"ترندات" السياحة في لبنان تتنوّع. فقطاع السياحة يحمل الكثير من التجدّد الذي يُعرف به اللبناني. وقد أصبحت المشاريع الجبلية، التي توفّر المنامة والخدمات المصاحبة لها والمعروفة بالـgetaways، مشاريعَ رائجة وجاذباً سياحياً أساسياً لاكتشاف طبيعة لبنان ومناطقه البعيدة، حيث تُفتقد الفنادق. وتزامنت هذه الموجة مع توجّه الناس أكثر نحو الطبيعة وممارسة النشاطات فيها.
"التوجّه يتزايد نحو هذا النوع من السياحة والمنامة"، بحسب صاحب Nomads Nature & Nurture ألفونس عاد. وفي حديثه لـ"النهار"، يُرجع السبب إلى الثقافة الجديدة التي تطرحها هذه المنازل، فهي أرخص من الفنادق، وتقدّم طعاماً أصيلاً، وتوفّر شعوراً بتجربة العيش في المنزل.
مشروع عاد القائم في قلب الطبيعة في سرجبال، منذ عام 2013، يهدف إلى التواصل مع الطبيعة بشكل أساسيّ، ويشجّع الزائرين على اكتشاف المنطقة الجميلة هناك أيضاً.
برأي عاد، هناك "فورة" منذ العامين الماضيين في بيوت الضيافة؛ وذلك يعود إلى انتشار جائحة كورونا التي دفعت بالناس إلى التماس أهمية التواصل مع الطبيعة.
يبدأ سعر المنامة لديه بـ75 دولاراً للشخص، بما فيه الفطور. وإذا لم يرغب الشخص في المبيت، يُمكنه القيام بالمشي في الطبيعة واكتشاف المنطقة وممارسة اليوغا والتأمّل والاستفادة من كلّ الخدمات المتعلّقة براحة الجسد.
من صفحة Arsoun village
من جهتها، ترى صاحبة مشروع Arsoun village رانيا بو عبدو أنّ Bungalow هي "تريند" نامية بشكل كبير في لبنان، ومشروعها يقوم على هذا النوع من أشكال المنامة.
لكن عدداً كبيراً من أصحاب هذه المؤسسات - برأيها - ينطلق من دون دراسة السوق، وينظر فقط إلى نجاح مشاريع مشابهة أخرى. وفيما الحجوزات في هذه المشاريع عامة ضئيلة، وفق العديد من زملائها في مشاريع مشابهة، يكثر زوّارها من اللبنانيين المغتربين وبعض العرب مثل العراقيين والمصريين.
يبلغ بدل ليلة التخييم في مشروعها 50 دولاراً للشخصين، في عطلة نهاية الأسبوع، مع كامل الخدمات. أمّا ليلة الـbungalow فتكلّف 115 دولاراً للشخصين خلال الأسبوع، و140 دولاراً في نهاية الأسبوع. وإذا كانت العائلة مكوَّنة من أربعة أشخاص، فيبدأ السعر من 145 دولاراً، ويمكنهم طبعاً إحضار جميع مأكولاتهم معهم. كذلك، يمكن للأشخاص التجوال في المنطقة وممارسة النشاطات والمغامرات المختلفة.
من صفحة Mountain view Tannourine
في تنورين، فتحت نوال نهرا مشروعها Mountain View Tannourine، قبل الأزمة. وفي حديثها لـ"النهار"، تعلن أنّ الحركة قبل الأزمة كانت ممتازة، قبل أن يتضاءل بعد ذلك إقبال اللبنانيين، بينما لا يزال إقبال الأجانب الأوروبيين على ما هو عليه بل يزداد؛ فهم معظم الزوار.
وشكّلت تنورين في السنوات الماضية وجهة جديدة للسياحة، وباتت منطقة جاذبة، لأن الزوار يحتاجون أماكن بعيدة عن الضوضاء لينعموا بالهدوء، وليكتشفوا الأماكن السياحية الشهيرة في البلدة. لذلك، تشكّل بيوت الضيافة والمشاريع الشبيهة نقطة جذب للسياح، وفق ما تشرح نهرا.
أمّا سعر الليلة، فيبلغ لـbungalow من غرفة واحدة 90 دولاراً مع الفطور، ومن غرفتين 120 دولاراً.
التنوّع أساس جذب السياح
لبنان يتميّز بتنوّع بيوت الضيافة والـgetaways، على مستوى المنطقة، وهذا التنوّع بحدّ ذاته جاذب للسيّاح وللمقيمين. ففي لبنان أكثر من 1000 بلدة، لكلّ منها طابعها وعاداتها وميزاتها، وفق ما يوضح مدوِّن السياحة وصاحب تطبيق "كزدرني" للسياحة، عبد بوشية.
من صفحةNomads nature and nurture
وفي حديثه لـ"النهار"، يضيف بوشية أنّ هذه الأماكن أصبحت توفّر تجربة عيش فريدة شبيهة بتجارب العيش في أوروبا وبلدان أخرى، وبإمكان الفرد عيشها في لبنان. فالفكرة التي كانت سائدة حول ارتياد هذه الأماكن لعيش تجربة شبيهة بتجربة المنزل تغيّرت بعد كورونا، لأنّ الناس يبحثون الآن عن تجربة جديدة أجنبية في داخل لبنان، من دون الحاجة إلى السّفر.
ويعكس التنوّع هذا، وفق بوشية، الفكر والذوق اللبناني المتجدِّد والمنفتح، فحتى أحواض السباحة تغيّر تصميمها وشكلها، وباتت تنتشر في هذه الأماكن أحواض السباحة الـ infinity في السنتين الماضيتين.
وفي الحين الذي تعترف فيه وزارة السياحة بـ117 بيت ضيافة، يندرج ضمن تطبيق بوشية نحو 400 بيت ضيافة. لكن الواقع يُبرز ما بين 800 و1000 مكان بالحدّ الأدنى. وفي السنوات الثلاث الأخيرة، زاد عددها بشكل هائل.
ثمة أشخاص كثر حوّلوا منازلهم الريفية إلى بيوت ضيافة بعد الأزمة، بعد رؤية نماذج ناجحة لبيوت ضيافة أخرى. فالسائح الراغب في زيارة هذه المناطق يفضّل اللجوء إلى بيت الضيافة بدلاً من الفندق البعيد، واكتشاف المنطقة، وفق شرح بوشية. وبرأيه، "أصبحت هذه الأماكن من الركائز الأساسية التي تجذب السياح".