القدس – "النهار"
حذّر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال لقاء مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت من أن نزاعاً جديداً بين إسرائيل و"حزب الله" من شأنه أن يُشعل حرباً إقليمية، داعياً إلى حلّ دبلوماسي.
وقال أوستن: "يمكن بسهولة أن تتحول حرب جديدة بين إسرائيل وحزب الله إلى حرب إقليمية مع عواقب وخيمة على الشرق الأوسط"، مضيفاً أن "الدبلوماسية هي أفضل وسيلة لمنع مزيد من التصعيد".
وفي مستهلّ الاجتماع، قال غالانت: "نعمل معاً بشكل وثيق للتوصل إلى اتفاق لكن علينا أيضاً مناقشة الاستعداد لكل السيناريوهات المحتملة". وفي ظل التوتر الذي أثارته اتهامات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن بتأخير شحنات الأسلحة، أكد "أننا لن ننسى وقفة واشنطن معنا منذ اليوم الأول لهجوم السابع من أكتوبر". وأضاف: "نحن عند مفترق طرق، وأنا هنا في واشنطن لبحث أهدافنا المشتركة مع الولايات المتحدة"، و"نحن عازمون على إرساء الأمن وتغيير الواقع على الأرض والوقت ينفد منا".
وتفاقم التوتر في الشرق الأوسط على وقع الحرب التي اندلعت في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) في قطاع غزة، إذ يتبادل "حزب الله"، حليف "حماس"، وإسرائيل القصف عبر الحدود بشكل شبه يومي.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الأسبوع الماضي "المصادقة على خطط عملياتية لهجوم في لبنان".
وحذّر الأمين العام للحزب حسن نصرالله في اليوم التالي من أنّ أيّ مكان في إسرائيل "لن يكون بمنأى" عن صواريخ حزبه في حال اندلاع حرب.
ويزور غالانت واشنطن بعد أسبوع من التوتر بين الولايات المتحدة وإسرائيل، على خلفية انتقادات وجهها نتنياهو بشأن التأخير في وصول الأسلحة الأميركية.
ومن جهته، حذر رئيس المعسكر الوطني بيني غانتس من أن ثمن الحرب المقبلة مع لبنان سيكون ثقيلاً في إسرائيل، و"علينا التجهز لاستهداف بنيتنا التحتية ولمصابين كثر".
وفي ظل تحذيرات من تدخل إيراني في حال اندلاع حرب واسعة بين إسرائيل و"حزب الله"، قال إن "علينا إنشاء تحالف إقليمي ودولي لمواجهة إيران وأمامنا فرصة كبيرة للتطبيع مع السعودية ودول أخرى".
في غضون ذلك، حذر مسؤولان كبيران في الأمم المتحدة إسرائيل من أنهما سيعلقان عمليات الإغاثة في أنحاء غزة ما لم يتم اتخاذ خطوات عاجلة لتوفير حماية أفضل للعاملين في المجال الإنساني.
وقال المسؤولان إن رسالة وجهتها الأمم المتحدة إلى مسؤولين إسرائيليين كبار هذا الشهر قالت إن على إسرائيل أن توفر لموظفي الأمم المتحدة اتصالات مباشرة مع القوات الإسرائيلية على الأرض في غزة، من بين خطوات أخرى.
وحتى الآن، تقول الأمم المتحدة إنه لم يتم اتخاذ قرار نهائي بشأن تعليق العمليات في أنحاء غزة، وأن المحادثات مع الإسرائيليين مستمرة.
ولم يرد المسؤولون العسكريون الإسرائيليون على الفور على طلب للتعليق.
واعترفت إسرائيل ببعض الضربات العسكرية على العاملين في المجال الإنساني، بما في ذلك هجوم نيسان (أبريل) الذي أدى إلى مقتل سبعة عمال في "وورلد سنترال كيتشن"، ونفت مزاعم آخرين.
وبسبب مخاوف أمنية، قام برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بالفعل بتعليق تسليم المساعدات من رصيف شيدته الولايات المتحدة مصمم لجلب المواد الغذائية وغيرها من الإمدادات الطارئة إلى الفلسطينيين الذين يواجهون المجاعة وسط الحرب المستمرة منذ ثمانية أشهر.