النهار

دليل القطاع الخاص لتعزيز الأمن الغذائي في لبنان
المصدر: "النهار"
دليل القطاع الخاص لتعزيز الأمن الغذائي في لبنان
بيبسيكو.
A+   A-
*مادة إعلانيّة
 
عامر شيخ
 
تشير التقديرات إلى أنه بحلول العام 2050 سيحتاج نحو 10 مليارات نسمة للغذاء.
 
على الرغم من غنى كوكبنا بالموارد الطبيعية، فإن النمو السكاني المتزايد وأزمة تغير المناخ والنزاعات المستمرة تفرض ضغوطًا كبيرة على هذه الموارد، ومن المرجح أن تتحمل الدول، التي ترزح تحت وطأة النزاعات والتلوث والتصحر وغيرها من التحديات، العبء الأكبر في هذه الأزمة. لذلك يجب على الأطراف المعنية من مختلف القطاعات التفكير في التدابير التي يمكن اتخاذها من أجل تحفيز العمل الإيجابي، بما يُمكّننا من حماية السكان المعرّضين للخطر في جميع أنحاء العالم، وبناء كوكب أكثر صحة وازدهارًا.

غالبًا ما يُنظر إلى بيبسيكو على أنها شركة للمشروبات الغازية فقط، ولكننا أكثر من ذلك بكثير. فالزراعة تمثل جزءاً لا يتجزأ من صميم أعمال شركتنا، إذ نقوم بتوريد المحاصيل من 60 دولة، وبذلك نساهم في توفير أكثر من 100 ألف وظيفة في القطاع الزراعي حول العالم. وبفضل خبرتنا والنطاق الواسع لعملنا، ندرك أهمية الزراعة المستدامة كعنصر جوهريّ لتلبية الطلب المتزايد على الغذاء، لا سيما مع النمو السكاني المُطّرد، فالزراعة هي عنصر أساسي لتطوير الموارد الطبيعية والحفاظ عليها.

تكتسب الزراعة المستدامة أهمية خاصة في لبنان نظراً لوفرة الأراضي الصالحة للزراعة، بالإضافة إلى مناخه المعتدل ومياهه العذبة، الأمر الذي يمثل فرصة فريدة لدعم الاقتصاد المحليّ وخلق فرص عمل وتأمين اكتفاء ذاتيّ في ظل التقلب الاقتصادي الذي تمرّ به البلاد.

ولا شكّ في أن القطاع الخاص يؤدي دورًا محوريًا في دفع عجلة التغيير. فما هي الأساليب التي يمكن أن تسهم في مضافرة جهودنا في هذا الاتجاه بينما نحتفل باليوم العالمي للزراعة.


الدليل الإرشادي
 
تعزيز الشراكات
تلقي أزمة سلاسل الإمداد العالمية وتعقيداتها بظلالها على المجتمعات الزراعية، في وقت هي بأمسّ الحاجة إلى توطيد التعاون الفعّال والمكثّف مع الأطراف المعنية الأخرى من أجل دعم المزارعين وتمكين المُزارعات وتوظيف الموارد المالية والتقنية وتعزيز الشراكات عبر مختلف القطاعات.
ومن الضروري أن تركز هذه الشراكات على تحسين القدرة على التعامل مع أزمة المناخ، ودعم البحوث الزراعية المبتكرة، ووضع خطط عمل مشتركة مع المنظمات غير الحكومية والمنظمات المجتمعية لتوفير السلع التي تسهم في دعم الممارسات الزراعية المستدامة وتوفير الموارد الضرورية.

ويمكن أن تعمل الشركات على إطلاق مبادرات مشتركة بين جميع الأطراف الفاعلة في مختلف القطاعات، وضمنهم المنافسون، لتقديم حلول للتحديات الراهنة في المجال الزراعي مثل التصحر وتراجع خصوبة الأراضي الزراعية وانبعاثات الغازات الدفيئة (GHG).


دعم المزارعين والمجتمعات

إن توسيع نطاق اعتماد الممارسات الزراعية المتجددة يساهم في الحفاظ على النُظُم البيئية وتجديدها من خلال تحسين خصوبة التربة وتقليل انبعاثات الكربون وتعزيز إدارة المجمعات المائية، وزيادة التنوع البيولوجي. ومن الأمثلة الناجحة على ذلك مزارعنا التجريبية التي كان لها دور كبير في تسويق مفهوم التكنولوجيا الزراعية المبتكرة في العديد من الأسواق.

ولا بدّ من التركيز على نقطة محورية تكمن في تحسين الأوضاع المعيشية لدى المزارعين، وذلك من خلال مساعدتهم على تطوير مهاراتهم وإعطاء الأولوية لربحيتهم وإنتاجيتهم على المدى الطويل من دون المساومة على الاستدامة البيئية بغية تحقيق الإيرادات والأرباح الموقتة، إذ إن توفير ظروف أفضل للعمل، وإتاحة فرصة الوصول إلى الموارد، والاستثمار في التكنولوجيا، جميعها أمور يمكن أن تساهم بشكل كبير في انتشال المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة من الظروف المعيشيّة الصعبة.

