موسم الأعياد في الولايات المتحدة (أ ف ب).
بيّنت معطيات أولية أنّ المبيعات خلال فترة الأعياد في الولايات المتحدة هذه السنة ارتفعت بنسبة 3,1 في المئة، في زيادة قوية ولكنها بسيطة تعكس الآراء المتباينة السائدة إزاء وضع الاقتصاد.
وكشفت البيانات التي جمعتها شركة "Mastercard SpendingPulse"، ونُشرت اليوم، أنّ الملابس والمطاعم كانت من المجالات التي ازداد فيها الإنفاق بين الأول من تشرين الثاني والرابع والعشرين من كانون الأول، في حين شهدت المنتجات الإلكترونية والمجوهرات انخفاضاً.
وأتت هذه المعطيات حول المبيعات خلال فترة الأعياد في الولايات المتحدة موافقة لتوقّعات الاتحاد الوطني لمبيعات التجزئة الذي تطرّق في تقاريره إلى مستهلكين متحمّسين من جرّاء متانة سوق العمل لكن متأثرين بفترة طويلة من التضخّم وتداعيات نسب فوائد مرتفعة.
ويُعدّ الارتفاع في مبيعات الأعياد هذه السنة أدنى من ذاك المسجّل سنة 2022 بنسبة 5,3 في المئة وأكثر انخفاضاً بكثير من ذاك الذي شهده عام 2021 بواقع 14,1 في المئة، وفق أرقام الاتحاد الوطني للمبيعات.
وقالت ميشال ماير كبيرة علماء الاقتصاد في معهد "Mastercard Economics Institute" إنّ "المستهلك كان حاضراً في موسم الأعياد هذا وأنفق على نحو مدروس".
وأردفت أنّ "الظروف الاقتصادية ما زالت مؤاتية مع سوق متينة لاستحداث فرص العمل وضغوطات تضخمية متراخية، الأمر الذي يدفع المستهلكين للسعي إلى السلع والتجارب التي يولونها الاهتمام الأكبر".
ولم تُكيَّف بيانات مجموعة "ماستركارد" مع هامش التضخّم الذي قدّرته وزارة التجارة الأميركية بنسبة 2,6 في المئة لشهر تشرين الثاني 2023 مقارنة بالفترة عينها من 2022.
ويُشكّل هذا الارتفاع في المبيعات "على متانته وتيرة متواضعة نسبيا للنموّ"، وفق ما قال المحلّل نيل سوندرز من "GlobalData".
واعتبر في رسالة موجّهة إلى وكالة "فرانس برس" أنّه "لا شكّ في أن النموّ موجود إذا ما أخذنا التضخّم في الحسبان لكنه أدنى بكثير من الرقم الرئيسي"، مؤكدا أنه بالرغم من كلّ العوامل، "يبقى هذا النموّ بمثابة إنجاز حقّقه المستهلكون".