في ظل بدء العد العكسي للأيام العشرة الأواخر للمهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، ومع استمرار ارتطام جهود التأليف الحكومي بحائط مسدود وتنامي المخاوف من الوقوع في فراغين على المستوى الرئاسي والحكومي، واصلت الليرة هبوطها الحرّ مقابل الدولار في السوق السوداء هذا الأسبوع في ظل خلق نقد ملحوظ بالليرة من قبل مصرف لبنان، بينما بقيت أسعار سندات اليوروبوندز عند أدنى مستوياتها، وسلكت سوق الأسهم مسلكاً تنازلياً مبدّدة بعضاً من الزيادات في الأسعار التي حققتها في الأسبوعين الفائتين، وفق التقرير الأسبوعي لبنك عوده.
في التفاصيل، كسر سعر صرف الدولار حاجز الـ40 ألف ليرة هذا الأسبوع حيث بلغ 40400 ل.ل.-40500 ل.ل. يوم الجمعة، في ظل غياب التسوية السياسية لتسمية مرشح توافقي لرئاسة الجمهورية واحتدام التجاذبات السياسية بشأن التشكيلة الحكومية، في حين تظهر آخر التقديرات بأنّ احتياطيات مصرف لبنان السائلة بالعملات أقل من 10 مليار دولار، رغم مساعي المركزي لتعزيز احتياطياته والزيادات التي سجلتها موجوداته الخارجية بنحو 400 مليون دولار في غضون شهر حتى منتصف تشرين الأول 2022.
وعلى صعيد سوق سندات اليوروبوندز، ظلت أسعار سندات الدين الحكومية تتراوح بين 6.0 و6.38 سنتاً للدولار الواحد يوم الجمعة وسط مخاوف من ألا تكون هذه السندات قابلة للتحصيل، وبانتظار أن يسلك لبنان المسار الإصلاحي وتلبية متطلبات صندوق النقد الدولي لتأمين الدعم المالي المنشود، ما يمكن أن يؤسس لمفاوضات بناءة مع حاملي سندات الدين اللبنانية.
وفي ما يخص سوق الأسهم، عكست بورصة بيروت مسلكها التصاعدي الذي استمر لأسبوعين، حيث سجلت تراجعات في الأسعار نسيتها 2.0%، بينما زادت أحجام التداول بنحو 17% أسبوعياً، علماً أن أسهم "سوليدير" لا تزال تستأثر بغالبية النشاط.
الأسواق
في سوق النقد: واصلت كلفة الكاش بالليرة تراجعها هذا الأسبوع حيث تراوحت بين 10% و15% بالمقارنة مع 13%-18% في الأسبوع السابق، في انعكاسٍ للازدياد اللافت في حجم السيولة بالليرة في سوق النقد. فقد أظهرت آخر الإحصاءات النقدية الصادرة عن مصرف لبنان للأسبوع المنتهي في 6 تشرين الأول 2022 اتساعاً كبيراً في حجم النقد المتداول للأسبوع الثالث على التوالي بقيمة 6223 مليار ليرة.
أما الودائع المصرفية المقيمة، فسجلت زيادة قيمتها 233 مليار ليرة، بشكل رئيسي نتيجة ارتفاع الودائع المصرفية المقيمة بالليرة بقيمة 432 مليار ليرة وسط زيادة في الودائع الادخارية بالليرة بقيمة 403 مليار ليرة وارتفاع في الودائع تحت الطلب بالليرة بقيمة 29 مليار ليرة، بينما تقلصت الودائع المقيمة بالعملات الأجنبية بقيمة 198 مليار ليرة أسبوعياً (أي ما يعادل 132 مليون دولار وفق سعر صرف 1507.5 ل.ل.).
في هذا السياق، سجلت الكتلة النقدية بمفهومها الواسع (م4) اتساعاً أسبوعياً لافتاً قيمته 6249 مليار ليرة، نتيجة النمو الملحوظ في حجم النقد المتداول بالليرة.
في سوق سندات الخزينة: أظهرت النتائج الاولية للمناقصات بتاريخ 20 تشرين الأول 2022 أن مصرف لبنان سمح للمصارف الاكتتاب بكامل طروحاتها في فئة الستة أشهر (بمردود 4.0%) وفئة السنتين (بمردود 5.0%) وفئة العشر سنوات (بمردود 7.0%). من ناحية أخرى، أظهرت نتائج المناقصات بتاريخ 13 تشرين الأول 2022 اكتتابات بنحو 46 مليار ليرة، كانت من حصة مصرف لبنان بالكامل تركزت في معظمها في فئة الثلاثة أشهر، بينما بلغت الاستحقاقات زهاء 419 مليار ليرة، ما أسفر عن عجز اسمي أسبوعي بقيمة 373 مليار ليرة.
