النهار

هل تصلح الانتخابات الرئاسية ما أفسدته "النيابية" بين الكتائب و"القوات"؟
اسكندر خشاشو
المصدر: "النهار"
هل تصلح الانتخابات الرئاسية ما أفسدته "النيابية" بين الكتائب و"القوات"؟
مناصرون لرئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب (حسام شبارو).
A+   A-
بدأ استحقاق رئاسة الجمهورية يفرض إيقاعه على جميع القوى السياسية، وما كان غير متاح في الأشهر السابقة أو السنوات القليلة الماضية بدأ يتغيّر أمام الاستحقاق الأبرز والأهمّ.

فقد باشرت جميع القوى إعادة قراءاتها وتحالفاتها تحضيراً للاستحقاق الرئاسي، وبدأت اللقاءات الجانبيّة المعلنة وغير المعلنة، والتي تجمع في بعضها بين خصوم الأمس، تُعقد تمهيداً للوصول إلى تفاهمات أو بناء تحالفات تستطيع عبرها فرض رأيها تعطيلاً أو انتخاباً.

ويبدو أن اللقاء الذي حصل في اللقلوق الأسبوع الماضي بين النائب فريد هيكل الخازن ورئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل لن يكون يتيماً، إنّما سيفتح الباب أمام لقاءات أوسع وأشمل، خصوصاً بين القوى المنتمية لـ"المحور" أو فريق "8 آذار" سابقاً لمحاولة الوصول إلى تفاهم.

أمّا على الضفة المقابلة، فالتشنّج الذي طبع العلاقات بين القوى السيادية، خصوصاً بين الكتائب و"القوات"، فهو في طريقه إلى الحلحلة ولو الجزئيّة. والأبواب التي كانت موصدة منذ سنوات بين الحزبين المسيحيين لم تعد كذلك، إذ تشهد العلاقة نوعاً من بداية تفاهمات على ملفّات أساسيّة واستراتيجيّة لدى الحزبين، ومنها ملف رئاسة الجمهورية.

وعلمت "النهار" أن اجتماعين عُقدا بين نائب رئيس "القوات" النائب جورج عدوان ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، وكانا إيجابيين من حيث المبدأ.

وبحسب المعلومات، فإن لقاء الشخصين كان من دون مستشارين أو لجان حزبية، وتركّزت في الاجتماعين النقاشات على العلاقة بشكل عام من دون الدخول في تفاصيل الخلافات، بالإضافة إلى مراجعة بعض "الأخطاء" أو التحالفات التي حصلت في فترة الانتخابات النيابية، ناهيك بمراجعة سريعة لما جرى في انتخابات هيئة المجلس واللجان النيابيّة، التي كان من المفترض أن تشهد تنسيقاً أكبر وتلافياً لبعض الأخطاء التي حصلت.

لكن الملفّ الأبرز في النقاش كان رئاسة الجمهورية، الذي يرى فيه الطرفان مصلحة لإيصال رئيس ذي مواصفات لبنانيّة سياديّة، بعيداً عن سيطرة "محور الممانعة"؛ رئيس يقارب الموضوع السياديّ بجرأة، ويضع لبنان في موقع حياديّ، ولديه القدرة على طرح حلول الإنقاذ والتواصل مع المجتمع الدولي، وهذا يتطلّب مجهوداً وتنازلات مشتركة من قبل الجميع.

وفيما لم يتم الدخول في التفاصيل والأسماء إذ الأمور لا تزال في مراحلها الأولى، قالت مصادر كتائبيّة لـ"النهار": "إن المرحلة الحالية تستدعي تعاوناً ونقاشاً مع الجميع، خصوصاً بين مَن هُم في الخطّ السياديّ، نظراً لحساسيّة المرحلة، ولِمَا لرئاسة الجمهورية من أهمية استراتيجية على مستوى البدء بالتغيير من أعلى الهرم".

ولفتت إلى أنّ "الحزب كما كلّ الأحزاب يُجري إعادة قراءة شاملة لما أفرزته الانتخابات وما تلاها من استحقاقات، تلافياً لأيّ أخطاء قد تكون وقعت".

وشدّدت المصادر على أن "التواصل لا يقتصر فقط على "القوات اللبنانية" بل يشمل مختلف الأطراف، خصوصاً السياديّة منها؛ وهذا ما جرى الأسبوع الماضي عبر اللقاء بين رئيس الحزب سامي الجميل واللواء أشرف ريفي، إضافة إلى أغلبيّة القوى وحتى التغييريّة منها"، مشيرة إلى "أننا لا نملك سوى هذا الخيار أمام الاستحقاق، وإلاّ علينا التسليم بما يقرّره الفريق الآخر الذي بدأ بتجميع صفوفه لفرض مرشّحه".

وإذا كانت الكتائب لا تزال حذرة في الحديث عن الانفتاح على القوات والعلاقة معها، وتضع الأمور ضمن إطار النقاش الأوّليّ والعام في أغلبيّة المواضيع، ولم تصل بعد إلى مرحلة زيارة الجميّل إلى معراب وفق ما تمّ التسويق في الفترة السابقة، تُبدي "القوات" حماسة أكثر للتواصل والانفتاح، وحتى إلى الذهاب بعيداً في العلاقة، خصوصاً أن لا خلاف جوهرياً في الرؤية الاستراتيجية بين الحزبين، ونقاط الالتقاء أكبر وأعمق بكثير من نقاط التفرقة - بحسب مصادرها - مشدّدة على أنها تعوّل على الحوار الصريح الذي يجريه "عدوان" مع الكتائب للوصول إلى نتائج إيجابية تُرضي قواعد الحزبين بالدرجة الأولى، إذ أظهرت الأحداث أنّ قاعدتي الحزبين لا تحبّذان التباعد، وهما تنطلقان من أرضيّة مشتركة في المبادئ والثوابت والمشروع السياسي.

إلى ذلك كشفت المصادر أن "القوات" تحضّر من أجل تعبئة سياسية وشعبية، وستتواصل مع مكوّنات المعارضة لتصحيح الانقلاب على اتفاق الطائف والوصول إلى رئيس يطبّق الدستور، ملمحة إلى اعتماد الأساليب الدستورية والقانونية كافة لمنع وصول رئيس ينتمي إلى محور 8 آذار.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium