النهار

رحلة تذوّق تعزّز هويّة لبنان في عالم الطهو... حملة الهويّة الوطنيّة لدعم تصدير الصناعات الزراعيّة
المصدر: "النهار"
رحلة تذوّق تعزّز هويّة لبنان في عالم الطهو... حملة الهويّة الوطنيّة لدعم تصدير الصناعات الزراعيّة
من إطلاق حملة الهوية الوطنية للبنان لدعم تصدير الصناعات الزراعية.
A+   A-
أطلقت وزارة الاقتصاد والتجارة وجمعية Fair Trade Lebanon (منظمة غير ربحية مكرّسة لتعزيز الممارسات التجارية العادلة والأخلاقية التي تضمن أجراً عادلاً ودخلاً نزيهاً لصغار المنتجين والتعاونيات) بالشراكة مع مبادرة الشراكة الشرق أوسطية (MEPI) التابعة لوزارة الخارجية الأميركية، في إطار مشروع BIEEL (الابتكار التجاري وتعزيز الصادرات للبنان)، حملة ترويجية لدعم تصدير الصناعات الزراعية والغذائية اللبنانية وتعزيز العلامة التجارية لهويّة لبنان في عالم الطهو.

وتضمّنت الحملة خمسة فيديوهات وثائقية تظهر التقاليد التي يتميّز بها فن المطبخ اللبناني والتي تحدّد معالمه الفريدة من نوعها، بشكل أساسي النبيذ، زيت الزيتون، الحلويات، والخضار والفاكهة. 

ويمثّل إطلاق الهوية الوطنية للبنان في عالم الطهو، المموّل من MEPI بدعم من مبادرة BIEEL، خطوة هامة نحو تعزيز تصدير المنتجات الغذائية والاستدامة في قطاع الصناعات الزراعية والغذائية في لبنان. 
 
ويهدف مشروع BIEEL إلى خلق بيئة تمكّن من تطوير الأعمال وتمكين 100 مشروع صغير ومؤسسة تعاونية لبنانية من خلال زيادة تنافسيتها على المستوى الدولي ضمن ثلاثة محاور رئيسية: الوصول إلى السوق والمعايير والحصول على الشهادات. ويندرج ضمن برنامج الشراكة الشرق أوسطية (MEPI) الذي أطلقته الولايات المتحدة لتعزيز الشراكات والفرص لتحقيق التقدم الاقتصادي والسياسي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ويسمح البرامج بتزويد رؤى وخبرات وأفكار عن السوق، والأنظمة واللوائح التجارية، والفرص للمصدرين والمستوردين، بالإضافة إلى الترويج للمنتجات الزراعية الطازجة اللبنانية على مستوى العالم وخلق صلة وصل بين المنتجين والمستهلكين.
 
 
وفي حديثها لـ"النهار"، توضح مسؤولة التواصل في جمعية Fair Trade Lebanon زينة طعمة، أنّ "مشروع BIEEL بدأ منذ عام 2019 قبل الأزمة، وهو مشروع يدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة في إيجاد خطوط تصدير جديدة، إلى جانب دعمه تنظيم المعارض، فأحد المعارض الكبرى التي نُظّمت في إطار المشروع هو معرض "سيال" للضيافة الذي أقيم في باريس، إذ عملنا على جذب المستثمرين والمورِّدين الأوروبيين". 

إضافة إلى تكريس الهوية الوطنية في عالم الطهو، تهدف الحملة إلى تعزيز التقدير الكبير لتراث لبنان الغنيّ في فنون الطبخ من خلال تمكين المنتجين المحليين عبر تدريبهم ودعمهم في التسويق وتعزيز علاماتهم التجارية وربطهم بالمعارض والأسواق العالمية من خلال تعريف الخارج بالمنتجات اللبنانية المتنوّعة.
 
وسعت الحملة إلى عدم ذكر علامات تجارية لبنانية، وفق طعمة، "فالهدف هو إبراز هوية المطبخ اللبناني أولاً وأخيراً إلى العالم وتسويق لبنان وتراثه المطبخي، وزيادة الوعي الدولي تجاه المنتَج الزراعي اللبناني". فبمجرد ربط المنتجات الأساسية التي ينتجها لبنان باسمه دولياً، يجذب الموردين إلى البحث عن المنتجين اللبنانيين وعن علاماتهم التجارية لاستيرادها.
 

إلى جانب كل الأهداف المذكورة من أهمية لهذه الحملة، تستهدف بشكل أساسي أيضاً الجذب السياحي إلى لبنان، فتذوّق الطعام جزء لا يتجزّأ من أي رحلة سياحية لأي بلد، ولبنان بات ناشطاً في السياحة المطعمية وهو بلد تذوّق الطعام بجدارة.

وترى طعمة أنّ "هوية لبنان في عالم الطهو ثريّة، وهذا يخلق صورة متميّزة وجذابة لمجال الطهو في البلاد، ما سيلقى تجاوباً من الجمهور العالمي ويعزّز عمليات التصدير"، مضيفة أنّه "خلال هذه الحملة، نؤكد أنّنا قادرون على رفع اسم لبنان عالياً وعالمياً رغم التحديات الراهنة".

وأشار وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام، إلى التزام الحكومة اللبنانية بدعم وتعزيز تراث المطبخ اللبناني لافتاً إلى الخطوة المتقدمة التي يقوم بها لبنان نحو العالمية والانتعاش الاقتصادي من خلال إطلاق هذه الحملة الترويجية لعلامة لبنان التجارية في فن الطبخ ومجال المنتجات الغذائية. ورأى أنّ هذه المبادرة تضع لبنان على الخريطة بصفته لاعباً متميّزاً في الأسواق العالمية التي تستقطب المستهلكين الدوليين، وتخلق فرصاً للتصدير، وتعزّز استدامة الصناعات الزراعية والغذائية. 

وأشار منسّق مشروع MEPI وممثل السفارة الأميركية، ديفيد لويس إلى التزام الولايات المتحدة بتعزيز بيئة ملائمة لنموّ الشركات الصغيرة والمتوسطة، بما في ذلك تسهيل الوصول إلى التمويل والأسواق الدولية، وتعزيز نشاط التصدير الفعّال، وتحسين نظام إدارة الشركات.

ويمثّل هذا المشروع خطوة واحدة من سلسلة طويلة من الجهود المبذولة لتعزيز الروابط بين لبنان والولايات المتحدة الأميركية، بحيث بلغ دعم الولايات المتحدة للبنان ما يقارب 3.8 مليارات دولار منذ عام 2018، لخلق وتطبيق البرامج الأمنية والإنسانية والتنموية الاقتصادية في البلاد، بحسب لويس.







اقرأ في النهار Premium