النهار

بعد انقطاع... مهرجان النبيذ السنوي ينطلق في بيروت بموسيقى وفرح و"الكاس" اللبناني!
فرح نصور
المصدر: النهار
بعد انقطاع... مهرجان النبيذ السنوي ينطلق في بيروت بموسيقى وفرح و"الكاس" اللبناني!
من مهرجان النبيذ السنوي (تصوير نبيل اسماعيل).
A+   A-
 
اشتقنا إلى أجواء الفرح والموسيقى ولمساحة إيجابية تنقلنا، ولو لبضع ساعات، إلى عالم من المتعة، بعيداً عن الأزمات المتفاقمة في يوميّاتنا. هذا ما وفّره مهرجان النبيذ السنوي، Vinifest، في تجربة مليئة بالحياة والترفيه. فلدى دخولك ميدان سباق الخيل في بيروت، حيث يُقام المهرجان لأربعة أيام، تسمع أصوات الموسيقى الصداحة من المنصة قبل معرفتك بمَا يحدث في الداخل.
 
تصل فتجد خيماً متراصّة واحدة تلو الأخرى، على وسع الميدان، حيث توسّطت رسّامة عرضت لوحاتها التي مثّلت تراث لبنان وبيوته الأصيلة المصمّمة من الحجارة، والتي تتناسب مع روح المهرجان. على بُعد بضعة أمتار من الوسط، كان هناك منصّة المهرجان الأساسية التي صعد عليها مؤدّون، غنّوا أغانيَ مليئةً بالفرح حتى منتصف الليل لإمتاع الزائرين بموسيقى جميلة رافقت كأس النبيذ، ولعيش لحظات جميلة نحن بحاجة إليها.
 
الشركاء القيّمون على المهرجان هم السفارة الهولنديّة، ومنظمة USAID، واتحاد الكرمة، ومعهد النبيذ، وشركة "بيريتيك"، ويمتدّ من 5 إلى 8 تشرين الأول في استقبال العموم، بشترط شراء بطاقات للدخول. يستمتع الزوار في المهرجان بالموسيقى والنبيذ والأطعمة المرافقة لسهرات النبيذ والعرق، مع حوالي 80 خيمة تضمّنت 31 خمارة؛ والبقية تضمّنت الأنواع الأخرى من المشروبات الكحوليّة مثل الفودكا والجين والعرق، وانتصبت إلى جانب أكشاك المنتجات والمأكولات التي ترافق النبيذ مثل الأجبان والمكسّرات وأكباد البطّ. ولم يخلُ المشهد من بعض الكرافانات والأكشاك التي تبيع الوجبات السريعة.
 
تصوير نبيل اسماعيل

المهرجان السنوي، الذي يُقام في دورته الثالثة عشرة، توقّف لمدّة سنتين بسبب انتشار جائحه كورونا. وكان الانطلاق فيه هذا العام صعباً نظراً للأزمة الاقتصادية والمالية الراهنة، بالرّغم من الرغبة الكبيرة في إقامته. هذا ما تؤكّده ندى فرح، منظِّمة المهرجان، لـ"النهار". ومن ناحية العارضين أيضاً، كانت مشاركتهم مكلِفة في هذا المعرض - المهرجان، للأسباب نفسها.
 
هو المهرجان الأكبر للنبيذ في لبنان، ويختلف بأهميّته عن جميع المهرجانات الأخرى من حيث التنظيم والعارضين والأجواء بتقديمه خبراء النبيذ المحليّين والدوليّين بشكل أساسيّ، ولا تقتصر المشاركة على المنتجين. فالمهرجان فرصة لتعبيد جسور تجاريّة دوليّة بين المنتجين والمورّدين الخارجيّين.
 
تصوير نبيل اسماعيل

خلال حديثنا مع ندى، أبدى الزوّار المواظبون على زيارة المهرجان سنوياً شكرهم وامتنانهم لندى على إقامتها هذا المهرجان، "فهو عاد بنا إلى بيروت التي نحبّها، وملأ قلوبنا بالفرح والأجواء الإيجابية التي نحتاج إليها"، هذا كان مجمل تعليق الزوار.
 
