النهار

حميّة جال ونظيره العراقيّ في مرفأ بيروت ومطار رفيق الحريري: المرفأ استعاد عافيته
المصدر: "النهار"
حميّة جال ونظيره العراقيّ في مرفأ بيروت ومطار رفيق الحريري: المرفأ استعاد عافيته
وزير الأشغال العامّة والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حميّة.
A+   A-
جال وزير الأشغال العامّة والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حميّة ونظيره العراقيّ رزّاق السعداوي، يرافقه وفد من كبار مسؤولي وزارة النقل العراقية، في أرجاء مرفأ بيروت.

وعقد حميّة والسعداوي اجتماع عمل في مبنى إدارة المرفأ، في حضور الوفد العراقي المرافق ومدير عام المرفأ عمر عيتاني، وأعضاء لجنة الإدارة، أشاد خلاله حميّة بموقف العراق "التاريخي تجاه لبنان- قولاً وفعلاً - وخصوصاً أثناء الأزمات"، مستذكراً "الموقف النبيل للحكومة والشعب العراقي بعيد انفجار الرابع من آب عام 2020".

وقال: "إن مسار التفعيل في مرفأ بيروت الذي بدأناه منذ تسلّمنا المهام الوزارية، أثمر زيادة كبيرة في إيراداته التي ارتفعت من حوالي 450 ألف دولار شهرياً إلى حدود الـ١٥ مليون دولار في وقتنا الحالي، وهي في ازدياد مستمرّ".

أضاف: "كذلك أنجزنا إطاراً قانونياً جديداً لقطاع المرافئ اللبنانية سيعمل على إقراره في مجلس النواب، كقانون إصلاحيّ بامتياز ، وكعنصر جاذب للاستثمار".

وتطرّق إلى "قضية مهمّة جدّاً تتعلّق بما يمكن لمرافئ لبنان، وتحديداً بيروت وطرابلس، أن يشكلا -بفعل موقعهما المتميز على ساحل شرق المتوسط- منفذاً بحريّاً لفرع طريق التنمية الذي سيمتدّ من ميناء الفاو العراقيّ، وصولاً إلى تركيا ومنها إلى أوروبا، بحيث سيكون لبنان جزءاً منه، وذلك من خلال فرعه الذي يمرّ في سوريا وصولاً إلى لبنان".

وقال: "تلقّينا دعوة رسمية من رئيس الوزراء العراقيّ لمشاركة لبنان في مؤتمر يُعقد الأسبوع المقبل في بغداد، حول الدراسات والتصميم والتخطيط لمشروع طريق التنمية المشار إليه".
 
وبعد الاجتماع، قال السعداوي: "زيارتنا إلى مرفأ بيروت اليوم تأتي ضمن إطار الزيارة إلى دولة لبنان الشقيق للاطلاع على تجربته الناجحة في إدارة الموانئ للاستفادة منها، وأيضاً للاطّلاع على مدى الأضرار التي لحقت به نتيجة الانفجار".

أضاف: "لقد أجرينا نقاشات معمّقة مع الجانب اللبنانيّ وسمعنا أخباراً مفرحة عن مرفأ بيروت، وفرحنا كثيراً عندما سمعنا أن نسبة العمل فيه وصلت الآن إلى 70 في المئة، وهي نسبة ممتازة ومشجّعة للاستثمار والدخول في شراكات مع لبنان. لذا أشكر أخي معالي الوزير حميّة لإتاحة الفرصة لنا لزيارة المرفأ والاطّلاع على التجربة اللبنانيّة في إدارة الموانئ".
 
‎بدوره، أكّد حميّة أنّ "مرفأ بيروت استعاد عافيته وأصبح الآن من المرافئ العربية الأساسية كما كان في السابق". وقال: "بالنسبة إلينا وكما شرحنا لمعالي الوزير، نحن على استعداد لاستقطاب شركات استثمارية عراقية للاستثمار في قطاع الموانئ والمرافئ".

أضاف: "لقد ناقشنا مع معالي الوزير السعداوي في إمكانية أن يكون مرفأ بيروت نافذة بحريّة لطريق التنمية الذي أُعلن عنه من بغداد في 27 أيّار الفائت، وهو طريق بطول 1200 كيلومتر عبر الأراضي العراقيّة، ويصل إلى مثلّث في دهوك بين تركيا وسوريا والعراق ويُكمل إلى أوروبا، والطريق الفرعيّ له والذي سيمرّ عبر سوريا إلى لبنان، سيكون محطّة للنقاش مع الجانب العراقيّ بهدف أن يكون مرفآ بيروت وطرابلس نافذة بحرية لهذا الطريق".

