واصل سعر صرف الدولار في السوق السوداء انخفاضه الحادّ مسجّلاً انخفاضاً إضافياً ظهر اليوم، إذ بلغ 27 ألفاً و500 ليرة بيعاً و27 ألفاً و700 شراءً.
وعلى ضوء هذا التراجع، أكّدت مصادر لـ"النهار" صباحاً أنّ وزارة الطاقة تقوم، بتوجيه من الوزير وليد فياض، بتعديل أسعار المحروقات بشكل استثنائيّ اليوم السبت، بعد انخفاض سعر الصرف. وهو ما حدث بالفعل، إذ بلغ سعر المازوت 640 ألف ليرة (- 122 ألفاً) والغاز 398 ألف ليرة (- 73 ألفاً).
وفي ظلّ انفلات سعر الصرف، وفي إجراء يهدف إلى ضخّ دولارات في السوق، وفق ما تؤكد مصادر مصرفية، بادر مصرف لبنان أخيراً إلى إصدار بيان استند فيه إلى التعميم 161 ومفاعيله، وإلى البندين 75 و83 من قانون النقد والتسليف، طالباً من حاملي الليرة اللبنانية من مواطنين ومؤسسات ويريدون تحويلها إلى الدولار، التقدّم بالطلبات إلى المصارف اللبنانية ابتداءً من يوم الإثنين المقبل، وذلك على سعر منصّة صيرفة، على أن تتمّ تلبية هذه الطلبات كاملةً في غضون 24 ساعة.
ولاحقاً، أصدر مصرف لبنان بياناً ثانياً، وفيه أن "على المصارف اللبنانية ابتداءً من يوم الإثنين المقبل ولمدة ثلاثة أيام متتالية أن تبقي على فروعها وصناديقها مفتوحة يومياً حتى الساعة السادسة مساءً لتلبية طلبات المواطنين من شراء الدولارات على سعر (صيرفة) لمن سلم الليرات اللبنانية كما دفع معاشات الموظفين في القطاع العام بالدولار أيضًا على سعر (صيرفة)".
وعلى ضوء التعميمَين، شهد الدولار مساراً انخفاضياً بشكل مثير للسخرية يفضح الألاعيب وراء ارتفاع سعر الصرف في السوق السوداء، فسجّل في آخر سيناريواته 32 ألف ليرة. وتزامناً، شهدت محال الصيرفة تهافتاً كبيراً للناس، بعد أن كان الدولار قد سجل أمس 37 ألفاً و600 ليرة لبنانية بيعاً للصراف، و37 ألفاً و800 ليرة لبنانية شراء للدولار الواحد.
يذكر أنّه قبل الانتخابات بفترة قصيرة، استقر سعر صرف الدولار على 22 ألف ليرة، في ظلّ تفاهم سياسيّ معلوم وغير مُعلن بين ثلاثية الحكم والحكومة ومصرف لبنان قضى بتمرير الانتخابات النيابية من دون خضّات احتجاجية واختلالات أمنية قد تحصل في حال استمر سعر الصرف بالارتفاع.
وبعد انتهاء الاستحقاق الانتخابيّ، عاد الدولار ينشط صعوداً، تماماً كما توقّع الخبراء والمراقبون، وتفلّت من قبضة منصة "صيرفة" التي تراجع أداؤها وانحسر تمويلها، فيما باتت المصارف تقنّن السحوبات لعملائها بالدولار، ممّا أربك السوق وأوجد هلعاً بين الناس ليحصد الدولار ارتفاعاً يناهز الـ35 في المئة خلال الأسبوعين الأخيرين.
"ارتفاع طبيعيّ"
في تحليل التراجع الحادّ لليرة اللبنانيّة أمام الدولار في الأيام الماضية، اعتبرت الخبيرة في المجال النقديّ الدكتورة ليال منصور أنّ "ارتفاع الدولار طبيعيّ بعد انتهاء الانتخابات النيابية، لأنّ تدخّل مصرف لبنان في السوق كان قد تراجع، والمستوى الذي تراجع إليه الدولار حينها ليس المستوى الحقيقي له".
وأشارت منصور إلى أنّه "بعد كلّ استقرار طويل للدولار، يعود ويحلّق بشكل متسارع، لكنّه سرعان ما يتراجع قليلاً ويعود إلى الارتفاع بشكل بطيء".
تجدر الإشارة إلى أنّ حجم التداول على منصة "صيرفة" بلغ أمس 42 مليون دولار أميركيّ، بمعدّل 24 ألفاً و600 ليرة لبنانية للدولار الواحد، وفق أسعار صرف العمليات التي نُفذت من قِبل المصارف ومؤسسات الصرافة على المنصة.