النهار

سوق العمل لا يستقر منذ كورونا... 5 عبر من العام 2022
المصدر: "النهار"
سوق العمل لا يستقر منذ كورونا... 5 عبر من العام 2022
تعبيرية.
A+   A-
شارف عام 2022 على الانتهاء، ولا شك أنّه كان مليئاً بالأحداث التي سيكون لها وقعها على العام المقبل، أو حتى الأعوام. وحملت معها سنة 2022 عبراً جديداً على صعيد الاقتصاد، سيستفيد منها سوق العمل، وهي مرتبطة بنماذج العمل.
 
وفي هذا السياق، لا بدّ من الإشارة إلى أن أرباب العمل والموظفين يتعاملون مع مشهد غير مستقر منذ جائحة كورونا. وفي ما يلي، خمس عبر جديدة استخصلتها شبكة "بي بي سي" من العام المنصرم:
 
"الاستقالة العظيمة"
 
 في عام 2021، صاغ أنتوني كلوتس، الذي كان في ذلك الوقت أستاذاً في جامعة تكساس "إيه آند إم"، في الولايات المتحدة، مصطلح "الاستقالة الضخمة" (The Great Resignation).
 
في ذلك الوقت، كان من الضروري شرح التناقص الجماعي للعمال الذي حدث أثناء انتشار جائحة، وخاصة في قطاعات معينة، مثل قطاعات الخدمات.


وصف هذا المصطلح التحوّل الكبير الذي شهدته القوى العاملة، وهو تغيير غير مسبوق في أوقات غير مسبوقة على حد سواء.
 
وفتح ذلك الباب على ابتكار المزيد من المصطلحات في هذا الإطار، منها:

"التغيير الكبير" (The Great Reshuffle): في ذلك الحين، وعلى إثر الفوضى التي ضربت القوى العاملة بسبب كورونا وما رافقها من ظروف اجتماعية، وجد العديد من العمال أنفسهم يغيّرون مناصبهم.
 
"إعادة التفكير العظيمة" (The Great Rethink): أعاد بعض العمّال فحص علاقاتهم بوظائفهم وإداراتهم، وفي بعض الحالات، كان لك يحفزهم على طلب التغييرات أو تغيير الوظائف.
 
"الأسف الكبير" (The Great Regret): أعرب بعض العمال الذين تركوا وظائفهم للانتقال إلى وظائف أخرى عن أسفهم لتركهم أو العثور على وظيفة مختلفة.
 
"الندم الكبير" (The Great Remorse): كما أن بعض هؤلاء العمال الذين يشعرون بالندم يكافحون من أجل إيجاد وظائف جديدة، وهم نادمون على اتخاذ قرار الاستقالة.
 
"الانهيار العظيم" (The Great Breakup): ترك النساء لوظائفهن بمعدلات قياسية عالية، بحثاً عن فرص أفضل للتقدم.
 
"فك الارتباط الكبير" (The Great Disengagement): يشعر العمال بشكل متزايد بالتباعد عن أرباب عملهم.
 
ظهرت مجموعة ثانية من الكلمات الطنانة في الأشهر الأخيرة من عام 2022: الاتجاه "الهادئ".


وتوقعت الشبكة المزيد من الكلمات الطنانة في المستقبل.

 
توقّع العمّال للرواتب


قبل عام، كانت فكرة توقّع العامل الأميركي للراتب قبل التقدم لوظيفة، فكرة غير واقعية في الغالب. وفي حين أن العديد من الدول الأوروبية أقرّ سياسات تُلزم أصحاب العمل بقوائم للأجور، اقتصر تشريع "الشفافية في الأجور" في الولايات المتحدة على عدد قليل من الولايات. ولكن هذا العام، حصلت تطورات مهمة في مدن نيويورك، كاليفورنيا وواشنطن، وهي مراكز توظيف كبرى.


ويمكن أن تساعد "شفافية الأجور" على تسهيل عمليات المقابلات وإنشاء ثقافات إيجابية في مكان العمل، كما يُمكن أن تكون أداة رئيسية في انهاء فجوات الأجور التي تخلق بسبب الجندر والعرق.
 
لا يزال العمل المختلط جارياً


في وقت مبكر من عام 2020، مع انتشار الوباء، بدأت ظاهرة العمل عن بُعد بالتوسّع، ولكن بعد انحسار الجائحة نسبياً، فإن آلاف الشركات عملت على مبدأ العمل المختلط في العام 2022، وغالباً ما يكون العمل يومين أو ثلاثة في المكتب.


ويُذكر أن العديد من الشركات ما زالت لم تضع خططاً نهائية للعودة إلى العمل من المكتب - الأمر الذي يبقي بعض العمال في حالة من عدم الاستقرار.
 
حالات طرد مخيفة


في العام 2022، استمر التوظيف بمعدل ثابت، وارتفعت الأجور، ولكن مع ذلك، هذا الواقع قد يتغير، لأن التطورات الأخيرة قد تنذر بصورة باهتة للعمال في عام 2023.


مع بدء الاقتصاد في التدهور، ازدادت نسب عمليات الفصل، وسُجّلت عمليات تسريح البارزة في مجال التكنولوجيا، ففي تشرين الثاني وحده، طردت شركة "تويتر" أكثر من 3,000 عامل بين ليلة وضحاها، بعد استحواذ إيلون ماسك على المنصة، كما ترك شركة "ميتا" 11,000 عامل في وقت واحد أيضًا. ويتوقع الاقتصاديون حدوث المزيد من عمليات التسريح، خاصة إذا ساءت الظروف الاقتصادية.
 
موازين القوى في العمل
 
 انخرط أرباب العمل والشركات في صراع مع الموظفين والعمّال، وكان للعمال اليد العليا، لأن سوق العمل يفضّلهم، مما يمنح الموظفين القدرة على المساومة على أشياء مثل الأجور وغيرها. ولكن رغم ذلك، مع تغيّر الأوضاع الاقتصادية وصعوبة الحصول على الوظائف، يتوقع بعض الخبراء أن تستعيد الشركات مساحة خسرتها.
 
لكن ذلك لا يعني خسارة العمال كل مكاسبهم، وتُظهر البيانات المأخوذة من تقرير حالة العمل عن بُعد الصادر في تشرين الثاني 2022 من Owl Labs و Global Workplace Analytics أن العمال أكثر ارتباطًا بالعمل عن بُعد أكثر من أي وقت مضى، وقال ثلثا المستجيبين أنهم سيبدأون فوراً في البحث عن وظيفة جديدة إذا فقدوا القدرة على العمل من المنزل، فيما 39 في المئة سيقلعون تماماً عن العمل. هذا يعني أنه مهما كانت حالة الاقتصاد، سيظل أصحاب العمل مضطرين للتنازل على الأقل إذا كانوا يريدون إبقاء عمالهم في مقاعدهم.
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium