النهار

التقرير الأسبوعي لبنك عوده: استمرار استقرار الأسواق المالية رغم الهجوم السيبرالي غير المسبوق
المصدر: "النهار"
بعد الهجوم السيبرالي غير المسبوق على أجهزة الاتصالات اللاسلكية في لبنان وإعلان إسرائيل عن دخول "مرحلة جديدة" من الحرب وتجدّد المخاوف من اندلاع حرب موسّعة مع ما يمكن أن يحمل ذلك من تداعيات قاسية على الاقتصاد الوطني الذي يعاني من الوهن أصلاً
التقرير الأسبوعي لبنك عوده: استمرار استقرار الأسواق المالية رغم الهجوم السيبرالي غير المسبوق
بنك عوده
A+   A-
 
بعد الهجوم السيبرالي غير المسبوق على أجهزة الاتصالات اللاسلكية في لبنان وإعلان إسرائيل عن دخول "مرحلة جديدة" من الحرب وتجدّد المخاوف من اندلاع حرب موسّعة مع ما يمكن أن يحمل ذلك من تداعيات قاسية على الاقتصاد الوطني الذي يعاني من الوهن أصلاً، وفي ظل الفراغ الدستوري المتمادي الذي ترزح تحته البلاد واستمرار حال الترقب لقرار مجموعة العمل المالي (FATF) بشأن إدراج لبنان على اللائحة الرمادية الخريف القادم، حافظ سعر صرف الدولار في السوق الموازية على استقراره، بينما سجّلت سوق الأسهم ارتفاعاً طفيفاً في الأسعار، وظلت أسعار سندات اليوروبوندز اللبنانية عند أحد أدنى مستوياتها التاريخية، وفق التقرير الأسبوعي لبنك عوده. في التفاصيل، بقي سعر صرف الليرة مستقراً في حدود 89500 للدولار الواحد في السوق الموازية بينما يواصل مصرف لبنان سياسته بعدم تمويل الدولة وبتعزيز احتياطياته السائلة من العملات والتي بلغت 10.6 مليار دولار في منتصف أيلول 2024 مقابل 8.6 مليار دولار في نهاية تموز 2023، عند استلام القيادة الجديدة في حاكمية مصرف لبنان. وفي ما يخص سوق الأسهم، ارتفع قليلاً مؤشر الأسعار بنسبة 0.2% أسبوعياً، بينما بلغت قيمة التداول الاسمية زهاء 7.6 مليون دولار مقابل 11.4 مليون دولار في الأسبوع السابق، بتقلص نسبته 33%. وعلى صعيد سوق سندات اليوروبوندز، راوحت أسعار سندات الدين الحكومية مكانها هذا الأسبوع، حيث استقرت عند أحد أدنى مستوياتها البالغ 6.375 سنت للدولار الواحد، رغم التطور الأمني غير المسبوق الذي شهدته الساحة الداخلية وانكشاف البلاد على مختلف السيناريوهات المحتملة وارتفاع المخاطر الجيوسياسية.

الأسواق
في سوق النقد: انخفض معدل الفائدة من يوم إلى يوم من 50%-70% في نهاية الأسبوع السابق إلى 40%-50% يوم الجمعة في إشارة إلى التوفر النسبي في السيولة بالليرة اللبنانية داخل سوق النقد، بينما ظلت كلفة الكاش بالليرة تناهز الصفر بالمائة. هذا وقد أظهرت آخر الإحصاءات النقدية الصادرة عن مصرف لبنان للأسبوع المنتهي في 5 أيلول 2024 أن الودائع المصرفية المقيمة سجّلت تقلصاً قيمته 3857 مليار ليرة. ويعزى هذا التقلص إلى انخفاض الودائع المصرفية المقيمة بالعملات الأجنبية بمقدار 4354 مليار ليرة أسبوعياً (أي ما يعادل 48.6 مليون دولار وفق سعر الصرف الرسمي البالغ 89500 ل.ل.)، بينما ارتفعت الودائع المصرفية المقيمة بالليرة بقيمة 497 مليار ليرة وسط زيادة في الودائع الادخارية بالليرة بقيمة 777 مليار ليرة وتراجع في الودائع تحت الطلب بقيمة 280 مليار ليرة. في هذا السياق، سجّلت الكتلة النقدية بمفهومها الواسع (م4) تقلصاً قيمته 3835 مليار ليرة، في ظل ارتفاع حجم النقد المتداول بقيمة 1239 مليار ليرة وتراجع محفظة سندات الخزينة المكتتبة من قبل القطاع غير المصرفي بقيمة 217 مليار ليرة.

