بعد تكرار حوادث تجهيزات الطاقة الشمسية في لبنان، نستعرض عدداً من النصائح المتصلة بالسلامة العامة والوسائل الفضلى لتركيبها وصيانتها.
المدير التنفيذي لشركة "أساكو" المتخصصة في مجال تركيب أنظمة الطاقة الشمسية، المهندس رمزي أبو سعيد، يشرح في حديث لـ"النهار" ما يجب معرفته عن صيانة الألواح، بالنقاط الآتية:
– صيانة الألواح هي وقائية منذ تركيبها، فأيّ خلل في التركيب أو التصميم يكلّف الشخص صيانة وكلفة إضافيّتين ويهدّد حياته.
– في حال أنظمة الطاقة الجيّدة ذات النوعية والتصميم الجيّدين، تكمن الصيانة الوقائية في تنظيف الألواح.
– يجب تنظيف الألواح 3 مرات سنوياً في أول الصيف ومنتصفه وأواخره.
– خلال تنظيف الألواح، يجب عدم استخدام مواد كيميائية، مع مراعاة تنظيفها وهي باردة، في وقت مبكر من اليوم أو مساءً.
– تنظيف الألواح لا يزيل الخطر الناتج عن المشاكل التقنية المتعلقة بجودتها، بل على العكس، يعرّض مَن ينظّفها للخطر.
– على الألواح أن تكون معزولة وبعيدة عن الأشخاص، ويجب على مَن يركّبها فحص الإنتاجية وفحص العزل قبل تشغيلها.
– إن لم تكن الألواح الشمسية معزولة، فالخطر موجود.
– خبرة وكفاءة الجهة التي تركّب هذه الأنظمة أمر في غاية الأهمية.
– استخدام أنواع معيّنة من الكابلات والوصلات ذات النوعية الجيدة أمر يجب التنبّه إليه.
– اعتماد نظام طاقة شمسية ذات نوعية رديئة، يركّبها أشخاص غير أكفاء، لا تنفع معه أيّ صيانة.
– البطاريات تبعث غاز الهيدروجين، لذلك يجب مراعاة وضعها في مكان فيه تهوية لا في مكان مغلق أو في مكان يتنفّس فيه الإنسان. كما يجب أن توضع في مكان بعيد عن النار، وإلّا انفجرت. فإذا ثُقبت البطارية مثلاً، فإنها تشكّل خطراً كارثياً.
– يجب أن تُقام عملية التأريض (من أرض) للمعادن الموجودة على أيّ سطح تركَّب عليه ألواح الطاقة، لسحب الصواعق إلى الأرض مباشرةً، وهذه العملية لا يعرفها الكثيرون في لبنان، فدخول الصواعق إلى وصلات الكهرباء يشكّل خطراً.
– عشوائية التركيب مع دخول الأشخاص غير المتخصّصين، قد تعرّض الألواح لأن تطير وسط العواصف.
لا شكّ في أنّ استعانة اللبنانيين بالشّمس كمصدر طاقة كانت في مكانها، في ظلّ غياب محطات الدولة الكهربائية وغلاء أسعار اشتراكات المولدات الخاصّة مع تقنينهما القاسي. لكن الواضح أنّ بعد مرور أشهر على "الترند" أنّ "ثقافة الصّيانة" ما زالت غير موجودة لدى كثيرين، لما يحصل من أعطال في المنازل. والأكيد أنّ هذه الحالات ليست معياراً، لكنّها قد تتكرّر بحال عدم فهم المستخدمين للطريقة المُثلى لاستخدامها والاستفادة منها.
ماذا عن شروط السلامة العامة؟
"تطاير ألواح الطاقة الشمسية يهدّد السلامة العامة، فالعاصفة القويّة قد تطيّر السواتر الزجاجية وألواح الطاقة وغيرها، إن لم يتم تركيبها بمتانة وخبرة"، هذا ما يؤكّده الخبير في الطاقة الشمسية علي حريبي.
وإجابة عن سؤال إلى أيّ مدى تصل خطورة تطاير ووقوع ألواح الطاقة الشمسية، يجيب حريبي بأنّ "لوح الطاقة يزن كمعدل حوالي 27 كيلوغراماً وحجمه كبير بحوالي مترين مربّعين، ويحتوي على زجاج وألومنيوم وزواياه حادّة، وحتى إن وقع من مسافة قريبة مثلاً من الطابق الأول من أيّ مبنى، يضرّ البشر والسيارات"، أي إنّ تطايره عن الطابق العاشر يحمل ضرراً أكبر وأحياناً من قوة العاصفة، قد يطير تصميم البنية الحديدية للألواح، أو بنية التصميم كله.
وإن لم يتم تركيب الألواح الشمسية وفق تصميم معتمَد لتحمّل قوّة هواء معيّنة، فستطير حتماً. ويشرح حريبي أنّ "هذا التصميم يكون وفق عملية هندسية، فعلى مَن يركّب هذه الألواح أن يتحلّى بالخبرة اللازمة". لكن ما يحصل الآن، هو تركيب عشوائي وهذا هو السبب، برأيه، إذ ليست المشكلة في الألواح بحدّ ذاتها، ذلك يسبّب خطراً كبيراً، خصوصاً أنّ هناك ألواحاً بدأت بالتطاير الآن رغم أنّ العواصف القويّة لم تبدأ بعد.
هل لنوعية الألواح دور في تطايرها؟ لا تختلف نوعية الألواح، بحسب حريبي، فجميعها مصنوعة من الموادّ نفسها، لكن المشكلة في الحديد معظم الوقت، إذ يُثبّت اللوح بقطعة معيّنة، وقد تكون المشكلة هنا في الحديد غير المتين الذي لا يقاوم الهواء وقد تكون "البراغي" المستخدَمة لتثبيت حديد الألواح غير جيّدة.
والمقصود بالحديد، وفق حريبي، هو بنية التصميم التي تُثبّت ألواح الطاقة عليها. ويضيف أنّ معظم الألواح التي تتطاير حالياً، تحمل معها حديدها، إذ لا تتضمّن مضاداً للوزن counter weight لمقاومة الهواء. وهناك أشخاص، على قول حريبي، لتوفير كلفة هذه القطعة، أو بسبب غياب خبرتهم، يثبّتون الحديد ببراغيّ فقط مثلاً، وهي غير كافية طبعاً، ولا يدري مَن يركّبها كم تتحمّل من قوّة هواء. وهناك مَن يثبّتون الحديد بدلو من البلاستيك ويصبّونه بمادة الكونكريت لتثقيله.
وبرأي حريبي، على مَن يركّب هذه الألواح أن يكون مهندساً مدنياً، أو أن يتحلّى بالخبرة التي تدرّبه الشركة الأم عليها، وفق دليل للتركيب، أو استشارة مهندس لدى التركيب.