مع اقتراب نهاية شهر تموز ما زالت الحركة السياحية في لبنان تسجل ارقاماً مشجعة جداً في ظل ازدياد مستمر في حركة المطارات في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت بعدما وصلت حركة المطار إلى 95% مقارنة بالنسبة التي كانت عليها قبل الأزمات وبالتوازي مع ارتفاع نسب الحجوزات في المطاعم والفنادق.
التوقعات تشير الى ارتفاع مستمر في عدد الوافدين الى لبنان في الاسابيع المقبلة ليصل عدد القادمين عبر مطار بيروت الى أكثر من مليون راكب فلبنان يلتقط بعضاً من أنفاسه خلال فصل الصيف حيث المغترب اللبناني يؤكّد مرّةً جديدةً مدى محبّته وتعلّقه بوطنه فيما إنجاح هذا الموسم الواعد الّذي يُعتبر في غاية الأهميّة للبنان ولكلّ لبناني، في ظلّ الأزمة الاقتصاديّة والمعيشيّة الخانقة، هو مسؤوليّة الجميع، من رأس الهرم حتّى كلّ مواطن على مختلف الأراضي اللبنانيّة. في هذا السياق يؤكد الأمين العام لاتحاد المؤسسات السياحية جان بيروت أن شهر تموز أكد الارقام التي كانت توقعتها النقابات السياحية بالنسبة لأعداد الوفود التي وصلت الى لبنان ومنها ما يقارب 70% من اللبنانيين المغتربين، أما النسبة الباقية فكانت من السياح العراقيين والاردنيين والمصريين بالاضافة الى بعض الجنسيات الاجنبية فيما أعداد السياح الخليجيين تبقى خجولة الى حد ما. أما بالنسبة للحجوزات في المؤسسات السياحية والفنادق فقد وصلت الى ما يقارب 90% في المعدل بين المناطق الساحلية فيما تصل نسبة الاشغال الى 70% في المناطق الجبلية. ويتحدث بيروتي عن نقص في الغرف الفندقية في عدد من المناطق خاصة مع استمرار إقفال عدد من الفنادق الكبرى في لبنان ذات الـ4 والـ5 نجوم وهذا الامر يحصل لاول مرة منذ عام 2018 والاهم حالياً هو استمرار الموسم السياحي والتعويل على الحجوزات المستمرة التي تشير الى نسب مرتفعة في الفترة المقبلة وتستمر حتى نهاية شهر آب المقبل.
بدوره يرى رئيس نقابة أصحاب مكاتب السفر والسياحة في لبنان جان عبود أن ما سُجل في شهر تموز تخطى التوقعات بالنسبة للحجوزات وحالياً يصل الى لبنان ما يقارب 20 ألف راكب بالمعدل، متوقعاً أن تستمر نسبة الحجوزات في شهر آب على نحو مرتفع ايضاً بحسب البيانات الواردة من شركات الطيران ومكاتب السفر والسياحة، والبحث حالياً هو لزيادة عدد الرحلات الى لبنان الشهر المقبل ومن هنا يتوقع عبود أن تتراوح حركة الوصول الى مطار بيروت خلال شهري تموز و آب بين مليونين الى 2.5 مليون راكب.
تشهد حركة المطاعم والمقاهي والملاهي الليلية حجوزات مرتفعة حتى إن العديد من هذه المؤسسات السياحية أصبح من المستحيل على بعض روادها إيجاد حجوات فيها قبل أسابيع نتيجة الإقبال الكبير، وفي هذا السياق يعود رئيس نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي في لبنان طوني الرامي ليؤكد أن القطاع السياحي حالياً مزدهر هذا الصيف وحركة المطاعم والمقاهي والملاهي خلال فترة عيد الاضحى وصلت الى 100% في العديد من هذه المؤسسات كما سجلت المنتجعات السياحية والمطاعم في الارياف والمناطق البعيدة عن العاصمة نسبة مرتفعة ايضاً. ويؤكد الرامي أنه رغم أن البلاد تشهد صعوبات ومطبات والقطاع يمر بمرحلة إدارة الازمة فقد أثبت القطاع السياحي هذا الموسم أنه ما زال موجوداً وما زال على الخريطة السياحة العالمية. العديد من الوفود السياحية وصلت في الفترة الاخيرة الى لبنان وتجول على المواقع السياحية المختلفة في البلاد حيث ترى نقيبة الأدلاء السياحيين في لبنان أليسار البعلبكي أن عام 2022 أعاد الحياة للسياحة بعد القيود العالمية على السفر نتيجة انتشار فيروس كورونا بالاضافة الى الازمة في لبنان، وما شهده لبنان نهاية شهر حزيران وأوائل شهر تموز هو المجموعات الكبيرة من البرازيليين، أما بالنسبة للمجموعات السياحية الاجنبية فمن المتوقع أن تبدأ بالوصول الى لبنان خلال الفترة الممتدة من أيلول المقبل حتى نهاية تشرين الاول وهو الموسم الاساسي بالنسبة للسياحة الاجنبية في لبنان. وتشير البعلبكي الى الافراد الاجانب الموجودين في لبنان بمهمات رسمية ويجولون على المواقع الاثرية والسياحية ومنهم من الجنسيات الاسبانية والايطالية والالمانية. وبالحديث عن التحديات التي تواجه الأدلاء السياحيين في لبنان تشير البعلبكي الى أن استمرارية هذه المهنة رهن الوضع السياحي في البلاد عموماً، وتحذر من وجود العديد من الافراد في لبنان الذين يدعون أنهم من الادلاء السياحيين ويمارسون هذه المهنة من دون ترخيص من وزارة السياحة.