تستقطب دولة الإمارات المزيد من أصحاب الملايين الروس الذين يتدفّقون إلى دبي والمنطقة ويشترون العقارات، ويؤسّسون شركات أو فروعاً جديدة لعمليّاتهم، وَفق ما أوردت وكالة "بلومبيرغ".
وارتفعت عضوية الفرع المحليّ لمجموعة "أنجلس ديك"، التي يرأسها نيكولاي دينيزوف، بمعدّل 10 أضعاف لتصل إلى 300 شخص منذ الحرب في أوكرانيا. ويقول دينيزوف، الذي وصل إلى دبي في العام 2021، إنّ الأعضاء يبحثون في الأغلب عن استثمارات محتمَلة في الإمارات العربية المتحدة وبالتحديد في دبي.
ويُظهر الاهتمام المتزايد بالمجموعة مدى التدفّق المستمِر للوافدين من روسيا إلى الأعمال التجارية والحياة الماليّة والثقافيّة في الإمارات العربية المتحدة.
ويؤسّس بعض الروس شركات جديدة في دبي، بينما يشتري البعض الآخر عقارات، أو يراهنون على المشاريع، أو ينشئون فروعاً لشركاتهم الموجودة في موسكو.
وإذ توفّر استثماراتهم دفعات ماليّة للبلاد، تقول شركة استشارات الهجرة "هينلي أند بارتنرز" إنّها ستجذب أكبر حصّة من الثروة الخاصّة على مستوى العالم هذا العام.
وعلى عكس الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، لم تفرض الإمارات عقوبات على روسيا بعد بدء الحرب.
كذلك، قرّرت ألكسندرا جيراسيموفا (30 عاماً)، وهي واحدة من مؤسّسي "فيتموستFitmost " المزوِّد التكنولوجييّ الروسيّ لشركات اللياقة البدنية، فتح شركة في الإمارات العربية المتحدة مماثِلة لتلك التي تمتلكها في روسيا، ممّا سمح لها بالنمو حتى بعد اندلاع الحرب.
وانتقل فلاديمير مياسويدوف، مؤسِّس CSIRA Vision البالغ من العمر 36 عاماً، وهو مطوِّر خوارزميّات الذكاء الاصطناعيّ والتعلّم الآلي، إلى دبي في آذار لنقل الشركة التي أطلقها في العام 2021 في موسكو. وفضّل الإمارة على الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي لأنّه كان يخشى من أن تؤدي علاقاته الروسية إلى عقبات قانونية وماليّة هناك.
لا يقتصر الأمر على رواد الأعمال الشباب فقط. فقد قالت مصادر مطّلعة في وقت سابق من هذا العام إنّ شركة إنتاج الفحمSuek ، ومقرّها موسكو، وشركة الأسمدة EuroChem Group AG المسجَّلة في سويسرا، افتتحتا وحدات تجاريّة محليّة في الإمارات العربية المتحدة، بعد أن استقال مؤسّسهما الملياردير الروسي أندريه ميلينشينكو من مجالس إدارات الشركات على خلفيّة عقوبات الاتحاد الأوروبي.
وتتوقع "هينلي أند بارتنرز" أن تستقطب الإمارات العربية المتحدة 4000 مليونير هذا العام، وهو أكبر عدد من المليارديريةّ في دولة واحدة، في حين أنّ روسيا قد تفقد 15000 منهم.
في الإطار، اتّجه البعض إلى إنشاء شركات جديدة تلبّي احتياجات العملاء في أوروبا الشرقية، تتراوح خدماتها من التخطيط الماليّ إلى هيكلة الشركات.
وتسعى الشركات المالية والشركات التجارية التي تخدم زبائنها الروس إلى زيادة وجودها في البلاد، مثل "ليون فاميلي أوفيس"، التي أسّست شركة في الإمارات العربية المتحدة في شهر آذار لخدمة العملاء الروس الأثرياء. وقامت "أسبرينغ كابيتال Aspring Capital" الاستشارية بصفقات الاندماج والاستحواذ والدين ومعاملات سوق رأس المال، بإنشاء مكتب في دبي في الشهر نفسه.
ويمتدّ الحضور الروسي إلى ما وراء الأعمال، حيث بلغ حدّ افتتاح فرع لمدرسة بريماكوف المشهورة بين النخبة في موسكو، في آب الفائت في أبو ظبي.
وفي الوقت نفسه، في مقهى DRVN الشهير المؤلَّف من طابقين في جزيرة "بلووترز"، يعقد روّاد الأعمال من موسكو اجتماعات بانتظام. وفي مقهى "أنجل كايكس" المجاور، يتابع الناس محاضرات باللغة الروسية حول فنّ عصر النهضة. ويُمكن لأيّ شخص يشعر بالحنين إلى الوطن أن يجد بسهولة مكاناً للحصول على حمّام بخار روسيّ تقليديّ.
وحتى قبل الحرب، كانت الإمارات تكتسب زخماً كمركز للثروة، مدعومة بنظامها الضريبي المنخفض، وسجّلت أحد أسرع معدلات التطعيم ضد فيروس كوفيد في العالم إضافة إلى سوق العقار المزدهرة.