بنك عوده.
بعد التدخل الكثيف لمصرف لبنان في الأسبوع السابق في سوق تداول العملات عبر منصة "صيرفة"، ووسط المخاوف من الوقوع في فراغ مؤسساتي خلال النصف الثاني من العام 2022 ما من شأنه أن يعيق مسار الإصلاح الاقتصادي ويؤخر إنجاز أي اتفاق مع صندوق النقد الدولي، شهدت الأسواق المالية اللبنانية تحركات لسعر صرف الدولار ضمن هوامش ضيقة في السوق السوداء، بينما ظلت أسعار سندات اليوروبوندز اللبنانية عند أدنى مستوياتها، وسجلت سوق الأسهم اللبنانية تراجعاً طفيفاً في الأسعار، وفق التقرير الأسبوعي لبنك عوده. في التفاصيل، بعد أن نجحت تدابير مصرف لبنان في الأسبوع السابق في كبح جماح سعر صرف الدولار في السوق الموازية، خيّم مناخ من المراوحة على السوق هذا الأسبوع إذ ظل سعر الصرف يتحرك في محيط الـ28000 ل.ل. توازياً، ظلت أسعار سندات اليوروبوندز اللبنانية عند أحد أدنى مستوياتها حيث تراوحت بين 7.75 و8.38 سنتاً للدولار الواحد وسط قلق من الوقوع في شلل سياسي يتعذّر معه إنجاز متطلبات صندوق النقد الدولي وسبر طريق الإصلاح الاقتصادي ما ينعكس على إجراء مباحثات بناءة مع حاملي السندات حول إعادة هيكلة الدين بالعملات الأجنبية. وعلى صعيد سوق الأسهم، سجلت تحركات متفاوتة في الأسعار ما أسفر عن تراجع طفيف في مؤشر الأسعار نسبته 0.2%، بينما تقلصت أحجام التداول بنسبة 51% أسبوعياً.
الأسواق
في سوق النقد: ظلت كلفة الكاش بالليرة اللبنانية تتراوح بين 25% و30% هذا الأسبوع. هذا وقد أظهرت آخر الإحصاءات النقدية الصادرة عن مصرف لبنان للأسبوع المنتهي في 26 أيار 2022 أن حجم النقد المتداول واصل اتساعه بشكل لافت للأسبوع الثاني على التوالي وبمقدار 1503 مليار ليرة، مراكماً اتساعاً بنحو 7000 مليار ليرة منذ نهاية آذار نتيجة تضييق النشاط على منصة "صيرفة" من قبل مصرف لبنان ووضع ورقة نقدية جديدة من فئة ال5000 ل.ل. في التداول نحو نهاية نيسان 2022. توازياً، سجلت الودائع المصرفية المقيمة تقلصاً قيمته 398 مليار ليرة خلال الأسبوع المذكور. ويعزى هذا التقلص إلى تراجع الودائع المقيمة بالعملات الأجنبية بقيمة 405 مليار ليرة (أي ما يعادل 269 مليون دولار وفق سعر الصرف الرسمي البالغ 1507.5 ل.ل.)، بينما زادت الودائع المقيمة بالليرة على نحو خجول بقيمة 8 مليار ليرة وسط زيادة في الودائع تحت الطلب بالليرة بقيمة 123 مليار ليرة وتراجع في الودائع الادخارية بالليرة بقيمة 115 مليار ليرة. في هذا السياق، سجلت الكتلة النقدية بمفهومها الواسع (م4) اتساعاً أسبوعياً لافتاً قيمته 1145 مليار ليرة في ظل الارتفاع الكبير في حجم النقد المتداول بالليرة.
في سوق سندات الخزينة: أظهرت النتائج الاولية للمناقصات بتاريخ 9 حزيران 2022 اكتتابات في فئة الثلاثة أشهر (بمردود 3.50%) وفئة السنة (بمردود 4.50%) وفئة الخمس سنوات (بمردود 6.0%). من ناحية أخرى، أظهرت نتائج المناقصات بتاريخ 2 حزيران 2022 اكتتابات بقيمة 473 مليار ليرة تم اكتتابها بالكامل من قبل مصرف لبنان وتوزعت كالتالي: 147 مليار ليرة في فئة الستة أشهر (بمردود 4.0%) و200 مليار ليرة في فئة السنتين (بمردود 5.0%) و126 مليار ليرة في فئة العشر سنوات (بمردود 7.0%). في المقابل، ظهرت استحقاقات بقيمة 338 مليار ليرة، ما أسفر عن فائض اسمي أسبوعي بقيمة 135 مليار ليرة.