في سوق القطع: حافظت الليرة اللبنانية على استقرارها مقابل الدولار في السوق الموازية خلال هذا الأسبوع، إذ ظل سعر الصرف يتحرك هامشياً في محيط 89500، وذلك على الرغم من الهجوم السيبراني غير المسبوق الذي شهدته الساحة الداخلية وازدياد المخاوف من تحوّل مسار الصراع مع اسرائيل نحو حرب شاملة، ما يمكن أن يؤثر على استقرار سعر الصرف ويشكل نزيفاً في احتياطيات مصرف لبنان بالعملات. في هذا السياق، يجدر الذكر أنّ احتياطيات مصرف لبنان السائلة من النقد الأجنبي واصلت مسلكها التصاعدي خلال النصف الأول من أيلول 2024 لتبلغ زهاء 10604 مليون دولار في منتصف الشهر مقابل 10516 مليون دولار في نهاية آب 2024. عليه، راكمت احتياطيات المركزي السائلة بالعملات نمواً مقداره 2031 مليون دولار منذ تموز 2023، أي تاريخ استلام القيادة الجديدة في حاكمية مصرف لبنان. ويأتي ذلك في ظل سياسة المصرف المركزي بالتوقف عن تمويل الدولة بالعملات وإعادة تكوين احتياطياته من النقد الأجنبي وضبط حجم النقد المتداول، إلى جانب تدخل المركزي في السوق الموازية عبر شركات تحويل الأموال بشكل خاص شارياً للدولار. في هذا السياق، يجدر الذكر أنّ حجم النقد المتداول بلغ 57.3 ترليون ليرة في منتصف أيلول 2024، أي ما يوازي 641 مليون دولار، وما يشكل 6.0% من احتياطيات المركزي السائلة بالعملات.

في سوق الأسهم: سجّل مؤشر الأسعار في سوق الأسهم ارتفاعاً أسبوعياً طفيفاً نسبته 0.2%. فمن أصل 5 أسهم تم تداولها، ارتفعت أسعار سهمين، بينما تراجعت أسعار 3 أسهم. في التفاصيل، ارتفعت أسعار أسهم "بنك لبنان والمهجر العادية" أكثر من الضعف، من 3.02 دولار في نهاية الأسبوع السابق إلى 7.00 دولار في نهاية هذا الأسبوع وسط أحجام تداول خجولة. وزادت أسعار أسهم "بنك عوده العادية" بنسبة 5.9% إلى 1.80 دولار. في المقابل، تراجعت أسعار إيصالات إيداع "بنك عوده" بنسبة 1.9% إلى 1.55 دولار. وفي ما يخص أسهم "سوليدير"، انخفضت أسعار أسهم "سوليدير أ" بنسبة 2.2% إلى 88.00 دولار. وهبطت أسعار أسهم "سوليدير ب" بنسبة 4.2% إلى 86.00 دولار وسط عمليات جني للمكاسب بعد الزيادات التي سجّلتها أسعار أسهم "سوليدير" في الأسابيع الستة الماضية. وفي ما يخص أحجام التداول، تقلصت قيمة التداول الاسمية بنحو 32.8% أسبوعياً، من 11.4 مليون دولار (باستثناء عمليات خارج الردهة) في الأسبوع السابق إلى 7.6 مليون دولار هذا الأسبوع، علماً أنّ أسهم "سوليدير" استحوذت على 99.3% من النشاط، بينما نالت الأسهم المصرفية الحصة الباقية البالغة 0.7%.

سوق سندات اليوروبوندز: بعد الهجوم السيبرالي الأول من نوعه منذ اندلاع الصراع في 7 تشرين الأول 2023، وازدياد المخاوف من دخول لبنان في حرب موسعة، فيما البلاد منغمسة في أزمة دستورية مفتوحة، وفي ظل تقاعس السلطات اللبنانية عن تطبيق الإصلاحات الملحة واستمرار تعليق المفاوضات مع صندوق النقد الدولي إلى حين انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات، ظلت أسعار سندات اليوروبوندز اللبنانية عند أدنى مستوياتها هذا الأسبوع، إذ استقرت عند 6.375 سنت للدولار الواحد. في هذا السياق، يجدر الذكر أنّ أسعار سندات اليوروبوندز كانت قد بلغت 7.875 سنتاً للدولار الواحد عشية اندلاع الحرب الإسرائيلية في 7 تشرين الأول 2023، بينما كانت عند 75 سنتاً للدولار الواحد في المتوسط عشية اندلاع الأزمة في 17 تشرين الأول 2019.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium