النهار

الدولار يتخطّى الـ45 ألف ليرة… عوامل تدفع إلى الارتفاع الجنوني
المصدر: "النهار"
الدولار يتخطّى الـ45 ألف ليرة… عوامل تدفع إلى الارتفاع الجنوني
الدولار.
A+   A-
يواصل الدولار في السوق السوداء ارتفاعه "الجنوني" غير المبرر في هذه الفترة من العام قبيل فترة الأعياد، متخطّياً الـ45 ألف ليرة لبنانية، لا سيما مع تسجيل دخول مغتربين بأعداد كبيرة والحجوزات السياحية بأرقام أفضل من الأعوام السابقة، والزحمة على عرض الدولار الذي يحصل جراء ذلك أمام الصرافين.

وفي هذا السياق، شرح الأمين العام المساعد ومدير الأبحاث في اتحاد أسواق المال العربية الدكتور فادي قانصو لـ "النهار" عوامل هذه الأزمة المستمرة، وقال: "التوقعات كانت إنخفاضاً في سعر صرف الدولار في السوق السوداء أو بالحد الأدنى استقراراً في سعر الصرف بسبب فترة الأعياد ودخول الدولار إلى السوق عبر المغتربين".


عامل مضاربة

ورأى قانصو أن "هناك عامل مضاربة كبيراً في السوق، لأن نظام العرض والطلب لا ينطبق على ما يحصل في السوق، خاصة وأن العرض يفوق الطلب بسبب دخول الدولار إلى البلد، إلا أن الواضح أن هناك من يشتري الدولار من السوق إما المصارف أو مصرف لبنان".

وأوضح أن "الطلب القائم على شراء الدولار من مصرف لبنان سيكون إما لتخزين إحتياطات من العملة الصعبة لمواجهة استحقاقات سنة 2023 لأنها سنة ستكون صعبة على الصعيد المالي، وإما لأجل خطة الكهرباء، ومن المفترض بعد هذا الصعود السريع أن يكون هناك هبوط".


سعر الصرف تصاعدي على المدى البعيد

سعر صرف الدولار مقابل الليرة في السوق السوداء "سيبقى تصاعدياً"، بحسب الدكتور قانصو، ومع كل ارتفاع "صاروخي" بعدها "سيريح السوق"، وعلى المدى القصير "هناك تقلب في سعر الصرف صعوداً ونزولاً"، إلا أنه على المدى الطويل "سيبقى سعر الصرف تصاعدياً بحال عدم وضع خطة للتصحيح كما هي الحال منذ العام 2019"، و"نحن ذاهبون إلى أرقام قياسية جديدة".

وأكد أن "المطلوب إصلاح بنيوي، وبطبيعة الحال الواقع الإصلاحي بحاجة إلى إصلاح سياسي، وطالما لا يوجد رئيس للجمهورية ولا حكومة تأخذ القرارات الإصلاحية نحن ذاهبون الى الأسوأ".
 
الاستنزاف

واعتبر قانصو "أننا نستنزف كل المقومات اليوم، وإذا استنزف مصرف لبنان كل الاحتياطي سنكون أمام "مشهد سوداوي جداً" وتحت رحمة السوق السوداء"، لافتاً إلى أن "التعميم 161 هو الذي يضبط السوق إلى حدٍ ما، إلا أن السؤال هو ماذا سيحصل إذا انسحب المصرف المركزي؟ وهل يستطيع مصرف لبنان الاستمرار الى وقت كبير بهذه اللعبة والتدخل بالسوق عبر منصة صيرفة وغيرها؟ مع الإشارة إلى أن آخر تدخل للمصرف انتهى مفعوله بعد 10 أيام فقط".

ولفت إلى أن "المصرف يطبع الليرة اللبنانية ويشتري بها الدولار من السوق، ما يسبب المضاربات على الدولار، ونحن في عملية شراء للوقت منذ عامين ونصف، والأزمة مستمرة أقله لحين انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل الحكومة وبعدها يمكن أن يكون هناك حلول، وهذا الموضوع بحسب التوقعات لن يكون قبل ربيع 2023".

اقرأ في النهار Premium