النهار

التغيّر المناخي قد يكلّفك مبالغ كبيرة
المصدر: "النهار"
التغيّر المناخي قد يكلّفك مبالغ كبيرة
تعبيرية.
A+   A-

وُصف تغيّر المناخ بأنه قنبلة موقوتة، تمتدّ تهديداتها إلى ما هو أبعد من النظم البيئية والتنوّع البيولوجي لتشمل تأثيرات مالية كبيرة على الأسر والاقتصاد الأميركي. وهذه التكاليف المالية هي إلى حدّ كبير نتيجة للأحداث المناخية القاسية.

وقد أصدر البيت الأبيض تقريراً الأسبوع الماضي، محذّراً من أنّ موجات الحر والأمطار الغزيرة والجفاف والأعاصير والفيضانات وحرائق الغابات "أصبحت أكثر تواتراً و/أو شدة"، مع "سلسلة من التأثيرات" في جميع مناطق الولايات المتحدة.

 

وفي حوار مع CNBC، يورد الزميل المشارك في برنامج المناخ والمجتمعات في المعهد الحضري أندرو رومباخ أنّه "بمرور الوقت، كل زيادة تدريجية في تغير المناخ ستؤدي إلى زيادة التكلفة الاقتصادية شيئاً فشيئاً".

وقال مضيف البودكاست "Unsung Science" ومؤلف كتاب "كيفية الاستعداد لتغيّر المناخ"، ديفيد بوج لـCNBC، إنّ "تأثيرات تغيّر المناخ يمكن أن تكون غريبة ولا يمكن التنبؤ بها".

 

وتكلّف الكوارث المرتبطة بالطقس، الولايات المتحدة، ما لا يقلّ عن 150 مليار دولار سنوياً، وفقاً لتقرير البيت الأبيض. وتشهد الولايات المتحدة الآن كارثة بقيمة مليار دولار كل ثلاثة أسابيع في المتوسط، فيما يشير التقرير إلى أنّ ذلك كان يحدث كل أربعة أشهر خلال الثمانينيات.

وقال تقرير البيت الأبيض إن كل درجة إضافية من الاحتباس الحراري تترجم إلى "عواقب سلبية متزايدة". على سبيل المثال، من المتوقع أن يؤدّي ارتفاع درجة الحرارة بمقدار درجتين فهرنهايت إلى أكثر من ضعف الضرر الاقتصادي الناجم عن ارتفاع درجة الحرارة بمقدار درجة واحدة فهرنهايت.

على سبيل المثال، أبلغ أكثر من 3 ملايين بالغ أميركي عن نزوحهم من منازلهم بسبب حدث مناخي شديد خلال العام الماضي فقط، حسبما قال رومباخ، نقلاً عن بيانات من مسح نبض الأسرة الذي أجراه مكتب الإحصاء الأميركي.

بمعنى آخر، نزح واحد من كل 70 بالغاً بسبب أحداث مثل الأعاصير والفيضانات والحرائق، وفقاً لتقرير المعهد الحضري. وظلّ الكثير منهم بعيدين عن منازلهم لمدة أقل من شهر، وآخرون ظلوا بعيدين لمدة ستة أشهر على الأقل.

وقال رومباخ، حتى في حالة عدم وجود أضرار في الممتلكات، فإنّ الإخلاء يؤدي إلى تكاليف النقل، وتكاليف الفندق، والوقت بعيداً عن العمل، ممّا قد يعطّل الأجور ومزايا مكان العمل، و"كل هذه التكاليف تتراكم بالفعل".

 

علاوة على ذلك، في مقابل كل "يوم حار" إضافي سنوياً، وخاصة في الدول الغربية، يزيد انتشار الإصابات في مكان العمل بنسبة 5 في المئة إلى 15 في المئة، حسبما قال رومباخ. وقال إنّ هناك أيضاً 10000 دولار كتكاليف إضافية لغرفة الطوارئ لكل 100000 شخص، خاصة بين كبار السن.

 

ويقول الخبراء إنّ انخفاض الإنتاج الزراعي قد يؤدّي إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية، كما أنّ الأضرار الكبرى في الممتلكات من المرجَّح أن تؤدّي إلى ارتفاع أسعار التأمين.

قد يسمع الأميركيون في كثير من الأحيان عن طرق لتقليل بصمتهم الكربونية. لكن هناك أيضاً خطوات يمكنهم اتخاذها للاستعداد للآثار المتفاقمة لتغيّر المناخ.

وقال بوج: "لقد كانت الحكومات والشركات تتكيّف منذ فترة طويلة، لهذا السبب بنت جدراناً بحرية، و"ستاربكس" تجد جبالاً جديدة لزراعة القهوة عليها. وأول شيء يجب فعله، هو النظر إلى بوليصة التأمين على أصحاب المنازل أو المستأجرين. فمن المحتمل أنك اشتريتها منذ سنوات، محاولاً جعلها رخيصة قدر الإمكان. لكن الأمور تغيّرت، وأعتقد أنّ الكثير من الناس أصيبوا بالذهول عندما اكتشفوا أنّ التأمين على أصحاب المنازل لا يغطي الفيضانات. هذا لا يحدث".

وأضاف رومباخ أنه يمكن لمشتري المنازل المحتملين الرجوع إلى الأدوات اللازمة لاختيار المنازل في المناطق ذات المخاطر المناخية المنخفضة. على سبيل المثال، تقدّم شركة Redfin تقييمات لمخاطر المناخ على أساس الجغرافيا.

وقال بوج إن هناك أيضاً طرقاً محتملة للمستثمرين لتعزيز محافظهم الاستثمارية وإحداث تأثير إيجابي على البيئة. ودعم صناعة أو شركة "خضراء" هو "مساعدة للجميع". وأفضل نهج لن يكون الاستثمار على نطاق واسع في شركات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، على سبيل المثال، فهذه السلع تصبح أرخص باستمرار.

 

وقال بوج إنه بدلاً من ذلك، قد يشمل ذلك الاستثمار في شركات المرافق التي تحصل على كل احتياجاتها من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة. وأضاف أنّ 38 ولاية لديها الآن تفويضات بشأن الحصول على قدر معيّن من الطاقة المتجددة.

وقال إنّ الاستثمار في ثورة السيارات الكهربائية قد يشمل الشراء في الشركات التي تنتج بطاريات السيارات الكهربائية أو تلك التي تقوم بتعدين الليثيوم، وهو مكوِّن رئيسي في بطاريات السيارات الكهربائية، على سبيل المثال.

 

اقرأ في النهار Premium