حركة معارض تنشط في العاصمة بيروت،مواكبة زخم فصل الصيف. وتستقبل بيروت وتحديداً "الزيتونة باي" معرض الجمال، الميزة المرتبطة بلبنان وبسيداته منذ الأزل.
وتتحدّث منظِّمة معرض Beirut Wellness &Beauty Expo 2023، زينة نكوزي عقيقي لـ"النهار"، أنّ "الرسالة من هذا المعرض هو أنّ لبنان لا يموت ورغم جميع الأزمات بيروت ستقوم مجدّداً وتشرق. ولبنان معروف بالجمال والذوق ونحن نصدِّر كلّ ما يُعنى بالتجميل والتصاميم إلى الخارج، لذلك كان لا بدّ من استقبال صيف 2023 الواعد بمعرضين يرتبطان ارتباطاً وثيقاً بثقافة لبنان".
وكان لا بدّ من إقامة هذا المعرض ومعرض المجوهرات الذي سيُقام في فندق فينيسيا الأسبوع المقبل، بعد انقطاع منذ العام 2019 منذ تحرّكات 17 تشرين وانفجار المرفأ والأزمات التي تتوالى على لبنان.
و"سواء نحن كوكالة تنظيم أو كعارضين، لدينا إصرار على الاستمرار والاستثمار في لبنان، فعدد كبير منهم بدأوا أعمالهم بعد الأزمة في دليل على جرأتهم وتمسّكهم بلبنان"، تقول عقيقي.
حسام شبارو
وفيما تندر المعارض المتعلقة بالجمال، تورد عقيقي أنّ أهمية هذا المعرض تكمن في دعم علامات تجارية تجميلية لبنانية بدأت منذ ما بعد الأزمة. واللافت في الأمر، أنّ جميع أصحاب هذه العلامات هم من النساء، وجميع العارضين في المعرض هم من النساء.
ويتراوح عدد العارضين في المعرض ما بين 35 و40 عارضاً، يتفاوتون ما بين مؤسسات تجميلية عريقة في السوق وشركات ناشئة لبنانية حديثة تصنع منتجات تجميل لبنانية. وتتنوّع المنتجات ما بين منتجات العناية بالبشرة وأحدث الابتكارات المتعلقة بالصحّة الجسدية والروحية، إلى جانب مستحضرات التجميل والصابون والعطور، ومستلزمات رحلات الاستجمام.
وتتحدّث لتيسيا رياشي ابنة صاحبة علامة مستحضرات تجميل "helwe"، لـ"النهار" أنّ منتجاتها مصنوعة في لبنان، وقد تركت الشابة فرنسا حيث عاشت لمدة 10 سنوات وجاءت إلى لبنان لتشارك والدتها في هذا المشروع، بعد الأزمة التي حلّت في البلاد. وكان دافع إطلاق هذه العلامة في السوق منذ ثلاث سنوات "دعم لبنان وصناعته المحلية"، وفق ليتيسيا، وبما أنّ والدتها دكتورة بالصيدلة، طوّرت هذه المنتجات من موادّ طبيعية مزروعة في بلدة حلوة الشمالية، ونجحت في أن تكون علامة مستحضرات عناية بالبشرة الأولى من نوعها في لبنان والمنطقة من حيث تنوّعها وتخصّصها بأنواع البشرة وصناعتها في لبنان ومراعاتها مبدأ الـ"layering skin care".
حسام شبارو
ومن الابتكارات الحديثة التي طوّرتها الشابة اللبنانية، ملابس داخلية خاصّة بالعادة الشهرية، تغني عن استخدام الفوط الصحيّة.
وتورد ريم حيدموس، أنّها اختبرت هذه الملابس في الصين وأحبّت الفكرة كثيراً، وكان لا بدّ من إدخال هذا النوع من الملابس الداخليّة، ورفع الوعي لدى النساء تجاه هذا النوع من الممارسات الصديقة للبيئة والمستدامة.
"هذه الملابس هي الابتكار الأول من نوعه في لبنان"، وفق ريم. وتتكوّن هذه الملابس من أربع طبقات مغلّفة بقماش البامبو الذي يمتصّ الرطوبة، وتتضمّن القطن ومادة مانعة للتسرّب. ويمكن استخدامه لمدّة ثلاث سنوات.
وبحسب ريم، تتحمّس الأعمار الشابة والصغيرة للفكرة أكثر من النساء الأكبر سنّاً.
حسام شبارو
كذلك، تشارك وكالة سفر متخصّصة برحلات الاستجمام والراحة الجسدية والروحية في المعرض، للتشجيع على الراحة النفسية والروحية. وقد أتت صاحبة الوكالة نايلة أسود بالـ spa من تشيكيا وسلوفاكيا، وهما البلدان المشهوران بهذا المجال إلى لبنان، ما حمّس اللبنانيين على السفر إلى هذين البلدين لتجربة هذه الخدمات هناك.
"أسعار الرحلات ليست باهظة"، بحسب نايلة. وفي حين أنّ خلال الحرب كان الناس يهربون للاستجمام إلى هذه الدول، حالياً، خلال الأزمة الاقتصادية، خفّت هذه الوتيرة.
أمّا من ناحية الصحة الغذائية، فقد أطلقت إحدى الشركات التي تُعنى بالمنتجات الصحية، منتجها المصنوع في لبنان والجديد من نوعه في السوق وهو الثوم الأسود. ولهذا المنتج فوائد غذائية تفوق فوائده العادية، بعد مروره بمرحلة التخمير.
ويمتدّ المعرض من 29 حزيران حتى 3 تموز الجاري.
حسام شبارو