تغيّرت أحوال وعادات معظم اللبنانيين بلا شك في هذه الأزمة. ففيما كان اللبناني يغيّر جوّاله كلّما توفّر في السوق أحدث نوع من هذه الهواتف، أصبح تغيير الهواتف الذكية أمراً صعب المنال. لذلك، ومع بداية انهيار الليرة، بدأت تظهر في لبنان الهواتف المحمولة المعروفة بالـopen box. لكنّها راجت في الفترة الأخيرة بشكل لافت جداً، وبات الطلب عليها مرتفعاً.
في تعريف هذا المفهوم الجديد-القديم، فإنّ الهواتف أو أجهزة الـopen box هي الأجهزة التي تُعرض في صالات العرض والمؤسّسات خارج لبنان، أو التي تمّ إرجاعها إلى الشركات، ويتم بيعها بسعر مخفَّض، بعد أن توضَّب في علبها مع كامل عدّتها الأصليّة.
"سالم" واحدٌ من الشباب الذين اشتروا هاتف "أبل" open box. يروي أنّ هاتفه بات قديماً، وعمره يفوق الخمسة أعوام، فيقول: "أردت تغييره ونصحوني بهذا النوع من الهواتف. في بادئ الأمر كنت متردداً إذ لم أعتد شراء هاتف من مصدره الأساس، لكنّني فضّلت التوفير وتشجّعت بعد أن تأكّدت من جودة الجهاز العالية، وإن لم يكن النوع الأحدث".
سالم ليس الوحيد طبعاً من توجّه إلى هذا النوع من الهواتف. ففي جولة على بعض محالّ الهواتف، يُجمع المسؤولون على أنّ الطلب يتزايد عليها، والناس بدأوا يعرفون أخيراً بها.
وبحسب أحد أصحاب مؤسسة Private للهواتف، محمد عواضة، وهي إحدى المؤسسات المشهورة في مجال بيع هواتف الـ open box في لبنان، يورد لـ"النهار" بأنّ مصدر هذه الهواتف عادةً هو الولايات المتحدة الأميركية. وهي هواتف لم تصل إلى مرحلة الهاتف المستخدَم، فيُعاد توضيبها لتصديرها وبيعها في بعض الدول ومنها لبنان.
"سابقاً وقبل عامين، كان الناس يشترون الهواتف الجديدة، وكانوا جاهزين لدفع 1000 دولار وأكثر ثمنه"، وفق عواضة. "لكن الأحوال اختلفت اليوم، وبات الناس يفضّلون شراء هواتف شبه مستخدَمة، بسعر جيد جداً وبنحو 300 أو 400 دولار".
لكن ما الفرق إذاً بين هاتف الـ open boxوالهاتف المستعمَل الذي اعتدناه في لبنان؟ يشرح عواضة بأنّ النوع الأول يأتي من خارج لبنان وكأنّه هاتف جديد، فيما النوع الثاني المستعمل في لبنان قد يكون مسروقاً أو تم تصليحه أو يتضمّن خللاً معيّناً.
وعن الإقبال على هذه الهواتف، يؤكّد عواضة أنّ "الطلب عليها هائل"، ومبيعاتها مرتفعة جداً، إذ يقصد عواضة نحو 40 إلى 50 زبوناً يومياً طلباً لهذه الهواتف.
في ما يأتي أسعار بعض الهواتف الـopen box:
أيفون 11، 128 جيغا، 400 دولار.
أيفون 11 برو، 440 دولار.
أيفون 12 برو، 677 دولاراً، وكان سعر الجديد منه 1000 دولار.
أيفون إكس، 64 جيغا، 233 دولاراً.
أيفون 13 برو، 850 دولاراً، بينما كان سعر الجهاز الجديد 1000 دولار.
سامسونغ نوت 10 بلاس، 377 دولاراً، بينما كان سعر الجهاز الجديد 700 دولار.
كذلك، وفي محل I-fix المتخصِّص في بيع أجهزة الـ open boxمن هواتف و"لابتوبات" وأجهزة إلكترونية أخرى، يورد صاحب المحل، محمد غبريس، أنّ "السوق تطلب بقوة هذه الهواتف والأجهزة، وقد نشط سوقها نظراً للأزمة الراهنة".
ويبلغ تقريباً سعر الهاتف الـ open boxمن ماركة "سامسونغ" 60 في المئة من سعره الجديد، أمّا أجهزة "أبل" الـopen box، فتبلغ أسعارها ما بين 75 إلى 80 في المئة من قيمة الجديد منها.
لكن لماذا ثقة الزبائن بالـ open boxأكبر من المستعمَل؟
يوضح غبريس أمراً مهماً، وهو المصطلح بحدّ ذاته. فمفهوم الـopen box يشير إلى "كل منتَج قد فُتحت علبته من هواتف معروضة في المجمعات التجارية والصالات، والمرتجعة منها. لكن ما يدور في السوق حالياً، ليس فقط أجهزة معروضة، إنّما هواتف مستخدَمة آتية من الخارج، تحمل إفادات من مؤسّساتها حول حالتها، تُوضَّب بالشكل المناسب مع كامل عدّتها، وتُغلّف، ويسمّونها open box. لذلك بات السوق يطلق اسم open box على المستخدَم الآتي من الخارج أيضاً".
ويميّز غبريس بين 3 أنواعٍ من هذه الهواتف: refurbish، open box وactive.
الأوّل هو الهاتف المستخدَم الذي أُعيد إلى الشركة المصنِّعة، حيث تقوم باختباره وفحص كلّ مكوناته الداخلية والخارجية، وتجدده وتوضبه.
والثاني هو الهاتف الذي يحمل إفادة من المؤسسة المصنّعة بأنّ هذه المنتجات مرتجعة.
أمّا النوع الثالث، فهو خاص لدى "أبل"، وهي أجهزة معروضة في الصالات، يُعاد توضيبها، لكنّها تُباع في السوق اللبنانية كأنها مختومة.