ر.ع.
تنتهي عطلة عيد الأضحى على الرتابة السياسية بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي من دون تلمّس أيّ إمكانية لحصول خرق في عملية تأليف الحكومة التي تراوح مكانها. ولم تحصل أيّ اتّصالات جدّية في اليومين الفائتين يمكن البناء عليها.
ويبدو أنّ هذه السلبية ستستمرّ بين الركنين المعنيّين في تشكيل الحكومة، مع توقّع إضافة كلّ هذا الوقت من دون أن تبصر الحكومة النور، الى حين موعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية. ويزداد التركيز على الاستحقاق المقبل مع مطلع أيلول، الموعد الذي يسمح لرئيس مجلس النوّاب نبيه برّي بدعوة البرلمان الى عقد جلسة لانتخاب رئيس للبلاد، تحتاج الى حضور ثلثي النواب (86 نائباً)، عند افتتاح تلك الجلسة التي ستكون محور متابعة اللبنانيين وأكثر من عاصمة مؤثّرة في الملفّ اللبناني.
وبعد انتهاء عطلة الأضحى وانتظار عودة ميقاتي من لندن، سيزور بعبدا - لم يتحدّد الموعد بعد - ومن دون تلمّس أيّ تطوّر إيجابيّ الى اليوم، يؤشّر الى حصول انفراجات في توليفة الحكومة المنتظرة من دون توقّع التوصّل الى خلاصة إيجابيّة.
ومن المتوقّع أن يتأقلم الجميع على التعايش مع حكومة تصريف الأعمال الى نهاية العهد، رغم كلّ الأثقال التي يعيش المواطنون تحت وطأتها جرّاء الصعوبات المالية والمعيشيّة القاسية، ومن دون اطمئنانهم إلى ودائعهم المالية التي تندرج في بنود خطّة التعافي في مجلس النواب غير القادر على إنجاز قانون الموازنة العامة، في ظلّ عدم توحيد سعر صرف الدولار أمام الليرة المنهارة. ومن المقرّر أن يدعو برّي الى جلسة تشريعية في الأسبوع الجاري لمناقشة مجموعة من القوانين والمشاريع التي تخصّ الحكومة.
وبات من الملاحظ أنّ الاستحقاق الرئاسي يطغى على تشكيل الحكومة عند أكثر الجهات المعنيّة بهذا الملفّ، في الداخل والخارج، في وقت لم تتبلور بعد معايير الوجه المارونيّ الذي سيخلف عون في هذا المنصب.
أين يقف "حزب الله" من الحكومة وانتخابات الرئاسة؟
في الملفّ الأوّل لا يبدو أنّ الحزب يتدخّل في شكل مباشر في عملية تشكيل الحكومة، بل يترك هذه المهمّة في عهدة ميقاتي وعون، ومن دون أن يبذل جهوداً في هذا الخصوص، مع إشارة كتلته النيابيّة الى ضرورة التشكيل وصدور مراسيم التأليف لمعالجة التحدّيات التي تحاصر اللبنانيين.
أمّا على خطّ استحقاق الرئاسة، فلم يبلور "حزب الله" بعد خطّة مقاربته لهذه الانتخابات. وينقل عن نواب في كتلة "الوفاء للمقاومة" أنّهم لم يتبلّغوا أيّ اشارة حيال أيّ شخصية من الأسماء المرشّحة للرئاسة الأولى.
ومن الملاحظ أنّ الأفرقاء على مختلف تلاوينهم وانقساماتهم يسلّمون بأنّ استحقاقاتهم الكبرى أصبحت في أيدي ثلاث أو أربع عواصم كبرى تعاين الملفّ اللبنانيّ على مستوى تأليف الحكومة والمساعدة في انتخاب رئيس للجمهورية، فضلاً عن الاتّفاق الذي يعمل لبنان على إبرامه مع صندوق النقد الدوليّ، بعدما تحوّلت أكثر مؤسّسات البلد أشبه بهياكل من دون روح.