بعد نحو ثلاثة أعوام صعبة مرّت على عالم الطيران بعد جائحة Covid-19، ورغم الفوضى المستمرة في طيّاته حتى الآن وارتفاع أكلاف السفر، تعافت صناعة الطيران ببطء وتقدّمت في ما يتعلّق بالطيران الأكثر استدامة بيئياً. في هذا الإطار، نشرت CNN تقريراً فنّدت فيه التقلّبات التي شهدها عالم صناعة الطيران في العام 2022.
- تخفيف قيود Covid-19 وخلع الأقنعة
بدأنا العام مع الأقنعة بحزم. بدأ تخفيف القيود في آذار ونيسان، وكانت أوروبا في طليعة من اعتمدوا هذا المسار. وكانت آسيا الأبطأ في إعادة فتح أبواب السياحة، لكن الآن، حتى هونغ كونغ وتايوان واليابان، تفتح أبوابها. وقامت الصين بكسر مفاجئ لاستراتيجيّتها Zero Covid هذا الشهر.
- العودة إلى السفر شكّلت مشكلة
تجلّت فوضى السفر بالتأخيرات، الإلغاء، الطوابير الطويلة، الإضرابات، رحلات جوية أقل، وأسعار أعلى. واستمرّت هذه الفوضى من الصيف إلى الشتاء مع استمرار نقص الموظفين بعد الوباء ومشاكل البنية التحتية. ولم تعد الرحلات الجوية والمقاعد في الولايات المتحدة وأماكن أخرى إلى مستويات ما قبل الوباء، ممّا يعني أنّ ارتفاع الطلب لا يزال يرفع الأسعار.
- أحد أكثر مطارات العالم ازدحاماً يطلب من شركات الطيران التوقّف عن بيع التذاكر
في تموز
حدّد مطار لندن "هيثرو" حركة نقل الركاب بـ100000 رحلة في اليوم. وخلال الفوضى التي دارت في ذلك الشهر والتي أطلق عليها اسم "airmageddon"، تعاملت "دلتا إيرلاينز" مع أزمة استلام الأمتعة من خلال قيادة طائرة محمَّلة بـ 1000 حقيبة مفقودة وبدون ركاب من مطار "هيثرو" إلى مركزها في "ديترويت".
- حاولت بعض شركات الطيران قطع الزوايا
أثار الرئيس التنفيذي لشركة الطيران الأوروبية منخفضة التكلفة "Wizz Air" انتقادات، بعدما أعلم الموظفين بوجوب تقليص إجازاتهم. وفي الولايات المتحدة، رفضت إدارة الطيران الفيدرالية الاقتراح المثير للجدل الذي قدّمته شركة الخطوط الجوية الإقليمية "ريبابليك إيروايز" لتقليل الساعات التي تستغرقها لتصبح مساعداً للطيار.
- ارتفاع نسبة استياء الركاب
في حلول شهر آب، ارتفعت شكاوى ركاب شركات الطيران في الولايات المتحدة بنسبة 320 في المئة مقارنة بأرقام ما قبل الوباء. وفي حلول تشرين الثاني، دفعت شركات الطيران الأميركية أكثر من 600 مليار دولار من المبالغ المسترَدّة للمسافرين مقابل الرحلات الملغاة أو المتغيّرة منذ بداية جائحة Covid-19. وقد تضرّر المسافرون ذوو الإعاقة بشدّة من الثغرات في الخدمة، بحيث وصفوا معالجة هذه المشاكل في كثير من الأحيان بـ"غير مقبولة".
- مضيفات يسئن السلوك
وصلت الفوضى إلى تصاعد التوترات خلال الرحلات وزيادة حوادث الركاب العنيفة. وكانت مضيفات الطيران على خطّ المواجهة في وضع "غير مستدام ومخزٍ".
- فقدان منطقة آسيا والمحيط الهادئ لقبها كأكبر سوق للسفر في العالم
قبل أن تغيّر Covid مشهد السفر، شكّلت حركة النقل الجوي في آسيا والمحيط الهادئ أكثر من ثلث جميع رحلات الركاب العالمية في حلول تشرين الأول 2022، وظلّ الطيران في المنطقة متراجعاً بنسبة 45 في المئة. وفي أيار، ذكرت شبكة CNN كيف استحوذت شركات بيع تذاكر الطيران على السوق الصينية المقيَّدة بشدّة.
