى النهر البارد).