وتابع: "زيارة الوفد العراقيّ اليوم إلى مرفأ بيروت تشكّل رسالة ثقة من العراق شعباً وحكومةً به، فضلاً عن كونها رسالة تدلّ على عمق العلاقة الأخويّة بين البلدين، وهي أيضاً رسالة إلى العالم أجمع، مفادها أنّ مرفأ بيروت استعاد نشاطه".

وأردف: "تشير لغة الأرقام إلى أنّه من نيسان 2022 إلى نيسان 2023، زادت حركة نقل الحاويات trans ship بنسبة 76 في المئة، أي أنّه وبمعزل عن إيرادات الخزينة العامّة التي تحدّثنا عنها، عادت الثقة مجدّداً بمرفأ بيروت".
 
 
إلى ذلك، جال حميّة ونظيره العراقي مطار رفيق الحريري الدوليّ في بيروت.

استهلّ حميّة الجولة برفقة مدير عام الطيران المدنيّ فادي الحسن، في مركز تعزيز تدريب أمن المطار cersa حيث اطّلع من القيّمين عليه على النشاطات التي يقوم بها المركز.
 
وشرح رئيس المركز العميد جورج نادر للوفد العراقيّ أهميّة وجود هذا المركز في لبنان وعلى مستوى المنطقة، عارضاً الخدمات التي يقدّمها في مجال التدريب وإقامة الدورات والوسائل المجهّز بها المركز.

وشدّد رئيس مصلحة الملاحة الجويّة كمال ناصر الدين على أهمية هذا المركز لجهة "تأمين السلامة للطائرات والخدمات التي يقدّمها في مجال الطيران".

المحطة الثانية كانت في مركز التدريب التابع لشركة "طيران الشرق الأوسط"، حيث كان في استقبالهم رئيس مجلس الإدارة محمّد الحوت والمشرفون على المركز.

وقدّم الحوت للوفد شرحاً مفصّلاً عن المركز وأقسامه وعمليات التدريب التي تتمّ ضمن أقسامه المختلفة، لافتاً إلى أنّ "المركز مجهّز بأحدث وسائل التدريب وعلى مستوى عالٍ من الكفاءة التي يتمتّع بها الكادر البشريّ. وقد أبدى الوفد العراقي إعجابه بالمركز وما يحتويه من وسائل وتقنيات في عالم الطيران.

وبعد الجولة، قال الوزير العراقيّ: "ضمن زيارة دولة لبنان الشقيقة، زرنا اليوم مركز تدريب أمن المطارات واطّلعنا على هذه التجربة الجيّدة الممتازة لدى جمهورية لبنان، ووجدنا في هذا المركز إمكانات كبيرة وممتازة لتدريب الكوادر المكلّفة بأمن المطارات، وما يمكن الاستفادة منه في هذه التجربة وفي هذا المكان وضمن هذه الإمكانيات من قبل الجانب العراقي".

أضاف: "كذلك زرنا المركز التابع لطيران الشرق الأوسط لتدريب الطيّارين والمضيفين وطواقم الطيران بشكل عامّ، ولاحظنا بصراحة أنّ في هذا المركز إمكانيّات فنية كبيرة جدّاً يمكن أن نستفيد منها كجانب عراقيّ.

وتابع: "كما تطرّقنا مع معالي الوزير ومع السيد مدير شركة طيران الشرق الأوسط الأخ محمّد الحوت إلى كيفية الاستفادة من هذه الإمكانيّات من خلال إبرام عقود بين الجانبين العراقيّ واللبنانيّ ممثّلَين بوزارَتَي النقل لكلا البلدين، بغرض الاستفادة من هذه الإمكانيّات وتأهيل وتدريب الكوادر العراقيّة".

بدوره، رحّب حميّة بوزير النقل العراقيّ والوفد المرافق في مطار رفيق الحريري الدوليّ في بيروت، الذي مرّ عليه ويلات عديدة بفعل الاعتداءات الإسرائيليّة على أرضه".

وقال: "سبق وطرحت الحكومة اللبنانيّة مع الحكومة العراقيّة مبدأ الخدمات اللبنانية مقابل الفيول العراقيّ، وزيارتنا اليوم إلى المطار لإلقاء نظرة من الوفد العراقيّ على نوع الخدمات التي يمكن أن تقدّمها الدولة اللبنانيّة مقابل فيول العراق".

اقرأ في النهار Premium