- هونغ كونغ تنقل الكلاب في طائرات خاصة وتمنح تذاكر الطيران مجاناً
في العالم المغلَق في كانون الثاني 2022، كان أصحاب الحيوانات الأليفة اليائسون في هونغ كونغ يلجأون إلى استئجار طائرات خاصة لكلابهم وقططهم عند الانتقال خارج المدينة. وبعد أن واجهوا بعضاً من أقسى قيود السفر في العالم لأكثر من عامين، أكّدت هونغ كونغ في تشرين الأول 2022 تخفيف خططها للتخلّي عن نصف مليون تذكرة طيران، في محاولة لتعزيز السياحة.
- أغلقت الحرب في أوكرانيا المجال الجوّي
أدّت الحرب في أوكرانيا إلى إغلاق المجال الجوّي على كلّ من روسيا وأوكرانيا، وإلى فرض عقوبات على شركات الطيران الروسية (وكذلك عقوبات انتقامية من قِبل روسيا). كما أدّى الصراع إلى ارتفاع أسعار وقود الطائرات في آذار. وتمّ تدمير أكبر طائرة تجارية في العالم، أنتونوف AN-225، من قِبل القوات الروسية في قاعدتها في أوكرانيا، في وقت مبكر من الحرب. لكن هناك خططاً الآن لإعادة بنائها.
- سنة أخرى من الطقس القاسي
يعتقد الخبراء أنّ أزمة المناخ قد تعني أشدّ أنواع الاضطراب حدّة ومفاجأة، وهو "اضطراب الهواء الصافي" الذي سيزداد في العقود المقبِلة. وتشمل حوادث الاضطرابات الخطيرة الأخيرة إصابة عشرات الأشخاص على متن طائرة تابعة لشركة طيران "هاواي" في كانون الأول، وإصابة 18 شخصاً بجروح على متن رحلة تابعة لشركة "يونايتد إيرلاينز" في اليوم التالي.
- موجات الحرّ لها تداعيات على السفر الجوّي أيضاً
شهدت أوروبا والولايات المتحدة وآسيا موجات حرّ شديدة هذا الصيف. وفي أحد الحوادث، تمّ تعليق الرحلات الجوية في أحد مطارات لندن، بعد أن تضرّر مدرج بسبب درجات الحرارة المرتفعة. ويمكن للحرارة الشديدة أيضاً أن تجعل إقلاع الطائرات أكثر صعوبة، خصوصاً في المطارات المرتفعة.
- طائرة "إيرباص A380" تعود بعد الوباء
لم تعد طائرة "إيرباص A380"، أكبر طائرة ركاب في العالم، قيد الإنتاج، لكنّها عادت بعد أن توقّفت خلال ذروة الوباء. وقال تيم كلارك، رئيس طيران الإمارات -أكبر عميل لطائرة A380 لشبكة CNN إنّه يريد أن تبني شركة "إيرباص" طائرة أخرى على نفس النطاق الضخم.
- خرجت آخر طائرة "بوينغ 747 " من خطّ الإنتاج
بعد مرور أكثر من 50 عاماً على إطلاق الطائرة العملاقة المعروفة باسم "ملكة السماء"، خرجت آخر طائرة "بوينغ 747" من خطّ الإنتاج في كانون الأول 2023، قبل تسليمها لشركة الطيران الأميركية "أطلس إير" في أوائل العام المقبل. وتُعدّ نجمة "بوينغ" الجديدة طائرة "بوينغ 777 إكس" القادمة، والتي توصف بأنّها "أكبر طائرة نفاثة ثنائية المحرّك وأكثرها كفاءة في العالم".
- مزيد من كاسري الأرقام القياسية لمسافات طويلة
في آذار، أطلقت شركة طيران "نيوزيلندا" أول رحلاتها المباشرة (في 17 ساعة) بين أوكلاند ومدينة نيويورك. وبعد فترة وجيزة، أطلقت "كانتاس" رحلة مباشرة بطول مماثل بين ملبورن ودالاس. وفي آيار، طلبت "كانتاس" 12 طائرة من طراز " A350-1000" تأمل في استخدامها في رحلاتها التي يُحتمل أن تحطّم الرقم القياسي لمدة 20 ساعة، والتي يمكن أن تربط أستراليا بنيويورك ولندن.
- خطّطت الخطوط الجوية لمسارات طموحة عبر المحيط الأطلسي
الخطوط الجوية الجديدة FlyAtlantic تنضمّ إلى Norse Atlantic Airways في مهمتها لإعادة الرحلات الجوية عبر المحيط الأطلسي ذات الميزانية المحدودة، على الرغم من كونها سوقاً صعبة للغاية لتحقيق الأرباح. وأعلنت JetBlue أنّها ستوسّع عروض الأسعار المنخفضة عبر المحيط الأطلسي في عام 2023، من خلال تقديم رحلات جوية من نيويورك وبوسطن إلى باريس، بالإضافة إلى خدمتها الحالية في لندن.
