أعلنت "مؤسسة كهرباء لبنان" توقّف معملي دير عمار والزهراني عن العمل وانقطاع التغذية الكهربائية عن المشتركين، وأشارت إلى أن "كتاباً ورد إلى المؤسسة بتاريخ 8/8/2023 من مشغّل معملي دير عمار والزهراني شركة PRIMESOUTH، تضمّن إنذاراً بتوقيف هذين المعملين وتسليمهما إلى المؤسسة يوم الجمعة الواقع فيه 11/8/2023 الساعة الخامسة عصراً بسبب عدم قبضه لمستحقاته بالعملة الأجنبية".
ولفتت في بيان إلى أنّ "المشغّل مدّد أجل هذا الإنذار في حينه ليصبح لغاية اليوم الأربعاء الواقع فيه 16/8/2023 الساعة الخامسة عصراً، بعد تلقّيه وعوداً من السلطات المختصّة بمراجعة مصرف لبنان بغية تسديد جزء من هذه المستحقات، ولكن دون جدوى لتاريخه".
وأوضحت "مؤسسة كهرباء لبنان" أنّها "سبق وطلبت، بموجب كتابها رقم 2695 تاريخ 5/7/2023 إلى مصرف لبنان، تحويل مبلغ وقدره 10 ملايين دولار لحساب المشغّل المذكور بموجب عقد تشغيل وصيانة معملي دير عمار والزهراني، وذلك وفقاً للآلية الموضوعة من جانب مصرف لبنان لتحويل إيرادات المؤسسة من جباية فواتير الكهرباء بالليرة اللبنانية (Fresh LBP) إلى دولارات (Fresh Dollars)، ووفق قرار مجلس الوزراء رقم 15 تاريخ 26/5/2023، ولكن لم يتمّ تسديد هذا المبلغ إلى المشغل لتاريخه".
وتابعت في بيانها: "عطفاً على كتب المؤسسة العديدة إلى مصرف لبنان، آخرها الكتاب رقم 3351 تاريخ 16/8/2023، لطلب تحويل هذه الإيرادات من جباية الفواتير إلى دولارات أميركية (Fresh Dollars) وفقاً للآلية المذكورة وقرار مجلس الوزراء المشار إليه، علماً أنّ قيمة هذه الإيرادات تساوي بحسب هذه الآلية /37,252,551/ دولاراً لغاية منتصف نهار 16/8/2023 في حساب مؤسسة كهرباء لبنان المفتوح لدى مصرف لبنان، ولكن لم يتمّ تحويل هذا المبلغ إلى الدولار الأميركي من قبل مصرف لبنان لحساب المؤسسة لتاريخه، ولو جزئياً، ما يحول دون إمكانية تسديد بعض متوجّبات المؤسسة المالية المترتبة بالعملة الأجنبية ويؤثّر بالتالي سلباً على سلامة الاستثمار وحسن سير المرفق العام".
وأضافت: "بالرغم من كتاب مؤسسة كهرباء لبنان الجوابي رقم 3234 تاريخ 10/8/2023 إلى مشغّل معملي دير عمار والزهراني شركة PRIMESOUTH، والذي طلبت بموجبه منه الاستمرار بتشغيل هذين المعملين منعاً من توقّف المرفق العام وللتمكّن من تأمين التغذية بالتيار الكهربائي إلى المشتركين، وبالرغم من الاتّصالات العديدة والمكثّفة التي أجرتها مؤسسة كهرباء لبنان على عدّة صعد مع المراجع المالية والوزارية المعنية في الدولة بهذا الشأن، وبالرغم من توفّر مبلغ ماليّ من إيرادات المؤسسة بالليرة اللبنانية يفوق /2517/ مليار ل.ل. قابلة لتحويلها من قبل مصرف لبنان إلى دولارات أميركية (Fresh Dollars) تفوق الـ/37/ مليون د.أ. وفقاً للآلية المذكورة أعلاه، وقرار مجلس الوزراء المشار إليه، كما تقدّم".
وأشارت المؤسسة إلى أنّ "معملي دير عمار والزهراني هما المعملان الحراريان الوحيدان الموضوعان على الشبكة الكهربائية الوطنية حالياً، في ظلّ الظروف الاستثنائية السائدة في البلاد، حيث يؤمّنان بحدود 550 ميغاواط عليها".