في سوق القطع: بعد التدخل الكثيف لمصرف لبنان في سوق تداول العملات في الأسبوع السابق عبر منصة "صيرفة" والذي نجح في كبح جماح سعر صرف الدولار في السوق السوداء، خيّم مناخ من المراوحة على السوق هذا الأسبوع، فيما ترزح البلاد تحت وضع اقتصادي ومالي صعب ويحيط مناخ من الضبابية مسار الإصلاح الاقتصادي. في التفاصيل، سجّل سعر صرف الدولار في السوق الموازية بعض التحركات ضمن هوامش ضيقة ليبلغ 27950 ل.ل.-28000 ل.ل. يوم الجمعة بالمقارنة مع 28150 ل.ل.-28200 ل.ل. في نهاية الأسبوع السابق. توازياً، أشار مصرف لبنان إلى أن سعر صرف الدولار على منصةSayrafa بلغ 24400 ل.ل. بين 6 حزيران و10 حزيران 2022 كمعدل لأسعار صرف العمليات التي نُفذت من قبل المصارف ومؤسسات الصرافة على المنصة.
في سوق الأسهم: سجلت بورصة بيروت تحركات متفاوتة في الأسعار، ما انسحب تراجعاً طفيفاً في مؤشر الأسعار نسبته 0.2%. فمن أصل 11 سهماً تم تداولها، ارتفعت أسعار أربعة أسهم، بينما انخفضت أسعار ثلاثة أسهم وظلت أسعار أربعة أسهم مستقرة. في التفاصيل، زادت أسعار أسهم "سوليدير أ" بنسبة 2.6% إلى 64.40 دولار، بينما تراجعت أسعار أسهم "سوليدير ب" بنسبة 1.8% إلى 63.80 دولار. وعلى صعيد الأسهم المصرفية، ارتفعت أسعار أسهم "بنك عوده العادية" بنسبة 1.2% إلى 1.70 دولار. وقفزت أسعار أسهم "بنك لبنان والمهجر العادية" بنسبة 5.3% إلى 3.0 دولار. في المقابل، تراجعت أسعار إيصالات إيداع "بنك لبنان والمهجر" بنسبة 3.8% إلى 2.50 دولار. واستقرت أسعار أسهم "بنك بيبلوس العادية" عند 0.75 دولار. وظلت أسعار الأسهم التفضيلية لبنك عوده من فئة “I” و”J” مستقرة عند 42.90 دولار و42.04 دولار على التوالي. واستقرت أسعار أسهم "بنك بيروت التفضيلية فئة H" عند 25.0 دولار. وفي ما يخص الأسهم الصناعية، قفزت أسعار أسهم "هولسيم لبنان" بنسبة 5.0% إلى 25.0 دولار. وتراجعت أسعار "الاسمنت الأبيض اسمي" بنسبة 0.2% إلى 6.25 دولار. وعلى صعيد أحجام التداول، تقلصت قيمة التداول الاسمية بنسبة 51.2% أسبوعياً لتبلغ زهاء 9.9 مليون دولار.
سوق سندات اليوروبوندز: بقيت أسعار سندات اليوروبوندز اللبنانية عند أحد أدنى مستوياتها هذا الأسبوع، حيث تراوحت بين 7.75 و8.38 سنتاً للدولار الواحد بالمقارنة مع 7.25-8.50 سنتاً للدولار الواحد في نهاية الأسبوع السابق في ظل الصعوبة أمام المجلس النيابي الجديد بواقعه المشرذم في تأمين غالبية توافقية حول الاستحقاقات الدستورية والمسائل الاقتصادية الاصلاحية والتشريعات الملحّة، ما يشكّل تحدياً أساسياً أمام إبرام اتفاق نهائي مع صندوق النقد الدولي. في هذا السياق، أورد "بنك أوف أميركا" في تقرير جديد له حول لبنان بأنّ سندات اليوروبوندز اللبنانية يمكن أن تكون غير قابلة للتحصيل في حال سيناريو المراوحة، فيما في حال المضي ببرنامج مع صندوق النقد الدولي، يمكن أن تقوم الحكومة بتسديد تصاعدي للعائد على سندات اليوروبوندز أو تبني فترة سماح لأربع سنوات، كما يمكن أن يتم اقتطاع قيمة سندات اليوروبوندز والفوائد المتأخرة بنحو 72% إلى 79%، أي بمعدل 75%.