في سوق القطع: في ظل غياب المناخ التوافقي بشأن الاستحقاق الرئاسي ومع استمرار الأزمة الحكومية دون إحداث خروقات إيجابية ملموسة، وبينما احتياطيات مصرف لبنان السائلة من النقد الأجنبي تقدّر اليوم بما دون الـ10 مليار دولار مع تزايد خلق النقد بالليرة اللبنانية، واصل سعر صرف الدولار صعوده في السوق السوداء هذا الأسبوع، كاسراً حاجز الـ40 ألف ليرة ليبلغ 40400 ل.ل.-40500 ل.ل. يوم الجمعة على الرغم من الخرق الإيجابي في ملف الترسيم البحري.
في موازاة ذلك، أشار مصرف لبنان إلى أن سعر صرف الدولار على منصةSayrafa ارتفع من 29800 ل.ل. في نهاية الأسبوع السابق إلى 30100 ل.ل. بين 17 و21 تشرين الأول 2022 كمعدل لأسعار صرف العمليات التي نُفذت من قبل المصارف ومؤسسات الصرافة على المنصة. من ناحية أخرى، أظهرت ميزانية مصرف لبنان نصف الشهرية الأخيرة المنتهية في 15 تشرين الأول 2022 ارتفاعاً في الموجودات الخارجية لدى المركزي بقيمة 139 مليون دولار خلال النصف الأول من الشهر، بعد أن كانت قد سجّلت زيادة مقدارها 278 مليون دولار في النصف الثاني من أيلول، ما أدى إلى تراكم زيادات في الموجودات الخارجية لدى المركزي قيمتها 417 مليون دولار في غضون شهر لتبلغ زهاء 15.0 مليار دولار في 15 تشرين الأول 2022 (من ضمنها محفظة مصرف لبنان لسندات اليوروبوندز والتسهيلات الممنوحة للمصارف بالعملات).
كذلك، أظهرت ميزانية المركزي حتى منتصف تشرين الأول الحالي ارتفاعاً لافتاً في حجم النقد المتداول خارج مصرف لبنان بنحو 11 ترليون ليرة خلال النصف الأول من تشرين الأول 2022، ما أدى إلى تراكم زيادات في حجم النقد المتداول بالليرة بقيمة 25 ترليون ليرة في غضون شهر منذ منتصف أيلول 2022 حتى منتصف تشرين الأول 2022، حيث لامس عتبة الـ70 تريليون ليرة منتصف هذا الشهر.
في سوق الأسهم: عاودت بورصة بيروت مسلكها التنازلي هذا الأسبوع، كما يستدل من خلال تراجع مؤشر الأسعار بنسبة 2.0%. فمن أصل 6 أسهم تم تداولها هذا الأسبوع، تراجعت أسعار 3 أسهم، بينما زادت أسعار سهمين وظل سعر سهم واحد مستقراً. وقد قادت أسهم "بنك بيبلوس العادية" الأسعار نزولاً، حيث انخفضت أسعارها بنسبة 5.0% إلى 0.57 دولار، تلتها أسهم سوليدير "أ" بنسبة -3.3% إلى 52.20 دولار، فأسهم "سوليدير "ب" بنسبة -2.5% إلى 52.65 دولار. في المقابل، قفزت أسعار "هولسيم لبنان" بنسبة 6.6% إلى 29.86 دولار، تلتها إيصالات إيداع "بنك عوده" بنسبة +0.7% إلى 1.49 دولار. وظلت أسعار أسهم "بنك لبنان والمهجر العادية" مستقرة عند 3.04 دولار.
وعلى صعيد أحجام التداول، زادت قيمة التداول الاسمية في بورصة بيروت من 3.9 مليون دولار في الأسبوع السابق إلى 4.5 مليون دولار هذا الأسبوع، أي بارتفاع نسبته 16.9%، علماً أنّ أسهم "سوليدير" لا تزال تستحوذ على غالبية النشاط (97.8%).
سوق سندات اليوروبوندز: في ظل غياب أي تسوية سياسية حول مرشح توافقي لرئاسة الجمهورية، ووسط مخاوف من انغماس البلاد في فراغ حكومي بعد نهاية العهد الرئاسي، وفي ظل التحديات الإصلاحية الجمّة التي يواجهها لبنان من أجل تأمين الدعم المالي المطلوب من صندوق النقد الدولي والذي يشكل الأرضية الخصبة للبدء بمباحثات بناءة مع حاملي السندات، ظلت أسعار سندات اليوروبوندز اللبنانية عند أدنى مستوياتها هذا الأسبوع. إذ تراوحت بين 6.0 -6.38 سنتاً للدولار الواحد يوم الجمعة، دون تغير بالمقارنة مع الأسبوع السابق.
أما على المستوى التراكمي، فقد سجلت السندات السيادية تقلصات في الأسعار بنحو 3.75 دولار إلى 4.13 دولار منذ بداية العام 2022.