وفي السياق، أعلنت "مؤسسة كهرباء لبنان" أنها تبلّغت صباح هذا اليوم الواقع فيه 16/8/2023 من المشغل المذكور شركة PRIMESOUTH بأنّه، نتيجة عدم تسديد مستحقّاتها المترتّبة بالعملة الأجنبية، ستقوم بتوقيف مجموعات معملي الزهراني ودير عمار عن العمل اعتباراً من الساعة الخامسة من عصر هذا اليوم، وقد باشرت هذه الشركة بالفعل بالإجراءات الآيلة إلى ذلك، وإذ أنّ هذا الوضع، الخارج عن إرادة مؤسسة كهرباء لبنان، من شأنه أن يؤدّي إلى توقّف القدرة الإنتاجية للمؤسسة، وبالتالي انفصال الشبكة الكهربائية كلياً بنتيجة ذلك، وانعدام التغذية بالتيار الكهربائي إلى المشتركين، وضمناً المرافق الأساسية في البلد، دون وصول جهود المؤسسة المكثفة التي بذلتها، لاسيّما خلال الأسبوعين الماضيين، مع مختلف الجهات المعنية للحؤول دون ذلك إلى نتيجة لتاريخه، ستبقي مؤسسة كهرباء لبنان المواطنين على علم بأيّ مستجدات بهذا الخصوص.
أكّدت مصادر في مؤسسة كهرباء لبنان أنّ الشركة المشغّلة لمعملي دير عمار والزهراني "برايم ساوث" ستسلّم معملي الزهراني ودير عمار إلى مؤسسة كهرباء لبنان مساء، بعدما كانت في صدد تسليمهما يوم الجمعة الماضي، ولكنّ الاتّصالات معها أفضت الى تأجيله الى اليوم.
وفيما سيؤدّي تسليم المعملين إلى توقّف تزويد المواطنين في معظم المناطق بالتغذية الكهربائية كلياً، علمت "النهار" أنه كان يفترض تحويل 10 ملايين دولار من أصل 85 مليون دولار مستحقّة للشركة، ولكنّ مصرف لبنان رفض تحويل المبلغ بالدولار كما رفض تسليمهم المبلغ بالليرة اللبنانية حتى لا يصار الى شراء الدولار بالمبلغ، بما يؤدّي الى زعزعة في سوق الصرف.
وتابعت المصادر أنّ ثمّة اتصالات جارية حالياً، إذ هناك خياران، الأوّل تحويل أموال جباية مؤسسة الكهرباء من الليرة الى الدولار عبر شراء مصرف لبنان دولارات من السوق بشكل تدريجيّ لا يؤثّر على السوق، على أن يتمّ تقسيط الأموال لمقدّمي الخدمات بعد الاتفاق مع وزارة المال.
أمّا الخيار الثاني، فيتجلّى في استخدام الدولة جزءاً من الأموال المتبقية من الـ SDR وتقدر بنحو 120 مليون دولار، ولكنّه أمر استبعدته المصادر. وفي كلّ الأحوال، تكشف المصادر أنّ موضوع تأمين الدولارات للكهرباء على طريق المعالجة، إذ ثمّة تعاون بين الحكومة ووزارة المال ومصرف لبنان لإيجاد حلّ لحاجات وزارة الطاقة من دون أيّ تأثير سلبيّ على السوق.
بيد أنّ مصادر مصرف لبنان تؤكّد لـ "النهار" أنّ العمل جار لإيجاد الحلول، والتواصل مفتوح مع المعنيين وخصوصاً حيال إمكانية تقسيط المبلغ، مع عدم إقفال الأبواب أمام استخدام أموال من الـSDR. وأكّدت المصادر ألّا قدرة لمصرف لبنان أن يتحمّل وحيداً تأمين الدولارات لرواتب القطاع العام وحاجات القوى العسكرية والأمنية وأدوية الأمراض المزمنة والمستعصية، إضافة الى ما تطلبه مؤسسة الكهرباء من دولارات. وأشارت الى أنّ ثمة مسؤولية يجب أن تتحمّلها الحكومة باستخدام جزء من أموال الـSDR والتعجيل في الإصلاحات المطلوبة.
وأوضحت مؤسسة كهرباء لبنان في بيان سبب توقّف معملي الزهراني ودير عمار عن العمل، وقالت إنّها سبق وطلبت الى مصرف لبنان تحويل مبلغ 10 ملايين دولار أميركيّة لحساب مشغّل معملي دير عمار والزهراني، ولكن لم يتمّ تسديد هذا المبلغ حتّى تاريخه.