كذلك نشدّد في هذا الإطار على أهمية دعم المجتمعات الأكثر حاجة على المستوى المحلي، إذ يواجه اللبنانيون تحديات غير مسبوقة بسبب تواتر الأزمات على مختلف الصُعُد، والتي طالت جميع شرائح المجتمع، ممّا فرض تداعياته على الأمن الغذائي في البلاد. لذلك تعاونت شركة بيبسيكو مع "بنك الغذاء اللبناني" بهدف توفير السلع المنتجة محليًا للفئات الأكثر ضعفًا ودعم الصناعات اللبنانية، بالإضافة إلى تقديم وجبات ساخنة بالتعاون مع المطابخ المجتمعية الموجودة في مختلف المناطق خلال شهر رمضان الكريم.


الاستثمار في الشركات الناشئة المبتكرة

يشير تقرير صادر عن شركة MAGNiTT إلى أن الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قد جمعت تمويلًا بقيمة تزيد عن 1.2 مليار دولار خلال النصف الأول من عام 2021، وسجّلت نموًا سنويًا بنسبة 64٪، محققة زيادة بنسبة 12٪ عن المليار دولار الذي جمعته على شكل تمويل خلال عام 2020 بأكمله – وهو ما يؤكّد قدرة الشركات الناشئة على قيادة النمو الاقتصادي على نطاق واسع.


علينا أن ندرك أن لدى الشركات الناشئة الكثير من الأفكار المبتكرة والغنية التي يمكن أن تقدّمها، وهي تتمتع بسمات المرونة والانفتاح والابتكار التي تسهم في تعزيز الأثر الإيجابي المرجو على المدى الطويل، إذا أتيحت لها الموارد ورأس المال وشبكة العلاقات المناسبة.
لذلك، من الضروري أن تبحث الجهات الفاعلة في القطاع الخاص عن فرص التعاون الممكنة مع الشركات الناشئة، لاسيما في المجالات التي تتطلب تسريع الابتكار كالزراعة المستدامة. ولهذه الغاية، يستهدف برنامج Greenhouse Accelerator من بيبسيكو لهذا العام الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التي يمكنها إحداث تغييرات مباشرة في المجال الزراعي من خلال تطوير حلول لترشيد استهلاك المياه، وتحسين إدارة كفاءة عمليات الإنتاج لزيادة الممارسات المستدامة في الزراعة، وتقديم منتجات وتقنيات متطورة ومبتكرة من شأنها تعزيز الأمن الغذائي في المنطقة. كذلك نحرص أيضًا على أن تتمتّع هذه الشركات بخبرة كافية في مجال الذكاء الاصطناعي ورقمنة العمليات الزراعية من أجل إعداد تقارير مستدامة أكثر دقّة.
 

مشاركة أفضل الممارسات
إن مشاركة أفضل الممارسات والدروس المستقاة من حول العالم هي خطوة مهمة لتفادي تكرار الأخطاء، وللمضي قُدمًا نحو تحقيق أهدافنا. ولا بدّ من الاستفادة من المعارف والخبرة الكبيرة التي يمتلكها القطاع الخاص عوضًا عن العمل من جديد على أشياء سبق وتمّ التوصل إلى حلول لها بالفعل. فحين تتضافر جهود صانعي السياسات والمنظمات المجتمعية، ونحصل على الدعم الكافي من الشركاء المناسبين في القطاع، ستكون عملية تطبيق الممارسات في البيئات المحليّة أكثر سلاسة، وستتطلّب مجهودًا أقلّ.

فعلى سبيل المثال، يمكن للأطراف المعنية العمل على استكشاف الحلول المتاحة أمامهم مثل توريد المحاصيل مباشرة من المزارعين، وتدريبهم على الهندسة الزراعية بشكل مباشر، وتحسين كفاءة استخدام الأسمدة وتقنيات الريّ وحماية النباتات وإدارة الآفات وحماية حقوق العاملين، من أجل تعزيز الإنتاجية الزراعية وتوسيع نطاق توفر المحاصيل من مصادر مستدامة، بما يسهم في إحداث تغييرات جذريّة بعيدة الأجل في المنظومة الزراعية. وبهدف الاستفادة من خبرات المزارعين المحليين وتأثيرهم، تعمل بيبسيكو على توسيع شبكتها من المزارع التجريبية التي تقوم على تطبيق أفضل الممارسات المحليّة وإتاحة الفرصة للمزارعين للتعلّم واكتساب الخبرة من زملائهم.


غني عن القول إن تحقيق الزراعة المستدامة لن يتم من دون تحالف واسع من قبل مختلف الجهات الفاعلة، وهو أمر لا يمكن تحقيقه بين ليلة وضحاها، ولكن حين نعمل معًا على تحقيق أهدافنا المشتركة، يُمكننا الإسهام في تسريع عجلة التغيير للقضاء على الجوع في عالمنا وبناء مستقبل أكثر استدامة لنا جميعًا.

اقرأ في النهار Premium