- عودة أسرع من الصوت
استمرّ السباق على خلافة طائرة "كونكورد". ففي تموز، أصبحت طائرة Global 8000 قيد التطوير من "بومباردييه"، أسرع طائرة ركاب في العالم، تفوق سرعة الصوت في الاختبارات. وفي آب، وافقت شركة الخطوط الجوية الأميركية على شراء أسطول من 20 طائرة Mach 1.7 من Boom Supersonic، لكنّ الطائرة الطموحة لم تكمل بعد رحلة تجريبية. وتواصل "ناسا" العمل على طائرتها "الهادئة" الأسرع من الصوت X-59.
- بلوغ عدد قليل من معالم الطاقة الخضراء
في آذار، أكملت طائرة "إيرباصA380 " رحلة تعمل بزيت الطهي ودهون النفايات. هذا البديل الأخضر المعروف باسم وقود الطيران المستدام (SAF)، هو الأمل الكبير لشركات الطيران في الحدّ من انبعاثات الكربون، لكنّها لا تزال غير مستخدَمة على نطاق واسع. وتعمل "إيرباص" الآن أيضاً على محرّك خلية وقود يعمل بالهيدروجين، والذي سيتمّ اختباره مرّة أخرى على طائرة A380 العملاقة.
- تطوير طائرات تجريبية جديدة
اقتربت طائرة "سولار إمبلس 2"، وهي طائرة تعمل بالطاقة الشمسية وقادرة على البقاء في الهواء لأشهر متتالية، من الإنتاج بعد شرائها من قِبل شركة أميركية إسبانية ناشئة. كما قامت شركة الطيران الإسبانية Air Nostrum، بمغامرة على نماذج طيران أقلّ ضرراً بالبيئة من خلال طلب أسطول من 10 مناطيد هجينة من حيث مصادر الطاقة. وفي أيلول، قامت "أليس"، أول طائرة ركاب كهربائية بالكامل، برحلتها الأولى في واشنطن.
- شهدت بعض المطارات الرئيسية توسّعاً
في الولايات المتحدة، تقدّم العمل على تجديد 8.5 مليارات دولار لمطار "شيكاغو أوهير"، أحد أكثر المطارات ازدحاماً في العالم، وافتتح مطار "نيويورك لاغوارديا"، محطة جديدة فاخرة لخطوط دلتا الجوية بقيمة 4 مليارات دولار. وفي سنغافورة، تمّ الكشف عن تفاصيل جديدة لمبنى الركاب رقم 5. وفي مطار شانغي، حامل لقب "أفضل مطار في العالم"، من المقرَّر أن يتضاعف حجمه.
- ابتكارات في المقصورات... بعضها أكثر عمليّة من الأخرى
في نيسان، كانت CNN Travel أول مَن جرّب نموذجاً أولياً جديداً مثيراً للجدل لمقعد طائرة من طابقين. في تموز، أعلنت شركة "Air New Zealand" عن مفهوم "Skynest"، وهي مساحات نوم كاملة الطول في الطائرة، متاحة لركاب الدرجة الاقتصادية. وفي أيلول، كشفت شركة الخطوط الجوية الأميركية عن أجنحة متميّزة جديدة بأبواب للخصوصيّة.
- هبوط راكب عديم الخبرة بالطائرة
في أيار، هبط راكب عديم الخبرة في الطيران على طائرة من طراز "سيسنا 208" ذات محرِّك واحد في مطار فلوريدا، بعد أن عجز الطيار عن الهبوط. وفي تموز، أُجبر طيار على الهبوط بطائرته الصغيرة على طريق سريع مزدحِم في ولاية نورث كارولينا، بعد أن فشل محرِّكه ثلاث مرات.
- اكتشاف الطائرات هواية الإنترنت الجديدة
في شباط، أصبح مراقِب طائرة بريطانيّ يُدعى جيري داير، بطلاً قوميّاً، بحيث تابع أكثر من 200000 شخص مشاهدة هبوط طائرة صعب على بثّه المباشر على YouTube، من مطار "هيثرو" خلال عاصفة Eunice. وكان لافتاً هذا العام أيضاً خدمة تتبّع الرحلات FlightRadar 24، التي شهدت أرقاماً قياسية لموقعها على الإنترنت خلال أحداث مثل نقل نعش الملكة إليزابيث بواسطة طائرة تابعة لسلاح الجوّ الملكيّ البريطانيّ.