وفيما يُعتبر شهر أيلول شهر حصاد العنب، وتُعيّد الخمّارات عادة خلال هذه الفترة، يُقام هذا المهرجان في شهر تشرين الأول تزامناً، في ظلّ الأزمة، ليوجّه رسائل عديدة ورمزيّة مهمّة.
 
"نحن نعيد الفرح إلى البلاد، ونظهر وجه لبنان الجميل، والرسالة الأساسية هي أنّ لبنان لا يزال لبنان، وبيروت ستعاود العيش، ونحن نعاود إحياءها"، تقول ندى. والنبيذ اللبناني لم يُعرض بشكل مهنيّ بين الناس لكي يتعرّفوا عليه طوال  العامين الماضيين. وفي هذا المهرجان، تُقام ورشات عمل لتعريف منتجي النبيذ على سبل تصديره إلى الخارج.
 
تصوير نبيل اسماعيل
 
بعد الأزمة الاجتماعية والاقتصادية والصحيّة، عادت بيروت لتحتضن جميع القطاعات الإنتاجية، ومنها قطاع النبيذ اللبناني. فبيروت العاصمة، التي لا تموت كطائر الفينيق، تحتضن كلّ لبنان بمصانع نبيذه من البقاع إلى الجنوب وجبل لبنان، يعلن المدير العام لوزارة الزراعة لويس لحود لـ"النهار". 
 
ومنذ 2013 تعتمد وزارة الزراعة استراتيجية لتصدير النبيذ اللبناني، وفق لحود. ويذكر أنّ الوزارة فتحت أسواقاً إلى الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركيّة، وحالياً يُعمل على سوقَي الصين واليابان. وهناك تقدّم على هذا المستوى، ممّا سيرفع من صادرات النبيذ اللبنانيّ، وسيزيد من مساحات زراعة الكروم وتأمين فرص العمل.
 
تصوير نبيل اسماعيل

كذلك، تساهم شركة "بيريتيك" عبر شركتها الناشئة QOOT للصناعات الغذائية الزراعية، بتمويل من السفارة الهولندية، بدعم جميع مصنّعي النبيذ لمساعدتهم على فتح أسواق خارجيّة، وفق رامي أبو جودة، المدير التنفيذي في "بيريتيك". وسيجتمع مورّدون خارجيّون قادمون من بولندا وبلجيكا وهولندا بشكل مكثّف مع المصنّعين المحلّيين للتعرّف على منتجاتهم وإيجاد السبل المناسبة لدمجها بالمنتجات والأسواق الخارجية في هذه البلاد. كذلك يشهد المهرجان مشاركة خبراء أجانب متخصّصين لتعريف المنتِجين والزوّار على الملاءمة الصحيحة للمأكولات مع المشروبات الكحوليّة، وطبّاخين دوليين لرفع قيمة إنتاج المشروبات الكحوليّة اللبنانية. 
 
يؤكّد أبو جودة أنّ هناك زيادة في إنتاج النبيذ اللبناني، رافقته زيادة في التصدير، في مرحلة كانت لا تزال القطاعات مدعومة بموادّها الحيوية الأساسية، ممّا سمح بأن يُباع المنتَج اللبناني بسعر أقلّ في الخارج، فأدّى إلى فتح أسواق عديدة بجهود مؤسّسات عديدة رسميّة وإعلاميّة وعبر الملحقين الاقتصاديين للسفارات اللبنانية في الخارج، لتطوير القطاع وإيصاله إلى العالمية.
 
وعنوان هذا المهرجان، برأي أبو جودة، "لبنان يتجدّد، وأحياناً تدفعنا الأزمات لأن نحسّن ونطوّر وأن نخرج من مساحة الراحة لخلق إبداعات تشبه الشخصيّة اللبنانية".
 
تصوير نبيل اسماعيل

تصوير نبيل اسماعيل

تصوير نبيل اسماعيل

تصوير نبيل اسماعيل
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium